الحياة على الكواكب الأخرى
م. أشرف غسان مقطش
07-10-2018 12:37 PM
قرأت قبل فترة خبرا مفاده أن العلماء إكتشفوا بحيرة على سطح المريخ.
والبحبرة في مفهومنا الدارج بيننا لها تحتوي ماء، والماء بذرتي هيدروجين وذرة أكسجين هو ثلاثة أرباع جسم الإنسان مثلما هو بالمقابل ثلاثة أرباع أديم هذه الأرض. ومع الماء وبالماء وفي الماء يحيا كل كائن حي.
وعليه، فإن الخبر ذكرني بالمسألة الجدلية الدائرة منذ زمن بعيد حول ما إذا كانت هناك "حياة" خارج كوكبنا الأزرق أم لا.
بالنسبة لي أكاد أجزم أن هناك "حياة" في الكواكب الأخرى.
وقد يتساءل أحدكم كيف يمكن أن تكون هناك "حياة" في كواكب أخرى لا تتوفر فيها ظروف مناخية مناسبة "للحياة".
هذا سؤال وجيه عندي له جواب قد يقنع السائل، ألا وهو: لماذا لا يكون في الكواكب الأخرى كائنات حية قدر لها أن تتكيف مع تلك الظروف المناخية؟
مثال بسيط يوضح جوابي: لنفترض أن الصحراء الكبرى هي "كوكب س"، والقطب الشمالي هو "كوكب ص". إذا كنت أحد سكان "الكوكب س" أي الصحراء الكبرى وعلمت بالصدفة -ورب صدفة خير من ألف موعد- وجود "الكوكب ص" أي القطب الشمالي، وأدركت حينها الفرق الشاسع بين الكوكبين من ناحية الظروف المناخية؛ فإنك في أغلب ظني -وإن بعض الظن إثم- لن تتقبل وجود حياة في "الكوكب ص" الممثل بالقطب الشمالي كونك متكيف ومتأقلم مع الظروف المناخية ب"الكوكب س" الممثل بالصحراء الكبرى، لكننا نعلم جمبعا أن هناك كائنات حية في كل من الكوكبين أي القطب الشمالي والصحراء الكبرى، ولكل من هاتيك الكائنات الحية صفاتها وخصائصها ما يمكن كل منها من "الحياة".
من جهة أخرى، أليس من المناسب الآن قبل فوات الأوان إعادة تعريف كلمة "حياة" حتى تتقبل عقولنا وجود "حياة" في الكواكب الأخرى في حال اثبت العلم ذلك بالبرهان الساطع والدليل القاطع بما لا يدعو للشك قيد انملة؟
لعلني لا أغالي إذا ما قلت بأن "الحياة" ليست حكرا على هذا الكوكب، وإلا هل يعقل أن كل هذا الكون الفسيح فسحة لا حدود لها لا يتسع ل"حيوات" أخرى في مختلف أنحائه المنظورة منها وغير المنطورة؟