facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




التربية الإعلامية حقّ من حقوق كل مواطن!


سليمان الطعاني
07-10-2018 01:36 PM

لا شك أن الساحة الإعلامية باتت تشهد تطوّرًا علميًّا وتكنولوجيًّا مذهلاً في شتى وسائل الاتصال، بالدرجة التي بات فيها هذا الإعلام مسيطرًا على العالم بأفكاره ورسائله ومضامينه، ومربيًّا ومعلمًّا بوجوه كثيرة وأساليب متعددة يتجاوز بها الزمان والمكان، مما يستوجب ضرورة الارتقاء بالوعي بصورة مستمرة، وإرساء قواعد وآليات للتعامل مع ما يقدّم عبر الإعلام، وذلك حفظًا للبناء القيمي والأخلاقي للمجتمع، وحماية لتقاليده وقوانينه.

من هنا، تأتي أهمية التربية الإعلامية لمواجهة هذا الغزو الحاصل للعقول، فهي إحدى الوسائل المهمة لحماية المجتمع خصوصًا الشباب والمراهقين من التأثيرات السلبية للرسائل الضخمة المنقولة إليه.

من حيث التعريف، التربية الإعلامية هي مهارة التعامل مع وسائل الإعلام، وقد خلص مؤتمر فيينا عام 1999م، الذي عقد تحت رعاية اليونسكو، وشارك فيه عشرات الخبراء من أنحاء مختلفة من دول العالم، إلى أن التربية الإعلامية تختص بالتعامل مع كل وسائل الإعلام الاتصالي التي يتم تقديمها عن طريق أي نوع من أنواع التقنيات، وأنها تمكن أفراد المجتمع من الوصول إلى فهم لهذه الوسائل والطريقة التي تعمل بها، ومن ثم تمكّنهم من اكتساب مهارات استخدام وسائل الإعلام للتفاهم مع الآخرين.

وهذا يعني ان التربية الإعلامية تمكّن من فهم النصوص الإعلامية وأهدافها والسياق الذي ظهرت فيها هذه النصوص، وتساعد المتلقين خاصة فئة الشباب لتكون على علم بكيفية صناعة إعلامهم الخاص واختيار وسائل الإعلام المناسبة لتوصيل رسائلهم الإعلامية التي يريدونها.

منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو” تعتبر التربية الإعلامية حقًّا من حقوق كل مواطن في أي بلد، وتوصي بضرورة إدخال التربية الإعلامية ضمن المناهج التربوية الوطنية، والتعلم مدى الحياة.

تتباين دول العالم في كيفية التعامل مع التربية الإعلامية، ما بين دول رسخت نظامًا محدّدًا ووضعت أسسًا للتربية الإعلامية ومناهجها، وأعدّت لهذه المهمة الأدوات اللازمة من معلمين مؤهلين ومصادر تربوية، إلى دول تهتم بالتربية الإعلامية على الصعيد المدرسي، إلى دول تقتصر في التربية الإعلامية على الندوات والمحاضرات كما هو الحال في العالم العربي.

ونحن في الاردن نحتاج مثل هذا الفكر وهذا العلم لأن يدخل في مناهجنا الدراسية، حيث يأتينا الإعلام بأشكاله وقنواته بمواد وأخبار ورسائل يغلب عليها الغثّ ويتوارى فيها السمين، ما يفرض ضرورة الإسراع في اتخاذ كل المبادرات التي من شأنها حماية الشباب الذي يتعامل مع هذه الأخبار والذي يعد الجمهور الرئيسي والهدف الأول للرسائل والمواد الإعلامية التي تنقل إلينا.

لو كان هناك علم أو ندوات وورش عمل تربّي أو تضع أسس التربية الإعلامية فنستطيع أن نحد من تأثير هذه الأخبار الضارة على فكر شبابنا، لأن تعلم مبادئ التربية الإعلامية يساعد على فهم أفضل وتعامل واع مع المضامين الإعلامية‏، وتجعله قادرًا على تكوين الأحكام الذاتية التي تمكّنه من مواجهة وسائل الإعلام في أي مرحلة من مراحل حياته.

جزءٌ من المسؤولية في مواجهة ما يمكن تسميته بالطوفان الإعلامي الذي نشهده يقع على عاتق الجامعات الرسمية والخاصة ووزارة التربية والتعليم، بأن تقوم بدور مهم من خلال توفير منهج دراسي لتزويد الطلاب بالمهارات اللازمة للتعامل مع وسائل الإعلام، كأن يتم إصدار كتاب خاص بالتربية الإعلامية واستثمار تقنيات الاتصال والإعلام في إعداد مناهج دراسية متكاملة لجميع المراحل وتدريسها بأسلوب مناسب وتوعوي.

يتعاون في إنجاز هذا المشروع الوطني المهم وزارة الشباب ووزارة الإعلام ومؤسسات المجتمع كلها لكي نضع أُسُسًا قوية للتربية الإعلامية، ونعلم أنفسنا وشبابنا هذه الأسس، متمنيًّا أن نرى قريباً بعض الأنشطة والتحركات التي تجعلنا قادرين على استخدام وسائل الإعلام لتحقيق منافع تربوية ملموسة، بما يحمي شبابنا من المخاطر التي استحدثتها تقنيات وسائل الإعلام، وتمكين الشباب ليس فقط من حسن التعامل معها، بل والمشاركة فيها بصورة فعالة وإيجابية ومفيدة للوطن.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :