التظاهرات الفلسطينية التي تشهدها العواصم والمدن الاوروبية والعربية والاسلامية معلنة تمسك الشعب الفلسطيني بحق العودة ، هي تظاهرات مشروعة وشرعية وتؤكدها قرارات الشرعية الدولية ولائحة حقوق الانسان .

ثم ان مبادرة السلام العربية تؤكد على هذا الحق الذي يعتبر من اهم وابرز الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني .

وبغير احقاق هذا الحق فان القضية الفلسطينية تغدو قضية عرجاء بل قضية كسيحة وبدون اقدام ثابتة تمشي عليها .

ويمكن استهجان الدعوات الصادرة عن اوساط فلسطينية او عربية او دولية للتنازل عن حق العودة تسهيلا لانهاء النزاع الفلسطيني – الاسرائيلي ، لا سيما وان ثمة اوساط فلسطينية وعربية تطالب بالتخلي عن حق العودة من اجل تسليك الطريق الى اقامة الدولة الفلسطينية ...
وهذا خطأ يهبط الى مستوى الخطيئة ...

نعرف ان بعض الاشقاء الفلسطينيين ممن اتيح لهم الحصول على جنسيات اخرى عربية او دولية واتيحت لهم فرص الحياة الهانئة الامنة والمريحة يستسيغون امر التخلي عن حق العودة للوصول الى اقامة الدولة الفلسطينية وانهاء الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي وهم يجندون اقلاما فلسطينية وعربية معروفة ومشهورة للترويج لهذا التوجه وللعمل على تسويقه في الاوساط الشعبية الفلسطينية والعربية ، ولكنهم حتى الان لم يفلحوا في اقناع ولو نفرا قليلا من ابناء الشعب الفلسطيني والامة العربية .

والذين يروجون لهذا التوجه فانهم بقصد او بدون قصد يخدمون سياسة اليمين الاسرائيلي المتطرف والعنصري .

وهنا نقول للذين اتيحت لهم فرص الحصول على جنسية اخرى غير الفلسطينية والحصول على حياة امنة ومريحة انه ليس شرطا ان يتخلى اللاجئ الفلسطيني عن جنسيته الاخرى الاردنية او العربية او الاجنبية لكي يستعيد حقة في العودة .

اي انه بامكانه الاحتفاظ بجنسيته الاردنية او العربية او الاوروبية ، والاحتفاظ بكونه مواطنا اردنيا او سوريا او لبنانيا او اجنبيا وفي الوقت نفسه استعادة حقه في العودة الى وطنه الام فلسطين ، فهو حر في ان يعود او لا يعود .

فلا يوجد شئ يجبره على التنازل عن جنسيته الاردنية وحقه في المواطنة الاردنية او في غيرها لكي يحصل على حق العودة الى فلسطين ...

ونعرف ان ثمة نخبة فلسطينية وعربية مستعدة لان تهب لاسرائيل ما لا تملك من الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ، وهذا امر جلل لا يسوغه منطق ولا عقل او وعي .

وحتى المفاوض الفلسطيني لا يملك حق التنازل عن حق مشروع من الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ولا سيما حق العودة .

فلماذا هذه التجاذبات التي تشهدها الاوساط الفلسطينية والعربية حول حق العودة يا ترى ؟!..
واسرائيل اذا ما ارادت السلام العادل فان عليها ان تلتزم باستحقاقاته كاملة غير منقوصة ...
وامام الشعب الفلسطيني وقواه السياسية الحية وامام الامة العربية خيارات اخرى مفتوحة لاستعادة جميع الاراضي والحقوق الفلسطيني والعربية ...

وان ثمة مؤشرات وارهاصات تشير الى ان الحقبة الاسرائيلية الذهبية قد ولت الى غير رجعة ...
والقائد الاسرائيلي الحقيقي هو الذي يعمل على انقاذ اسرائيل من نفسها قبل فوات الاوان ...
ونذكر الجميع بان الشعب الاردني كان عبر تاريخه وحدويا وعروبيا وسيظل كذلك .(الحقيقة الدولية)