" جيل الأنستغرام والأهالي نيام "
عروبة الحباشنة
08-10-2018 01:25 AM
من واقع مفضوح للعيان ، بات لا فرق بين أُمٍ حوامة ونفس أمارة بالسوء ونفسٍ لوامة !
من واقعٍ يُبكي عُلماء العرب الأجلاء في قبورهم حيث ابن سينا يتنهد والفارابي يبكي خلسةً على ثورة الأجيال القادمة مع تفاهة ورداءة استحكامهم للتكنولوجيا ، فتجد الطفل الصغير والمُراهق يتمعتعون بالإهتمامات ذاتها ، هوس التصوير المُنفر ومشاهدة الفيديوهات الساذجة والتحليق في نوتات موسيقية هابطة والتقاط المشاهد التصويرية ، هوس السناب شات أيضاً وهوس " فلاتر الإيواء " أمام عُقد النقص وعدم الثقة بالنفس .
وهذا واقع جيلنا العربي المُحتضر على سرير التكنولوجيا الدخيلة و التي حولتهم إلى إلكترونيات تُديرهم دول الغرب كيفما تُريد وتُغيبهم عن واقعهم ، فمن واقع هولوود وقصور البذخ والأزياء والسيارات الفارهة والنجوم ، إلى واقع المنازل البسيطة والأوطان السحيقة والشوارع المجعدة والقرى والكروم !
أوجه نداء إلى الأهالي ، أنتم المُسبب لكل هذا الصراع الذي يعيشهُ ابناؤكم يوماً بعد يوم ، أنتم من نسي الواحد منكم أصول التربية فأفلتم الرقابة وقدستم البريستيج فأنتجتم جيلاً فاشلاً قِله منه مؤمن بالثقافة ، بالطموح ، بفلسفة الحياة ، بالقناعة ، بالعادلة ، بقدسية الأوطان ، بحرية العقل ومكانتكَ كإنسان !
يكفيكم نوم ، فالأجيال بحاجة لنهضة استدراكية توقف هذهِ المهزلة حتى لا يصاب العالم العربي بهوس الفشل ، فيصنع الأوروبيين تماثيلاً لفنانيهم وكُتابهم وعلمائهم ونحن نصنع تماثيل من صدأ حياتنا ومماتنا . لذلك " من الضنك أن تنقلب الإستثناءات أصولاً والقواعد شواذا" .