(39) عاما على رحيل دليوان باشا المجالي
11-10-2018 08:52 AM
عمون – محمد الخوالدة
مرت يوم امس الذكرى التاسعة والثلاثين لرحيل واحد من ابرز رجالات الكرك والاردن دليوان باشا المجالي ، ورغم مضي هذه السنوات الطويلة على رحيل (ابو عناد) لازالت مناقبه القيمية والانسانية تتصدر جلسات اهل الكرك ومحاور خطابهم الاجتماعي كلما اقتضى الحديث عن الفضيلة والرجولة شاهدا وسندا .
(39) عاما مرت غيرت العولمة والحداثة ابانها الكثير من طبائع البشر ومفردات الحياة ، لكنها لم تلغ مافي مجتمعنا من اصالة وموروث كريم لتبقى مواقف دليون المجالي رحمه الله خير ما عمق هذه الاصلة وراكم على هذا الموروث الكريم ، فكلها مواقف تصلح للتمثل والاقتفاء ،
يعد الراحل الجليل دليوان المجالي واحدا من اميز الزعامات العشائرية والاجتماعية في الاردن وعموم بلاد الشام في القرن الماضي ، قامة كبيرة تجمع لاتفرق ، تبسط الشدائد وتكبح الملمات كلما برز امر اختلف عليه الجميع ، نصحا وارشادا مداده الحكمة والحنكة والفكر المستنير .
الف دليوان المجالي قلوب الكركيين بكل عشائرهم ، بل غطى صيته وطيب سجاياه الشهمة المتفردة كل فضاءات الاردن والاقطار المجاورة ، ليعاد تكليفه شعبيا لرئاسة بلدية الكرك لزهاء (58) عاما ليكون ولايزال صاحب اكبر رقم قياسي في شفل هذا المنصب
قرب السرايا القديم وبجوار قلعة الكرك الشماء يقع بيت (ابو عناد) الذي لازال يقف شامخا يروي فصولا عطره من تاريخ الكرك ومن سير الرجال الرجال ، لازال عامرا بنفس ووفاء ابنائه واحفاده ، يحفظون لهذا البناء العريق الق ماضيه ، فقد كانت مصطبته دليوان الشهيرة ملتقى لذوي الحاجات والملهفوين وكل الباحثين عن راي رشيد بهذا الامر او ذاك، يحسن وفادتهم ويقدم لهم ذوب نفسه بسخاء وتعقف ،
حين رحيله لاكرم جوار عام 1979 لم يصطحب سوى سمعة عطره وذكرى خالده في النفوس ، لم يجمع رحمه الله من حطام الدنيا الفانية وقد كان الامر متاحا ليكون في مصاف كبار الاثرياء واصحاب رؤوس الامول شيئا ، اذ عند وفاته لم يجدوا في حسابه البنكي سوى (200) دينار ، ذلك لانه ظل المؤمن طيلة حياته بان الولاء للوطن وخدمة الناس لايقاسان بمنافع او سلطة ، فقد كان بحق نموذجا لرجل الدولة المترفع عن سياسات الكسب والتنفع .
رحم الله ابا عناد وجعل فعائلة الحميدة وخصاله المجيدة وحبه للخير وعون الملهوف والمحتاج في ميزان حسناته.