عندما تنتظر الدولة وأجهزتها تدخل الملك
النائب الاسبق م.سليم البطاينة
05-10-2018 11:59 AM
خطاباً للكراهية آخذٌ بالتنامي داخل المجتمع الأردني بشكل غير مسبوق ، فالكُره من أقوى المشاعر التي يمُر بها الشخص على الأطلاق ، والتي تُدمره حيث يطلق عليه ( طاعون البشر ) ، حيث هنالك علاقة تبادلية بين الشخص الذي يكره والشخص المكروه !! فالكراهية مرض خطير بات يعيش بيننا ؟ فثورة الأتصالات فتحت فضأً جديداً وكشفت عن قبائح مستترة !!! وسهلت بروز خطابات قائمة على الكراهية !! فالمشكلة بأعتقادي لا تكمُن فقط بالأتصالات بل بالآرث السياسي والثقافي والأجتماعي بما حمله وما زال يحمله من أنكار لوجود الأخر ؟؟ فلا جدال من أن خطاب الكراهية في وسائل الأعلام الاردنية تشعب كثيراً وأصبح يهدد السلم والأمان المجتمعي ، بل صار أداة للتحريض ؟فالكراهية هي سلعة رخيصة تسوق بكثافة لأن زبائنها هم الأكثر جهلاً !
فالدولة وأجهزتها فشلت في رصد النتائج ، والبحث عن أسباب صناعة الكراهية ؟؟؟ فالعقل يقول ان على الدولة أن تُكلف نخبة على أعلى مستوى من أساتذة علم النفس والأجتماع والفلسفة والتاريخ لدراسة هذه الظاهرة والبحث عن جُذورها !!!! فبلدان كثيرة عانت من أنسدادٌ خطير في لحظة ما من تاريخها !! وكانت الحلول تأتي من مُفكريها ، ثم يطبق بعد ذلك على السياسيين !!!! فاللتذكير فقد حصل ذلك في ألمانيا قبل عقود من الزمن ، فالمفكرون والفلاسفة أمثال ( Leibniz و Kant و Ficht Hegel ) هم الذين عملوا على حل مشاكلها ودلوها على الطريق الصحيح ،،،،،، !!!! وحصل ذلك في عدة دول أوروبية مثل فرنسا وهولاندا وإيطاليا وسواها من الأمم المتقدمة والتي أستطاعت أن تتقدم وتخرج من محنتها ، والولايات المتحدة الأمريكية عانت بعد حرب فيتنام من ظاهرة هجر شبابها للحياة الأجتماعية وهروبهم إلى خارج المدن وأدمانهم على الماريجوانا والمخدرات بشكل مرعب ! حيث جمعت أمريكيا وعلى أعلى مستوى عقولها ومراكز بحوثها ، لدراسة تلك الظواهر ومعالجة أسبابها ، وتم تشكيل لجنة مؤلفة من (١٨) عضواً وكان رئُيسها ديفيد بيربونت غاردنر ( David Pierpont Gardner ) وأصدروا كتاباً أسموه ( أمة في خطر ) Anation At Risk) والذي رصد وحلل ووصل إلى الداء ووصف الدواء
فالكراهية كما وصفها الفيلسوف والكاتب والدبلوماسي من أصل بوسني ( إيفو أندريتش Ivo Andric) أنها تبدأ صماء وعمياءٌ ، لكنها لا تظل بكماء ؟؟ ورأها في أشكال عديدة في الأقصاء والنظرة الأستعلائية في الخطاب الرسمي الذي يعتبر نفسه بأنه الخطاب الوحيد الذي يملك الحقيقة !!!! فالأقصاء الممنهج يُشكل العنصر الأساس في تنامي خطاب الكراهية والتركيز على الخطاب الأُحادي الجانب ؟؟؟؟ فنحن أمام أسئلة عدة مطروحة في حديثُنا عن الأعلام ودوره في أنتاج ونشر وصناعة خطاب الكراهية وحماية وتأمين الجبهة الداخلية وحالات أخرى مهمة تمس حياة أَلَمُّواطنين ، ووجود الدولة وقُدرتها على البقاء !!!! فالقدرة على الصمود مرهونً بقدرة الجبهة الداخلية على التماسُك ،،،،،،،!!!!! فعندما تنتظر الدولة وأجهزتُها تدخل جلالة الملك لوضع الخطط والبرامج لأنقاذ البلاد ، فذلك يضع تلك الأجهزة أي كانت أمام علامة أستفهام كبيرة حول دورها وقُدرتها على القيام بواجباتها ؟
فباتت صناعة الكراهية واحدةٌ من الأدوات المؤثرة والتي تهدف الى ضرب الأستقرار الأمني للدولة من خلال نشر الأكاذيب لترويع الرأي العام وأثارة فزع المواطنين ، وفِي أشعال الحروب النفسية لتفتيت البنى الأجتماعية للدولة ، فهي تستهدف الوجود المعنوي من خلال الثأثير في أراء وسلوك المجتمعات ، الأمر الذي مرده بالنهاية زعزعة أوضاع تلك المجتمعات وأستقرارها السياسي والأجتماعي !!!!! فالمستهدف أيضاً هم أولئك الشباب الذين يعانون من فراغ فكري وغياباً للرؤية المستقبلية والأحباط المتمثل بينهم ؟ فالكراهية تنمو بقوة داخل المجتمعات غير المستقرة ،،،،،،، فالعالم اليوم يشهد تغيرات سياسية وأجتماعية ساهمت في تنامي موجة الكراهية والعنف !!!!!!! فحين يكون الأردنيين موحدين يكونوا قادرين على الفعل وتحديد معطيات النجاح والفشل !!؟ فكم من جرثومة كانت تعتبر صغيرة لا قيمة لها أدت إلى كوارث لا حدود لها ، فما كان الطاعون الأسود الذي قضى على نصف أوروبا وربع سكان العالم في القرن الرابع عشر الا فيروساً دقيقاً لا يُرى بالعين المجردة ؟