دعم الاعلام لمواجهة الارهاب
د. محمد كامل القرعان
07-10-2018 12:02 PM
بعد أن ثبت قطعيا إننا أمام ظاهرة إجرامية خطيرة تهدف إلى هدم مجتمعاتنا وخلق جو عام من الخوف والرعب والتهديد باستخدام العنف ضد الأفراد والممتلكات ، وبعد انتشار اكثر من 600 منظمة إرهابية حول العالم تتخذ من القتل والذبح والدم نهجا لها ، ينبري من هنا الاعلام عبر ادواته في ضرورة إيضاح فكر الجماعات والعصابات الارهابية المتطرفة، وأساليبها الملتوية في إغواء الشباب للانحراف عن الطريق السليم لتعاليم الدين الاسلامي المعتدل ونظرة الدين في مفهوم تقبل الاخر .
وانطلاقا من هذا المنبر يجب ان يشرع الاعلام في اظهار الدين الاسلامي الحقيقي والتركيز على الوسطية والاعتدال في شتى سبل الدعوة، والتأكيد على دوره في نشر الوعي، والتصدي للأفكار الهدامة والظلامية وابراز صورة الخوارج الحقيقية التي دأبت على نشر صور الفساد في الأرض من إرهاب وتطرف وعنف وغلو.
ان الاعلام مؤتمن كما هو دور الائمة والمؤسسات التعليمية والشبابية ــ في ذات الوقت ــ على علاج هذه القضايا، وتصحيح المفاهيم وفق رؤية صحيحة ، وطرح بنّاء لدحر أعدائها. ولابد أن تقرن كل هذه الميزات بالإخلاص، فهو ركن أساسي في نجاح هذا الدور للاعلام. أن اعلامنا الوطني قدم تجربة ممتازة للغاية، ولابد أن يأخذ فرصته كاملة، لأنه الاقدر على المعالجة والتصدي ، وسبق لاعلامنا وان خاض هذه التجربة مع تغطية الاحداث الارهابية التي تعرض لها الاردن في عمان و اربد والكرك واخرها السلط فهو المعني برسم ملامح هذه الرسالة ومحتواها لانه جزء من هذه القضية.
ان قضية الاهتمام بهذا الجانب من قبل اعلامنا لم تمض على قدمٍ وساق، كما يدعي البعض وأن الموضوع لايزال يسير ببطء، ويحتاج إلى تشجيع أكثر من وزارة الاعلام والقائمين عليه. وانصح هنا المعنيين بالشأن الاعلامي من اصحاب القرار إلى الاهتمام بقضية التوعية ضد فكر ودعوات جماعات التكفير والتطرف والغلو والخوارج وتجويده ، والتغلب على مسألة الاكتفاء فقط بنظام الفزعة من مواجهة المشكلة ، والتخطيط والاعداد للفكر المتطرف لمواجهته ، بالاعداد المتواصل على المواجهة.
من هنا كان من المهم أن يؤدي الإعلام الرسمي والخاص رسالته ، لإرشاد الافراد إلى اتجاهات خوارج العصر وسعيهم للنيل من استقرار المجتمع وأمنه. فما هم الا فئة ظآلة خارجة عن كل معاني الدين والانسانية ،فهم جماعات وان تعددت اصنافهم، قتلة مجرمة لنا معها تجربة مريرة في الاردن حينما حاولت النيل من أمننا واستشهد ثلة من شبابنا دفاعا عنا.
يجب على اعلامنا الوطني انجاح تجربته ودحض الافكار الظلامية للخوارج من خلال تصوير من يقومون بمثل هذه الممارسات على حقيقتهم الاجرامية الارهابية، لضمان إثارة رأي عام مجابه لفكر هذه الجماعات وممارستها البشعة.
وختاما يستوجب ضرورة بناء الخطط الإعلامية من واقعنا الإعلامي والأمني وعدم استخدام قوالب جاهزة من الخارج لاختلاف طبيعة المجتمعات وثقافتها وعاداتها ، فمواجهة التطرف هي معركة مستمرة ، ينبغي تربصها والبحث باسبابها ومسبباتها.