مم زين قصة حب نبتت في الأرض وأينعت في السماء فهذا الكتاب الذي قدم به الفاجعة التاريخية المسماة مم وزين بعد أن كساها بُرداً سابغا من لغة السحر والبيان ..لغة البيان الإلهي المعجز وبعد أن أنفق في كتابتها من الدموع قدر الذي أستهلك في الكتابة . ملحمةٌ شعريّة صاغَها شاعرٌ يُعَدّ من أعظمِ شعراءِ الأكراد، وأوّلَ مَن ابتَدَعَ الشِّعرَ القَصَصِيَّ في الأدبِ الكردي
ملخص ملحمة روميو وجوليت الكردية يقول إن الأميرة زينة التي تنكرت بهيئة الرجال مع أختها ستي بحثا عن حبيب لها تقع في حب الشاب مم في يوم الربيع (عيد النوروز)ولكن حاجب أخيها الأمير عز الدين (بكو) والذي يشبه في بشاعته القس الشرير في رواية الفرنسي فكتور هيغو(أحدب نوتردام)يعلم بالحب فيغلي حسدا ويشي بحبهما لأخيها ويقرر الأخ أن يحرمها من الزواج كما فعل أبو ليلى مع قيس بن الملوح حتى ولو كان مم آخر الرجال في الارض ،وتسير الأقاويل بحبهما ولوعتهما وعشقهما ويتضايق الأمير عز الدين فيأمر بسجن العاشق مم فيموت مسلولا ومسجوناً يذهب رواة القصة الى الجمع بين الحبيبين في التراب وفي العالم الآخر ،بل ويدفنون مفرقهما (بكو)تحت قديمهما فلولاه لما كانت ملحمة مم زين (أجمل قصة نبت في الأرض وأينع في السماء) العنوان الفرعي للملحمة مم زين في الترجمة العربية التي نثرها بتصرف المرحوم محمد سعيد رمضان البوطي أيام كان أستاذا في كلية الشريعة عن قصيدة أحمد الخاني المتوفي عام 1953 والمزينة بمفردات اللغة العربية الأسلامية.
يقارن الأستاذ نور الدين ظاظا في توطئة الترجمة الكردية النقدية للملحمة عن الفرنسية بين روايتي الباحث والمستشرق الفرنسي في الشؤون الكردية روجيه ليسكو التي نقلها عن رواة وشعراء كرد شفاهيا أهمها ميشو برزاي وصبري مهاجر وطبعها عام 1942 بعنوان مم زين في بيروت بمساعدة الأمير جلادت بدرخان وبين رواية الشاعر الكردي الصوفي المعروف أحمد الخاني والمكتوبة بالاوزان الشعرية العربية والمعنونة (مم زين) فيجد فروقا بين القصتين أهمها أن بطل الرواية مم أسم صيغة التحبب لأسم محمد بالكردية ،أخذ صبغة أسلامية في رواية الخاني وبعض الروايات ينسب مم الى ولادة اسطورية مم خاني شجاع ونبيل وكريم وفارس رومانسي صوفي يموت في زنزانته وهو يلهج.
وبقي أن نقول إن لبطلي هذه القصة المؤثرة قبرين معروفين في جزيرة أبن عمر وقد أقيم عليهما فيما بعد مدرسة كبيرة لطلاب العلوم الشرعية في كردستان.