"انفصام" فرنسي في التعامل مع إيران
05-10-2018 02:10 PM
عمون - يشكك مراقبون في جدية موقف فرنسا الأخير تجاه إيران، خاصة بعد تهديد باريس بعدم التهاون مع أي محاولة إيرانية لمهاجمة أهداف داخل فرنسا.
وكانت الحكومة الفرنسية أكدت في بيان سابق، "اتخاذ كافة التدابير الوقائية اللازمة لمكافحة الإرهاب المرتبط بإيران"، إضافة لفرض عقوبات على مصالح إيرانية في فرنسا.
وأكد المحلل السياسي الفرنسي، كريستيان مالارد، الذي سبق وأجرى مقابلات عدة مع الزعيم الإيراني السابق روح الله الخوميني، إن "السلطات الفرنسية ظلت عمياء عن حقيقة التنظيمات الإسلامية الأصولية، لسنوات طويلة"، وفقاً لما ذكرته صحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيلية اليوم الجمعة.
وأكد المحلل الفرنسي، أن "إيران تعمل الآن على زعزعة العلاقات الأمريكية الأوروبية"، مضيفاً أن "فرنسا تتخذ موقفاً متناقضاً بشأن العلاقات مع إيران، فمن ناحية يعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان عن ضرورة إعادة تقييم العلاقة الثنائية بين البلدين، في حين تعمل باريس على حماية طهران من العقوبات الأمريكية".
من جهة أخرى، يقول السفير الإسرائيلي السابق في باريس، آفي بازنر: "فرنسا تمارس النفاق في علاقتها مع إيران، فحينما يتعلق الأمر بالاتفاق النووي والعقوبات الاقتصادية تتخذ باريس موقفاً متساهلاً مع طهران، رغم أنها تعرف تماماً أنها تتعامل مع دولة ترعى الإرهاب بالدرجة الأولى".
ويضيف بازنر، أن "الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ليس مستعداً لتقديم أي تنازلات بشأن العلاقة مع طهران في الوقت الحالي، رغم علم باريس بتنفيذ إيران لاعتداءات ضد مصالح فرنسية، متسائلاً كيف لحكومة ماكرون أن تستمر في التعامل مع إيران رغم علمها بتورطها بدعم الإرهاب".
وقال، إن "إسرائيل حذرت أوروباً مراراً من دعم إيران، لكن يبدو أن المصالح الاقتصادية التي تربط فرنسا بإيران أهم بكثير من الجوانب الأخلاقية".
ويقول مراقبون آخرون، إن فرنسا كانت تشكك دائماً في الاتفاق النووي مع إيران، ودعت الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لتشديد الصياغة مرات عديدة، كما أعرب ماكرون في الآونة الأخيرة عن استعداده للتصدي لبرنامج إيران الصاروخي، ومغامراتها الإقليمية.