الزيارات المفاجئة تذكرني بفيلم «التجربة الدنماركية» لعادل إمام ودوره في الفيلم وزيراً للشباب يذهب فى زيارة مباغتة الى مدرسة ليجد فيها العاملين من مدرسين وغيرهم يربون الدواجن والمواشي فى المدرسة باعتبار ذلك نشاطا لا منهجيا لكن ذلك لم يحدث في الأردن فدائما الزيارات المفاجئة ذات نتائج جيدة فلا مشاكل ولا مشاهد غيرطبيعية فلم يحدث أن ضبط وزير حادثة غريبة أو ممارسة غير مقبولة فالزيارة «المفاجئة» يتم الإعداد لها جيداً، ويصطف كبار المسؤولين فى الموقع، وبالصدفة تكون هناك كاميرات.
إليكم الصورة، فيديو لزيارة مفاجئة يقوم بها بعض المسؤولين الى مؤسسات ومرافق عامة. . يصطف طابور من الموظفين في استقبال الزائر المفاجئ على بوابة المؤسسة, هناك دائما من يصوب كاميرا هاتفه الجوال نحو الهدف, لا تستخدم فيها كاميرات رسمية, أو تلفزيونية, طبعا يراد للفيديو أن يكون مفاجئا أيضا, التقطه أحد المارة أو مريض فوجئ بالزيارة فأعد هاتفه على عجل لتبدأ الصورة الأولى مقلوبة تدل على عنصر المفاجأة, يستقبل الزائر المفاجئ بالترحاب ويسلم على كل الموجودين, ويتجول على مرافق المؤسسة ويطلع على زواياها ولا ينسى أن يمنح عدسة المصورين الهواة إبتسامة ونظرة سريعة, لا يلام فيها فقد ارتطمت عينه بالعدسة دون أن يعرف فيرتبك ويظهر نوعا من المفاجأة بأن هناك من يلتقط فيديو لزيارة مفاجئة.
الإستعداد للزيارة المفاجئة يبدأ مبكرا، نظافة عامة قيافة, عطور , حتى المراجعين يتأهبون.. كل الناس في تلك المؤسسة يعرفون بالزيارة, المفاجأة فقط إن لم يحضر الزائر المفاجئ.
• يعجبني محافظ العاصمة الدكتور سعد شهاب , فقد زار مستشفى البشير ليضبط الأوضاع بعد الصخب والفوضى وتهديد مدير المستشفى بالقتل , في تكريس لمفهوم هيبة الدولة, المحافظ أخبر مدير المستشفى الذي قرر أن لا يداوم في مكتبه بعد التهديد أن عليه أن يكون على رأس عمله, فهذه دولة لها هيبة، ولن يضام أو يمس فيها مسؤول مهما كان مصدر التهديد، المحافظ لم يهتم بصورته الإعلامية فلا خبر بث ولا صورة، أراد فقط أن يطمئن مدير المستشفى والمسؤولين فيه لا شيء أكثر.
.
• لا أفهم لماذا يحتاج الوزير أو المسؤول لأن يزور مؤسسة أو دائرة تابعة له زيارة مفاجئة , وإن فعل لماذا يحرص على بث خبر وصورة ويلاحق دوائر الإعلام في وزارته كي توصل الخبر الى كل الصحف والمواقع الإخبارية، وهي بدورها تمارس كل حث ممكن ورجاء لنشر الخبر وإبرازه، إذا كانت الزيارة مفاجئة فعلا فلتكن دون إعلام وضجيج .. لكن القصد منه هو مجرد استعراض .
• حسنا، هذه نصائح منقولة عن الشبكة العنكبوتية لربات المنازل كيف يمكنهن التعامل مع الزيارات المفاجئة,
- إغلاق أبواب الغرف غير المرتّبة، لإختصار وقت ترتيبها وتنظيفها
-مسح الغبار عن أسطح الزجاج والطاولات في الصالون أو غرفة الجلوس
- تبديل منشفة الحمام وتنظيف سلّة المهملات, ورش القليل من الرذاذ المعطّر فيه, كي يبدو نظيفاً
- ترتيب المطبخ قدر الإمكان، لأن احتمال أن يدخله الضيوف
- تفقد مخزون القهوة والشاي
- تنظيف السجادة في غرفة الجلوس بالمكنسة الكهربائية أو العادية
- الحرص دائما على إرتداء ملابس أنيقة مع ترتيب الهندام
... خذوا نفساً عميقاً واستقبلوا ضيوفكم في زياراتهم المفاجئة دون تبرم وبإبتسامةٍ عريضة حتى لو كانت مصطنعة..
(الرأي)