تقرير: أسبوع أسود على إيران
05-10-2018 02:08 PM
عمون -عاشت طهران واحدة من أسوأ أيّامها خلال الأسبوع الماضي، إذا كانت هدفاً مباشراً في كلمات العديد من دول العالم في المحفل الدولي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما واجهت سلسلة ضغوط أوروبية وأمريكية، توجتها واشنطن بإلغاء معاهدة الصداقة.
الإجراءات الدولية أن صح القول بدعم أمريكي لا تشي بعلاقة فيها حد أدنى من الود بين البلدين، بل سعت الولايات المتحدة أخيراً بتأكيد محور الشر الإيراني، عربياً وإقليمياً وعالمياً، من خلال سلسلة من العقوبات والإجراءات توعدت بها أمريكا إيران.
عقوبات
وزارة الخزانة الأمريكية وفي سلسلة منسقة من الإجراءات فرضت أخيراً، عقوبات على شخص و7 شركات لبنانية، بتهمة تمويل حزب الله الإرهابي في لبنان.
العقوبات شملت اللبناني، محمد عبد الله الأمين، و 7 شركات يملكها أو بالأحرى يديرها لدعم شخص يدعى أدهم طباجة في لبنان الذي فرضت عليه عقوبات في يونيو(حزيران) 2015، لعمله لصالح حزب الله وعلاقته بكبار مسؤوليه، وأضافت الوزارة في تغريدة على موقع تويتر أنها تواصل كشف وتعطيل شبكات الدعم المالي للحزب الملالي الإيراني.
هذه العقوبات تأتي بالتزامن مع اتهام مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، الأربعاء، إيران أنها "هددت لعقود منطقة الشرق الأوسط بصواريخها الباليستية، وأسلحتها النووية، مؤكداً أن التقارير تشير إلى أن طهران تعزز أنشطتها النووية.
وفي هذا السياق، لفت بولتون إلى أن إيران "نظام مارق" يهدد الشرق الأوسط، ليس فقط بأسلحتها النووية وصواريخها الباليستية وإنما بتصرفها لعقود وكأنها البنك المركزي للإرهاب الدولي، كما أن تصرفاتها العسكرية العدائية في المنطقة تهدد الأمن والسلم الدوليين، وقال: "لا أتعامل مع ما يقولون بأي جدية أي المقصود (مسؤولون إيرانيون)".
في سياق متصل عبر أمين عام حلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، عن قلق الناتو من أنشطة إيران، التي تهدد استقرار المنطقة والدول المجاورة، كما عبر عن القلق من استمرار طهران بدعم مجموعات مسلحة في دول عدة، مشيراً إلى أن الحلفاء قلقون من نشاطات إيران التي تهدد استقرار المنطقة والدول المجاورة، وهم وقلقون أيضاً من استمرارها في دعم مجموعات مسلحة بدول عدة، وهو ما قال ستولتنبرغ أنه أمرٌ نتابعه عن كثب، بالتزامن مع عمل الحلفاء على مواجهة نشاطات الاستخبارات المعادية والتي تهدد الاستقرار وتدعم الإرهاب.
السياسة الخارجية الأمريكية لم تغب كثيراً، وما لبث وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، حتى أعلن انسحاب بلاده من معاهدة الصداقة الموقعة مع إيران عام 1955 مشدداً في الوقت ذاته على أن الطريقة الوحيدة لحل الخلافات مع إيران هي أن توقف أعمالها الإرهابية، وأن لا تحاول استغل المحكمة الدولية، في لاهاي لأغراض دعائية.
دعم دولي
بوادر الدعم الدولي للإجراءات التي بدأت الولايات المتحدة اتخاذها جاءت من ألمانيا حيث أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أن بلاده تشارك الولايات المتحدة أهدافها بشأن إيران.
وقال ماس عقب لقائه وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أن بلاده وواشنطن اتفقتا على العمل لمنع استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، مشيراً إلى أن برلين تشارك واشنطن في مخاوفها من برنامج الصواريخ الإيرانية.
وبحسب بيان صادر عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر ناورت، أشارت إلى أن الوزيرين تناولا خلال اللقاء سبل منع إيران من امتلاك السلاح النووي، كما اتفقا على ضرورة تحمل حلف شمال الأطلسي "ناتو" مسؤولياته من أجل التصدي للتهديدات المحدقة بالأمن العالمي.
فرنسا من جانبها اتخذت هذا الأسبوع موقفاً أكثر صرامة تجاه إيران؛ حيث فرضت عقوبات على الأصول الإيرانية واقتحمت مركز "الزهراء" المقرب من طهران ويمتدح ميليشيا حزب الله الإرهابية بلبنان.
وقال الكاتب والصحفي الأمريكي توم روجان، إن "الدافع الرئيسي وراء الإجراءات الفرنسية هو المؤامرة الفاشلة التي خططت لها طهران الصيف الجاري لتفجير مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس، وكان من بين الحضور رودي جولياني، مستشار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
وأوضح الكاتب، في مقال له بصحيفة "واشنطن إكس امينر" الأمريكية، أن الاستخبارات الحليفة اكتشفت المؤامرة وربطتها بعميل استخبارات إيراني يعمل بالسفارة الإيرانية في فيينا، وفي هذا الصدد، أكد روجان أن هذا اللوم الدقيق لفرع محدد داخل وزارة الاستخبارات والأمن الوطني يستهدف إيصال رسالة إلى طهران مفادها: "نعلم عما تفعلون أكثر بكثير مما تعتقدون. توخوا الحذر".
وأصبح من الواضح للغاية، أن وزارة الاستخبارات والأمن الوطني الإيرانية، والحرس الثوري، وفيلق القدس، وحزب الله، يبنون قدراتهم لشن هجمات إرهابية حال أمرت طهران بهذا، لافتاً إلى أن هذا التطور غير مفاجئ.
رفض عربي
الرفض العربي جاء واضحاً وفي أكثر من محفل حيث أكد البرلمان العربي ادانته للتدخل الإيراني في شؤون الدول في الشرق الأوسط تحديداً سوريا ولبنان واليمن من خلالها أذرعها الإرهابية كحزب الله وميليشيا الحوثي والميليشيات الطائفية في سوريا وتهديدها لأمن وسلامة دول الجوار.
المملكة العربية السعودية، وعلى لسان مندوبها لدى الأمم المتحدة، عبدالله المعلمي، أكدت أن النظام الإيراني لا يزال يقدم الدعم إلى ميليشياته وعملائه في منطقة الشرق الأوسط، ضارباً بعرض الحائط القرارات الدولية، وقال المعلم أمام اجتماع منظمة التعاون الإسلامي إن "كثيراً من دولناً الإسلامية عانت ولا تزال تعاني من التدخلات الإيرانية العدائية السافرة في شؤونها الداخلية، ما أدى إلى حالة من عدم الاستقرار في المنطقة.
من جانبه دعا وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد، المجتمع الدولي، إلى التصدي للسلوك الإيراني المقوّض لأمن المنطقة، محذراً من مساعي طهران إلى نشر الفوضى والعنف والطائفية.
جاء ذلك خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 73، في نيويورك، السبت، وقال إن "المنطقة شهدت خلال السنوات الماضية تغيرات كبيرة في النظام الدولي، أبرزها صعود جماعات إرهابية مسلحة مستندة إلى فكر متطرف".
وأضاف: "تسعى بعض الدول الإقليمية وفي مقدمتها إيران إلى تقويض الأمن في المنطقة عبر نشر الفوضى والعنف والطائفية، فقد امتد التوغل الإيراني غير المسبوق في الشأن العربي".
ومن ذات المنبر، انتقد وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، "سياسة التخريب" التي تنتهجها إيران في المنطقة، وتهديدها للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وقال إن "النظام في إيران يتبنى سياسة التخريب وإسقاط الدول ومؤسساتها، ويدعم الجماعات الإرهابية المتطرفة، ويتدخل في الشؤون الداخلية للدول، ويلقي التهم جزافاً ضد الدول المجاورة بأنها المسؤولة عن الأحداث التي تجري في إيران، ويطمع في الهيمنة على المنطقة".