"درب المعرفة" في "شومان": 5 سنوات من التميز والعطاء وشغف العمل
07-10-2018 10:46 AM
عمون - خمس سنوات مضت، كانت كفيلة للأردنيين بأن يحكموا على عطاء وتميز مكتبة درب المعرفة للأطفال واليافعين في مؤسسة عبد الحميد شومان، وما يتمتع بها فريقها من حُسن الأداء والعمل الدؤوب.
"درب المعرفة"، التي اشرقت شمعتها الخامسة السبت، وسط احتفالية كرنفالية مميزة في مقرها بعمان، بدت فخورة بروادها ومتطوعيها، مستمرةً في استجابتها لنداءات الأطفال في كل بقعة من بقاع الأردن؛ للمساهمة في بناء الطفل وتنميته ليصبح منفتحاً وفعالاً في المجتمع.
الاحتفالية تنوعت بين أنشطة موسيقية وأشغال يدوية وفنية نفذها فريق المكتبة، فضلا عن العديد من الفعاليات الشيقة، وعرضا تضمن التعريف بجائزة (أبدع) للأطفال واليافعين، في أجواء مليئة بالعلم والمعرفة.
الرئيسة التنفيذية لـ"مؤسسة شومان" فالنتينا قسيسية، تبين أن الاحتفال بذكرى تأسيس مكتبة درب المعرفة هو تأكيد على الدور الخاص الذي تلعبه المكتبة في حياة المجتمع، خصوصا إذا كانت هذه المكتبة مخصصة للأطفال واليافعين، ما قد يساعدهم في تلمس إبداعاتهم، وفتح الباب واسعا أمام تنميتها وصقلها.
وتشدد قسيسية على أن جزءا من رسالة المكتبة هو إعادة الاعتبار للقراءة والكتاب، وجعل القراءة ممارسة يومية في حياة المجتمع بجميع أفراده.
أن "تتحول القراءة عند الأطفال لمتعة خالصة وعادة يومية، وأن تحكي للأطفال قصصاً قيمة وإنسانية تحاكي عقولهم، هي مهمة ليست باليسيرة، ولكن بالتصميم والعزم وشغف العمل يتم تحقيق ذلك"، حسبما تقول المشرفة الرئيسية في المكتبة رؤى الحليسي.
الكاتبة تغريد النجار، لم تترك المكتبة تحتفل وحدها بهذه المناسبة، فشاركت الأطفال بقراءة قصتها "زيكازام.. زيكازوم"، ولاقت تفاعلاً كبيراً من الأطفال، وسط نقاش مع الكاتبة لفهم مضمون القصة وشخصياتها الكرتونية.
وتروي قصة النجار عملية انتقال فتاة تدعى (كرمل) مع عائلتها إلى القرية لإدارة مزرعة جدتها والاشراف على منزلها، لكن بعد مدة تشعر كرمل بالوحدة والحزن لمفارقتها مدرستها واصدقاءها في المدينة، وبالتالي سرعان ما تتعرف على مخلوقين غريبين حضرا من كوكب بعيد وعلى صبي بمثل عمرها يدعى (باسم)، وتتوالى الاحداث بعد ذلك..
وتؤكد النجار سعادتها للمشاركة بهذه الاحتفالية. وتقول "مكتبة درب المعرفة تستحق التقدير والامتنان، فهي استطاعت أن تعبر بالطفل الأردني إلى شواطئ التأمل والبحث والتجربة".
وبحسبها، فإن "التفاعل مع القراء الأطفال تجربة ممتعة وفريدة، أشعر بالاعتزاز لأنني ومن خلال كتبي أدخل إلى عالمهم الخاص وأشكل جزءا من ذاكرة طفولتهم".
الحليسي تبين أن "درب المعرفة" تعد "الشرارة الأولى" لانطلاق الأطفال نحو التعبير عن ذواتهم وطاقاتهم، مشيرة إلى تسجيل العديد من الحالات التي استفادت من تجارب فريق المكتبة، لتحقق نجاحات باهرة أسعدت أسرهم.
وتضيف "نحتفل اليوم بإعادة إحياء مكتبة درب المعرفة من جديد، ونستذكر جميعنا حجم العمل الكبير الذي بذلناه في مساعدة الأطفال على اكتشاف مواهبهم، لأجل تطويرها وصقلها".
وتنبثق رؤية المكتبة، وفق الحليسي، من أن القراءة أمر أساسي لتطوير شخصية كل طفل ومخيلته وعقله ومهاراته في الاتصال مع الآخرين، كونه يتعلم من خلالها حب القراءة والاستمتاع بها ليكون قادراً على الاستفادة منها.
وعلى مدى 5 سنوات، منذ افتتاح "درب المعرفة" العام 2013، بلغ عدد المشتركين بالمكتبة نحو 12 ألف طفل وطفلة، بينما بلغ عدد الرواد المشاركين بالفعاليات والأنشطة والقراءات القصصية خلال الـ 5 أعوام ما يقارب 15 ألف طفل وطفلة، وفق تقرير صادر عن المكتبة.
المكتبة استقبلت نحو 28 ألف طالب وطالبة من المدارس والمراكز والجمعيات، في حين زارت المكتبة زهاء 150 مدرسة حكومية في مختلف محافظات المملكة، ونحو 79 ألف مستعير منذ التأسيس.
الطفلة مريم (7 أعوام)، التي شاركت في احتفالية المكتبة مع والدتها، جاءت، كما تقول، لتعرض قصتها التي بدأت بكتابتها بمساعدة فريق "درب المعرفة"، معبرة عن امتنانها الكبير للفريق.
لكن ماذا تشكل المكتبة بالنسبة لمريم، تشرح والدتها: "درب المعرفة هو المكان الوحيد في الأردن الذي يمكن له أن يحدد طريق الطفل منذ صغره، كما أنه يشكل نقطة البداية لإشهار الابداع عند الأطفال".
مؤسسة عبد الحميد شومان، وخلال احتفالية "درب المعرفة"، لم تغفل أن توضح للأهالي والأطفال معاً اهداف وحقول جائزة الإنتاج الإبداعي للأطفال واليافعين (أبدع) للدورة (16)، التي أعيد إطلاقها العام الحالي.
وتهدف الجائزة إلى الارتقاء بالإنتاج الإبداعي للأطفال واليافعين في المجالات الأدبية والأدائية والفنية، وتعزيز ثقافة الإبداع من خلال اكتشاف الموهوبين والمتميزين من الأطفال واليافعين في مرحلة مبكرة، مع التنبيه على توظيف مهارات الطلبة الإبداعية وقدراتهم في التعبير عن آرائهم ومواقفهم. فيما تغطي الجائزة مجالات عدة، وهي: "الإبداع الأدبي (المقالة والشعر)"، "الإبداع الأدائي (الموسيقا والرقص)"، "الإبداع الفني (الرسم والخط العربي)"، "الابتكارات العلمية".
أما الطفل عبيدة عمار (8 سنوات) وجد ضالته ومتعته الخالصة في المجيء إلى "درب المعرفة". وهو مولع، كما يقول، بقراءة القصص، وسوف يحاول، بكافة قواه، كتابة قصة للأطفال في المستقبل.
يشار إلى أن "درب المعرفة" تشتمل على قاعة للقراءة تحتوي على ما يزيد على 18 ألف كتاب وقصة تضم مواضيع متعددة بعدة لغات "العربية، الإنجليزية، الفرنسية، التركية، الصينية".
أما "شومان"؛ فهي مؤسسة لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار المجتمعي.