جاء هاشم ذاك الطفل الذي انتهكت حرمات طفولته ومعالمها ليخبرني بأن أسباب المشاجرات وطرقها في "فاردة" العرس الأردني قد تغيرت.
قال لي هاشم: أتذكرين ذاك الشاب الذي اعترض فاردة الفرح التي كنت أنت أحد معازيمها؟ لقد عبر عن دموعه وحرقة قلبه لأن محبوبته لم تكن له، أذكر ابتسامات الرومانسيه التي بهرت الفتيات، نظرا لحرقة قلبهن على ذاك العاشق! كما أذكر لقاء الرجال للرجال والخوف على سمعة العريس وعروسه، ومحاولة التكتيم والتعتيم، فالعريس غاضب والعاشق مقبل على عملية انتحاريه، ويعتقد أن الحياة بعد تلك العروس وفراقها منهيه، هزلية حزينة مأساويه، أذكر كبار الرجال ومحاولتهم للإرتجال لفض النزاع بحكمة وانهاء القيل والقال، وإتمام الفاردة!!
واسترسل هاشم بالحديث، حديثه الطفولي، واخبرني ودق ناقوس ذاكرتي، كانت مشاكل الفاردة ومشاجراتها عفوية تلقائية:
هذا ينظر للعروس، أو أخواتها وصديقاتها، فيغضب أبناء عمومتها، أخوانها وأفراد أسرتها، وعزوتها.
هذا يرقص في الطريق، فيغلق الإشاره فيغضب ويثور الماره.
وحبيب غاضب، وعاشق مصدوم، ومريض ينتظر فاردة الفرح، ليشفي أوجاعه ويكمل طريقه، بعد أن تتصادم الأفراح بالآلام ويمضي كل في طريقه.
وهذا عزاء ودموع، تمرق عليها الفارده بالأفراح والشموع.
قال لي هاشم: الْيَوْمَ أضيفي طريقة جديدة في التعبير عن الفرح والوحشية، وكأنهاطريقة في العبادة اليهودية، يخلطون الدماء بإزدراء، وفِي الطريقة الأردنية، خلطوا دماء هاشم بأفراحهم الهمجية.
غضبوا منك يا هاشم، فانهالوا عليك بالحجارة بدل الورود، كما هو معهود، صرخاتك لأبيك وذويك لم تحميك، وصرخات أبيك لهم لم تحميكم!!!!!!!!!
وثق تماما بأن صرخاتهم في يوم ما لن تحميهم.
فكما تدين تدان.
وكما تهين تهان.
هو شرع في كل الأديان.
فنم وأنت قرير العينان.
وإنتم:
" رافقتكم السلامة في كل فاردة"