المهرجون يسيرون أفواجا في مظاهرات عارمة إحتجاجا على رفع أسعار بطاقات السفر عبر بساط الريح.
فالمهرجون لا يتوقفون عن الطواف في مختلف أنحاء المسكونة بحثا عن ألوان جديدة ليزينوا بها تقاسيم وجوههم المتوشحة بألوان الطيف مذ سمحوا لهم للمرة الأولى برؤية قوس قزح في فصل الشتاء الأخير.
في عصور ما بعد ميلاد الديموقراطية، إزداد عدد المهرجين الذين يتسكعون في أحياء المدن الراقية، يستجدون قاطنيها صررا من الدنانير ليشتروا بها الريش التي يرسمون بها البسمات على شفاه بني الأحمر والحياة.
ورغم أن المسؤولين وعدوا المهرجين ومنذ دورات عدة للأرض حول الشمس بخفض أسعار الريش، لكنهم ما كانوا أوفياء لعهودهم ولن يكونوا كذلك.
وحينما حاولت السلطات العليا إحصاء عدد المهرجين الذين يلتقون في أدنى الجنوب متى غابت الشمس، فشلت!
والسبب في ذلك يعود إلى أن كثيرا من المهرجين رفضوا البوح بأسرار ملامح وجوههم المقنعة بألوان البؤس والشقاء خشية أن تعرف السلطات أصولهم العرقية، فيجتاح التمييز قلوبهم الوديعة ويدك آمالهم العريضة بخيام سيرك لا فرق فيها بين مروض الوحوش والبهلواني!