للمعلمين في عيدهم كل التبجيل
فيصل تايه
05-10-2018 12:00 PM
يطلّ علينا في الخامس من تشرين الأول من كل عام عيد المعلم العالمي والذي يصادف يوم الجمعه ، ليأتي محملاً بسلال الخير والعطاء والمحبة ، فتحلو الكلمة وينطلق القلم ، وتغدو قاعات الدرس منابر فكر وعلم ، فرسانها معلمون مخلصون أشاوس ، آمنوا برسالتهم مبدأً وعقيدة ، فكل الكلمات تصغر أمام عظيم صنيعهم وكل الحروف تقف عاجزة عن وصف جميل أفعالهم ، فلك أيها المعلم ، أيها البنّاء الحقيقي للإنسان ، إليك في عيدك كل حب وكل تقدير ، إليك في عيدك كل ورود بلادي من دحنونها إلى سوسنها ، لأنك علمتنا كيف نحيا ويبقى عيدك عيد الوطن ، فهنيئاً لك عيدك ..
في هذه المناسبة كم نحتاج ونأمل تغيير النظرة النمطية للمعلم ، تلك النظرة التي لا تليق بمقامه ، والتي باتت مترسخة في أفكار الناس وأذهانهم وعقولهم ، فما نتمناه بالفعل أن تعاد صورته المشرقة التي تليق بمكانته ، وإبراز دوره الحقيقي في إعداد النشئ ، نريد نظرة احترام من أولياء الأمور والطلاب وتوعيتهم بأهمية تقديره.
كذلك .. نريد حقاً للمعلم في أن يشعر بالأمان ذلك ما يمنحه الثقة والرفعة ، والتعاون معه على تحقيق رسالته السامية ورفع روحه المعنوية وتقدير جهوده ، نريد حقاً للمعلم في التأهيل المهني ، فله الحق أن يؤهل تأهيلاً يمكِّنه من أداء رسالته التربوية باقتدار فلا يتم ذلك إلا من خلال التدريب المستمر وإكسابه المهارات التربوية والتعليمية المناسبة ، فليس هناك معلم ضعيف ومعلم قوي ، فرفع مستوى أدائه وظيفياً ومهنياً وتطويره من خلال الدورات التدريبية اللازمة العالية المستوى والتي تلبي طموحه وتجعله واثقاً من عطائه ، وتدريبه على استخدام الطرق الحديثة والتقنيات التربوية الميسِّرة لعملية التعليم ذلك حق مستحق ، مع متابعته في ذلك متابعة جادة خاصة من خلال القائمين على الإشراف التربوي ، وكذلك تشجيعه على البحث العلمي والتجريب في مجال الإعداد وطرائق التدريس والإدارة الصفية و التقويم ، ولن يتحقق ذلك إلا عن طريق توفير كوادر تربوية تدريبية مؤهلة وخبيرة تمكنه من النمو والارتقاء ، اضافة لوضع السياسات التي تحقق ذلك بكل شفافية ووضوح .
نريد رعاية للمعلمين المتميزين والاهتمام بهم والعمل على تنمية مواهبهم وتوثيق إنجازاتهم ونشاطاتهم المتميزة في الدراسات والأبحاث وتعريف الآخرين بها ، نريد أنظمة وظيفية وجزائية خاصة بالمعلمين وتحديدها ، إذ أن هذه الفئة من موظفي الدولة لهم خصوصيتهم الوظيفية ، كي يعي المعلم تماما ما له وما عليه ،فلا بد من معالجة مشكلاتهم بأسلوب تربوي حضاري بعيدا عن التسلط والسيطرة .
نريد للمعلم عيشاً كريماً يضمن له حقه في الحياه ، ومميزات وظيفية تحفزه وتشعره بضرورة استقراره الوظيفي وعدم حاجته إلا إلى العيش النبيل بكرامة وعزة ، ذلك ما يضمن له ولأبنائه الرفعة والمنعة والتقدم .
وأخيراً .. فالمعلم هو القدوة الحسنة ، في تصرفاته وسلوكه وانتمائه وإخلاصه وتوجيهه للطلاب وإرشادهم وتقديم النصح لهم باستمرار ، فهو الأقدر على العطاء وهو المثل الحي لتلاميذه ، فرسالة المعلم رسالة تكامل مع رسالة الأسرة في التربية الحسنة لأبنائها ، لذلك يتحتم على كل طالب وطالبة النظر بعين الاحترام والإجلال والإكرام والتواضع للمعلم ، فالتواضع لشخص معلمك ايها الطالب عز ورفعة لك ، لذا فإن حق المعلم عليك احترامه وحسن الاستماع إليه ، والإذعان لنصائحه وتحري رضاه .
كل عام وانتم بألف خير معلمو الوطن الكرام ..