دور الاعلام في التوعية ضد الإشاعة
د. محمد كامل القرعان
13-10-2018 01:51 PM
تتكفل وسائل الاعلام المتنوعة في دحض الإشاعة والافتراءات من خلال عرض الحقائق في وقتها ، وتنمية الوعي العام ، والتحصين من الحساسية النفسية عامة، ومن الشائعات خاصة.
وتنطلق وسائل الاعلام بإدواتها ووسائطها المتعددة بالتوعية المستمرة للافراد لتثبيت الإيمان لديهم والثقة بالبلاغات الرسمية والحكومية والاستعانة كذلك بعقد الندوات والمحاضرات والمناقشات والجلسات.
وهنا يجدر الإشارة الى ضرورة النظرة بمكانة الجامعة والدور الاكاديمي لها في تفنيد الافتراءات ودحض الكذب وبيان الحقيقة فالجامعة؛ مركز انطلاق المعرفة ومنارة العلم ومعظم دول العالم المتقدمة تستثمر مكانة الجامعة واحترامها من قبل الناس في اشاعة المعرفة وهدي الناس وتحصينهم ضد اشكال القلق والخوف.
وهنالك من الاشاعات التي تهدف الى اثارة البلبلة ، لاحداث حالة من عدم التوازن في المجتمع وزعزعة الثقة بالمؤسسات واركان ومفاصل الدولة عامة كما هو حالنا الان بأن الشائعات تهدف الى تغيير الاتجاهات وزعزعة امن الحكم وهز الايمان بالوطن وانجازاته مع تركيزها على حالة ضعف عانت منه الدولة كالفساد ، والدخول من خلاله لبث سمومها واختيار توقيتها المناسب، والدقة في صنع الاشاعة والصياغة بحيث تصبح مستساغة قابلة للهضم والبلع ومن ثم الانتشار.
والاشاعة تسعى الى احتلال جزء من عقل المواطن وتوجيه تفكيره واتجاهه وفي ظروف غامضة ، وهي تفضل ان يكون الناس في حالة من التوجس والريبة والشك والخوف وهو ما يقاس على حال مجتمعاتنا الان فالكل يخشى على مستقبله ومصير وطنه.
وتتعاظم الاشاعة وتصبح اكثر اقناعا عند تبنيها من اشخاص يحتلون مواقع نيابية او نقابية اي ليسوا محسوبين على الحكومة او اي طرف من اركان الدولة الرسمية. ويجب ان لا يغرب عن البال أن الاشاعة سلاح المتضررين والمحتكرين والرجعيين والمندسيين والدخلاء على الاوطان فكل شيء يقال او قرار يشككون فيه ويزرعون الالغام في طريقه حتى لا يعطى فرصة النجاح . وبصريح العبارة نحن في الاردن الان نتعرض لجميع انواع الاشاعات كالاشاعة الهدامة ،والعداء ،والملتهبة ،وسوء السلوك ،والسامة ، واشاعة الكراهية.
وتستهدف هذه الاشاعات ارباك الرأي العام ونشر الحقد لخلق حالة من الاضطراب ممزوجة بالكراهية وعرقلة جميع جهود الاصلاح كما هو حالنا الان امام اقناع المواطنين بقانون ضريبة الدخل والرفض الكامل له من قبل الشارع.
وعند التشخيص يسهل العلاج حيث من الادوات الفعالة لمواجهة الإشاعة خلق الثقة بين وسائل الاعلام والشعب وذلك عن طريق تزويده بالاخبار الصحيحة والاستعداد الكامل من قبل الحكومة لدحض اي شائعة وذلك بعرض الحقائق ، والتوجه عبر منصات معرفية في رفع المستوى الثقافي والتعليمي في البلاد ومعرفة الابعاد السياسية والاقتصادية لتلك الاشاعات وتحريك الماء الراكد في الانشطة الرياضية والشبابية وتفعيل الاندية الثقافية وخلق الثقة بين الحاكم والمحكوم وذلك بمصارحة الحكومة للمواطنين بالامور المهمة لتفويت الفرصة على الطابور الخامس والمغرضين.
واثبتت التجارب ان وسائل الاعلام تستطيع ان تلعب دورا متضحا في اقناع الآخرين بأب يسلكوا في حياتهم سلوكا معينا ما كانوا ليسلكوه بدون تلك الفكرة. وتبقى المسؤولية الان على عاتق الاجهزة الاعلامية الوطنية في تجميع طرقها واستخدامها بانشطة تفاعلية تتم في نطاق تنظيمي مؤسسي للتعبير عن الآراء أو القرارات الحكومية لتحقيق مصالح وطنية عليا بعيدا عن الخداع والتضليل.