وعي المرضى بحقوقهم .. تحدٍ قائم على جدول مجلس الإعتماد
10-10-2018 01:15 PM
عمون - هدى الحنايفه - لا تعرف إن كان أبو عمر يبالغ معترضاً على طول مدة انتظاره واصفا إياها بـ "تنقص العمر"، والحاجة حسنة التي تشتكي عدم احترام شيبتها لتتقدم الجموع ، فيما يشقي مها فهم وصف الطبيب لمرضها.
يكتفي محمد بالإيماء ' هيك وهيك" مبديا رأيه على مستوى الرعاية الصحية ' مثل الشكاوي تطفوا على السطح من حين لآخر ، قد تسمع في نهاية بعضها عن عصي تتهاوى على رؤوس الأطباء ! على وقع تلك الأخبار ظل مجلس إعتماد المؤسسات الصحية يطور منهجيات لحلها.
مر نحو عشرة أعوام على نشأة المجلس الذي أسس شراكة متينة مع وزارة الصحة منذ 2007م ، ليصبح اليد اليمنى لها وأكثر. بيد أن التحد القديم ظل قائما . ففيما يفاخر المجلس بإنجازاته لحصول ١٥٢ مؤسسة رعاية صحية على شهادة الاعتماد، ينظر بعين المتفحص لشكاوٍ تغلي في مرجل الملف الصحي.
شكاوي تتباين وجهات النظر حول أسبابها ، ولهذا التحدي التمعت أفكار عدة ، منها إطلاق الأهداف الوطنية قبل سنوات قليلة . تقول السيدة ماضي مديرة دائرة الإعتماد لدى المجلس " هي فكرة استحسن المجلس العمل عليها لما ييسر على بعض المؤسسات تحسين مستواها الخدمي، ويتم اختيار ثلاثة أهداف وفق منهجية كل عامين محددة على مستوى وجع الوطن."
وكان المأمول . فقد طرأ تغير ملحوظ في عدد من المؤسسات المحققة للإعتماد وفق دراسة للدكتور هيثم الدويري- مدير دائرة الجودة في وزارة الصحة قبل ثمانية سنوات - حيث ارتفع مستوى رضى المرضى إلى 20% عن ذي قبل ، للآن هذا جيد .غير أنه بعد هذا الشوط من رحلة المجلس تبين أن كثيراً من المرضى لا يعد لائحة الحقوق المثبته على جدران المؤسسات الصحية للعيان بشيء ذي بال ، والبرهان ما تلقاه المجلس من صدمة ، نتيجة دراسة إحصائية أظهرت أن ٢٥٪فقط من المرضى لديه معرفة بحقوقهم. وعي المواطن الذي يعد حجر الزاوية للحقوق المنادى بها بدا هزيل ليسند الجهود المقدمة ، لذا أطلق المجلس في 23 من أيلول حملة #رعاية_صحية _أفضل للتوعية بحقوق المرضى وعائلاتهم وتفعيل مبادئ سلامة المرضى وضمان حمايتهم " تضمت الحملة ستة حقوق ،وضع لها خطة متكاملة للتطبيق بالشراكة مع الإعلام الإجتماعي والمؤسسات الصحية . تعلق ماضي " يهمنا أن يكون المريض نفسه مدركا لحقوقه ؛ ليكون قوة ضغط على مقدم الخدمة لتحسينها وهذا الوعي يدفع العجلة للأمام " .
مدير مديرية الجودة في وزارة الصحة الدكتور هيثم الدويري يضرب مثلا على تحدي الوعي بقوله : ' في بيئتنا عادات وتقاليد من الصعب تخطيها تؤثر على حقوق المريض يسببها مرافقيه.." ويلفت الدكتور هيثم لضرورة أن يطلع مواطنا على المقارنة العالمية لمستوى الخدمات ؛ ليشعر بالرضا والحمد، قال وكأن في قوله ردا على أبو عمر" انتظار المرضى في نظام الطوارئ البريطاني NHS الأفضل عالمياً من ساعتين لأربع ساعات، بينما لدينا لا يتجاوز الساعة لرؤية الطبيب".
وفيما يؤكد د.الدويري بأن مواطنا لا يقدر الإمكانيات . تشاركه السيدة ماضي في أمر ثقافة المجتمع لتقول " المريض يضيع حقه بيده. من فوضى ردة فعله. صحيح أننا نشجع على الشكوى القانونية للوقوف على القصور ؛ لحث تلك المؤسسات لتجاوزها، إلا أننا نرفض الإنتهاكية لما ينشر على السوشال ميديا " وفيما تذكر ماضي اسهامات المجلس في تقديم حلولا للإكتضاض خاصة بالمؤسسات الحكومية ، وتنبه ماضي إلى مرضى سلبيين لا يحركوا ساكنا لنيل حقوقهم ! ومع ذلك لا تلقي ماضي جل لومها على المرضى، فللكادر الطبي حصة من العتب ، فمنهم برأيها من يشعر المواطن بأنه مفضل عليه! والأسوأ من يتعامل مع المريض كحالة لا كإنسان!.
لا تحلم ماضي بصورة وردية لمستوى الخدمات في المملكة ، لكنها تأمل بسقف كفاية يشاركهم في بلوغه المرضى والمؤسسات على حد سواء. تامل بنجاح الحملة . ماضي التي رافقت مسيرة المجلس منذ بداياته تعرف العقبات التي لاقته وشاركته نجاحاته . تنهي حوارها كما بدأته " المجلس جزء من الوطن ". وأظنها خير عبارة تبني عليها أي مؤسسة رؤاها.