التعديل الوزاري على حكومة الرزاز وردود الفعل عليها
اللواء المتقاعد مروان العمد
14-10-2018 01:15 AM
لقد اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي منتقدة ومهاجمة للتعديل الوزاري الذي اجراة دولة السيد عمر الرزاز على حكومتة والذي جاء دون المتوقع والمأمول مع ان سقف المتوقع والمأمول غير محدد ويختلف من شخص لآخر . مما يجعل عملية الهجوم على هذا التعديل امرا طبيعياً وبغض النظر عن مضمون هذا التعديل وعمن خرج ومن دخل من الوزراء .
ولقد كان الكثير من الانتقاد لهذا التعديل منطقياً ولكان بعضة كان قد تجاوز حدود المنطق بسبب المغالاة بالتوقعات من هذا التعديل وارتفاع سقف المواصفات المطلوب توفرها بمن سيدخلون هذة الوزارة .
وحتى نناقش الامر بموضوعية فلا بد من ملاحظة ان مواقف الناس من الحكومات الاردنية عند تشكيلها وحتى قبل ان ينتشر الفساد ويعم البلاد كان ينقسم الى قسمين .
القسم الأول كان يتعلق بمن تكررت اسماؤهم في وزارات سابقة حيث كان يقال عنهم ( اي هم مش ملاقيين غيرهم ) . والقسم الثاني كان يتعلق بمن دخلوا التشكيلة الحكومية لأول مرة وبالقول ( من فين جايبينهم والله عمرنا ماسمعنا عنهم ) . اي ان رضا الناس عن تشكيل الحكومات الاردنية كان ولا زال غاية لا تدرك .
وفي الوقت الحالي فقد ارتفع سقف عدم الرضا والنقد على الحكومات ومن يشارك فيها عند تشكيلها وعند اجراء اي تعديل عليها وذلك بسبب انتشار مظاهر الفساد وعجز الحكومات عن القضاء علية او على الاقل على وضع حد له ان لم نقل المشاركة فيه . وعجزها عن معالجة قضايا المواطنين وهمومهم وفشلها برفع مستوي معيشتهم ، بل على العكس تحميلهم ما هو فوق طاقتهم من ارتفاع اسعار وزيادات في الضرائب .
وفي مواجهة ذلك اخذ البعض من الناس يضع المعايير والمواصفات التي يجب ان يتحلى بها من سوف يشارك في هذه الحكومة او اي حكومة قادمة ليحدد على ضوئها من يصلح ومن لا يصلح غافلاً عن ان هذه المعايير كانت تنطبق على الكثيرين ممن شاركوا في حكومات سابقة ثم تخلوا عنها بعد ان شاركو فيها . وغافلاً ان هذه الاسس والمعايير تختلف بين انسان وآخر بحيث لو اعطينا الناس حق ترشيح من يرون انة تنطبق عليهم افضل الاسس والمعايير ليشارك في التشكيلة الحكومية لبلغ عدد المرشحين لهذا المتصب عشرات الآلاف ان لم يكن مئات الالافمن الاشخاص . واذا افترضنا انة تم تشكيل حكومة من ضمن هذة الاسماء المثالية حسب ترشيحات المواطنين فأنها لن تحظى برضاهم وموافقهم جميعهم ، حيث ان كل شخص سيبقى متعصباً لمن رشحة ويرى ان غيرة اقل منة مقدرة .
كما انة لا توجد ضمانة ان الحكومة المشكلة على هذا الاساس ستكون هي الحكومة المثالية والقادرة على معالجة جميع المشاكل والازمات التي تمر بها البلاد رغم وجود شخصيات جيدة فيها ، وذلك لعدم وجود رابط مشترك بينهم يوحدهم وينسق عملهم ولعدم وجود برنامج وخطة عمل واحدة تجمعهم بل هي مجرد اسماء يرى الناس انها الاصلح من خلال طروحاتهم مع عدم وجود ضمانات انهم سينفذون ما كانوا يطرحونة قبل اشغالهم المنصب الوزاري
لهذا فأن الامر ليس هو اسماءُ جديدة او اسماءُ قديمة . او ان هذه الاسماء جيدة او غير جيدة ما دام النهج المتبع في تشكيل الوزارات واحداً لا يتغير وما دامت هذه الحكومات تفتقر الى برنامج واحد وسياسة واحدة تعمل على تنفيذها .
حتى انة لو عادت الحياة للأموات وعاد المرحومين وصفي التل وهزاع المجالي وحابس المجالى وسليمان النابلسي وعبد الحليم النمر وناجي العزام وكابد المفلح العبيدات وغيرهم وغيرهم ، وشُكلت منهم ومن غيرهم حكومة واحدة فلن يلاقوا رضا الناس جميعاً في هذا الزمن . وكما انهم لن يستطيعوا ان يفعلوا ما فعلوة سابقاً ما لم يتم تغيير النهج الذي يتم بة تشكيل الحكومات حالياً ، وان تصبح الحكومات حكومات برامج واهداف وخطة عمل وليس معرفة وعلاقات عائلية وتنفيع وتوزيع عشائري وسكاني حتى لو تضمنت اشخاصاً جيدين وصالحين . وخاصة انهم لا يمثلون فكراً واحداً ولن يطرحوا برنامج عمل واحد .
لا يفهم من كلامي انني راضي عن التعديل الوزاري ولكن هذا هو القِدر وهذه هي المِغرفة . وأرى انة افضل من ان نبقى نلعن الظلام ان نُشعل شمعة ننير بها طريق المستقبل وان نعمل على تكوين تجمعات وتكتلات حزبية أو غيرها تحمل برامج مشتركة ولها خطة عمل واهدافاً محددة . وان تجمع هذة الكتل والاحزاب حولها اكبرُ عددٍ من الناس ، وعندما تجري انتخابات نيابية حتى في ظل اي قانون انتخابي ان تطرح هذة التجمعات مرشيحيها وان تلتزم قواعدها بأنتخاب مرشحي هذه التجمعات بدل مرشحي المصالح والمناطق والمال . عندها ستكون هذة التجمعات قادرة على فرض تغيير النهج حتى لو لم تكن ارادة التغيير متوفرة مسبقاً .
في السابق كانت الاحزابُ ممنوعة ومقموعة ولكن كان هناك حزبيون اصحاب عقائد اكثر من اعداد الحزبيين الحاليين . وكانوا ثابتين على عقائدهم رغم كل الظروف التي تعرضوا لها . وعندما باعت الاحزاب الاهداف والمبادئ واستبدلتها بالمناصب واعطيات وزارة الداخلية لم يعد هنالك احزاب ولم يعد هنالك حزبيين ولم يعد هنالك من يصلحوا ليكونوا قياديين .
لا تقولوا ان الدولة مسؤولة عن ضعف الاحزاب وان كانت سعيدة بة ، فهذة الحقوق تُفرض ولا تُطلب . لأنها اذا طُلبت فسوف تكون محكومة بشروط وقيود المانح ولن تخرج في هذة الحالة عن الدكاكين الحزبية الموجودة
وقد اعطى جلالة الملك عبد اللة الثاني اشارة البدء والانطلاق عندما دعى الى حصر الاحزاب بثلاثة احزاب او اربعة وبذلك فقد القى الكرة في مرمى الاحزاب الموجودة والسياسين واصحاب الفكر معارضين وموالاة للتحرك في هذا الاتجاة والغاء كل الاحزاب والتشكيلات السابقة وتشكيل هذه الاحزاب والتجمعات الجديدة والتي عليها ان تتطرح رؤيتها السياسية وبرامجها واهدافها على الشعب وتوصله اليهم ، ليحاول كل حزب جمعُ اكثرُ عددٍ من الأعضاء والمؤيدين والانصار لها على ان لا تجعل من اهدافها او غاياتها مناكفة ولي الامر . عندها فأنة يمكن لولي الامر أن يتدخل ويشكل حكومة محددة من شخصيات وازنة وخارجة عن النهج السابق لأنة سيكون واثقاً ان المخرجات ستكون تختلف عن المخرجات السابقة وبعد حل مجلس النواب تقوم هذة الحكومة بوضع قانون انتخاب مؤقت جديد وعصري يعتمد القائمة الحزبية باعتبار الوطن دائرة انتخابية واحدة او عدة دوائر حسب المحافظات . وبعد الانتخابات يُعهد للحزب صاحب التمثيل الاكبر في مجلس النواب بتشكيل الحكومة والتي من المؤكد انها ستعمل على تنفيذ البرنامج الذي طرحتة وخاصة ان جميع اعضائها سيكونون يحملون نفس البرنامج وذلك بهدف الحصول على رضا الجماهير لكي تضمن هذة الحكومة النجاح في الانتخابات القادمة . والا فأن الشعب سوف يعاقبها بأنتخاب غيرها .
عندها وعندها فقط ستكون لدينا حكومات قوية ومجالس نيابية قوية قادرة على القول والفعل . وغير ذلك سنبقى ندور في الحلقة المفرغة التي نعيشها والتي لا نملك ازائها الا حق الانتقاد والإعتراض والهجوم وستبقى حكوماتنا تسير على نفس النهج الذي تسير علية .
اعرف ان ما اطرحة يحتاج الى الكثير من الوقت ولكن يكفي ما ضاع منا من وقت . وان نصل متأخرين افضل من ان لا نصل ابداً .
في حوار بيني وبين احد الاشخاص وعندما تمنى ان يقيض اللة لهذا البلد شخصاً كمثل وصفي التل قلت لة ان البلد لا تحتاج ان تنتظر ظهور شخص بمواصفات وصفي التل ولكنها بحاجة لأن تعود لتعيش زمن وصفي التل ورجال زمن وصفي التل حيث سيوجد منهم الكثيرون ممن هم مثل وصفي التل .
القادرون على العمل والعطاء كفريق واحد .
ولكن يكفي ما ضاع منا من وقت . وان نصل متأخرين افضل من ان لا نصل ابداً .
في حوار بيني وبين احد الاشخاص وعندما تمنى ان يقيض اللة لهذا البلد شخصاً كمثل وصفي التل قلت لة ان البلد لا تحتاج ان تنتظر ظهور شخص بمواصفات وصفي التل ولكنها بحاجة لأن تعود لتعيش زمن وصفي التل ورجال زمن وصفي التل حيث سيوجد منهم الكثيرون ممن هم مثل وصفي التل .
القادرون على العمل والعطاء كفريق واحد .