ما عجز عن صناعته الاباء في الماضي بتبنيهم لمقولة (امشي الحيط الحيط ويا رب الستر) يصنعه شباب وشابات هذا الوطن تحت شعار (الساكت عن الحق شيطانٌ اخرس).
فكانوا على موعد ليصنعوا تاريخ جديد للوطن. لقد وضعوا حجر الأساس له من موقعة الدوار الرابع حيث كان لهم كلمة الحسم في رفض الفوضى العارمة التي تمر بها البلاد. وكان لمسودة قانون ضريبة الدخل للاستعمار الاقتصادي الشعرة التي قصمت ظهر البعير ، وارتفعت صيحات الشباب والشابات والعاطلين عن العمل الرافضة له.
وتستقيل حكومة الملقي وتذهب إدراج الرياح وتتسارع الأحداث ويدوب الثلج وتظهر إلى الواجه ملفات فساد بالجملة أبطالها من عباقرة الشر وممن يُلمِعون صورهم الاجتماعية من خلال دعمهم للأندية الرياضية والجمعيات الخيرية والانسانية .
تحية لشباب وشبات الاردن من طلاب مدارس وجامعات وخريجين عاطلين عن العمل او عاملين، اللذين سطروا اجمل لوحات الاعتصام الحضارية في رفضهم لقانون ضريبة الدخل المستورد من البنك الدولي ورفضهم أيضا لسياسات رئيس الوزراء السابق وفريقه الوزاري. تحية لكم من كل محافظات المملكة وانتم أثبتم للوطن والمواطن انكم على قدر المسؤولية، وأنكم هِمم لا تنحني اللا لله وحده .
تحية لكم يا نشامى ونشميات هذا الوطن وانتم من قيل فيكم الكثير في قاعات الجامعات والمدارس والصالونات انكم من أتفه الاجيال، تحية لكم لانكم أثبتم انكم شباب المستقبل وان الأردن في امان طالما لديها هكذا شباب.
تحية لكم وانتم تصنعون الحلم الاردني الذي طالما انتظرناه، الحلم الذي أصبح حقيقة في الإرادة والتصميم. الإرادة والتصميم على إعادة بناء كل مؤسسات الدولة على أُسس علمية وقانونية وواقعية وليس على اساس جيوب عامة الشعب .
تحية لكم وانتم تطالبون بسحب قانون الضريبة المجحف، تحية لكم وانتم تطالبون بحل مجلس النواب والأعيان. تحية لكم وانتم تطالبون بمحاسبة المفسدين مِن مَن يزاودون عليكم في وطنيتكم وغيرتكم على وطنكم وهم من أصحاب الجنسيات المتعددة. تحية لكم وانتم تبحثون عن لقمة العيش وهم يبحثون في ارصدتهم الخارجية.
تحية لكم وانتم تفكرون كيف تاُمنون ثمن وصفة الدواء لوالديكم وهم يفكرون في تفصيل وظائف رنانة لأبنائهم. تحية لكم وانتم مصممون على أهمية إعادة بناء مؤسسات الدولة التي عبثوا فيها.
انتم اليوم تبحثون عن اعادة ترتيب البيت الاردني الواحد ليكون الحضن الدافئ لكل من يريد الخيرُ لهذا البلد الذي طالما كان الملجأ الآمن للمنكوبين من دول الجوار. سوف يكتبُ عنكم التاريخ بانكم على قدر المسؤولية. والله يحميكم ويبقيكم دخراً لهذا الوطن.