إن دراسة الفولكلور بدأت بحسبانها دراسة تعبر عن حياة اناس بسطاء يعيشون في بيئة غير معقدة .وبمرور الزمن برزت حوافز قومية وعلمية لدراسة الفلكلور على إعتبار أنه التاريخ الحقيقي للشعوب ،يصور حياتها العاطفية تصويرا واقعيا لا مجال للشك فيه .
وقد صاغ مصطلح فولكلور العالم الانجليزي سير جون وليام تومزسنة 1846للدلالة على تقاليد الأمم من حيث قدرتها الأبداعية التي تظهر آثارها في فنونها وطقوسها وعاداتها..وهو يكشف عن ذات الأنسان من خلال صور وأشكال ووسائل خلقه الفني .وهذه القدرات الأبداعية تتناقل شفاهية ،فهي تجهل مؤلفها ،وهي تعتبر من صنع الناس جميعا ،كلٌ يضيف اليها من إبداعه شيئا .ثم يتبناها المجتمع ويتناقلها على الصورة التي وصلت اليها.
وتشمل دراسة الفلكلور الأغنية الشعبية والرقص الشعبي والحكاية الشعبية وقصص الخوارق والعقائد الشعبية والخزعبلات وبذلك يفهم الفلكلور على أنه موروثات ثقافية.
وعلى الرغم من أن كلمة فولكلور قد مضى على إبداعها قرن من الزمن فليس هناك اتفاق تام على ما تعنيه هذه الكلمة ،الا أن الفكرة الشائعة في الوقت الحاضر إن الفولكلورهو شيء مرادف للثرات ،وهو شيء انتقل من شخص لآخر عن طريق الذاكرة أو بالممارسة .
وتنحصر أهداف دراسة الفلكلورفي حفظ التراث وإحيائه من أجل الإبقاء على السمات القومية للمجتمعات الإنسانية .فمنذ القرن الثامن عشر كان جمع الأغاني عملا يقصد به المشاركة في حركة التحرير الوطني وإظهار الطابع المحلي والقومي للأغنية والموسيقى الشعبية ومثل ذلك ما قام به الموسيقار البولندي شوبان في مؤلفاته التي أستقاها من الرقصات الشعبية للبولونيز والمازوركا،كما لقيت موضوعات الأدب الشعبي اهتماما كبيرا من جانب الأدباء،فأصبحت موضوعات الأدب الشعبي منهلا عذبا استلهموا عناصرها في أعمالهم الفكرية الحديثة،فقد أخذ شكسبير مقاطع وعناصر من هذه الآداب الشعبية صاغها في أعماله الخالدة .
وبمرور الزمن بدأت مختلف حكومات العالم تحس بآثر إحياء الفنون الشعبية ودورها في إبراز السمات القومية للأمة فانشأت المراكز المتخصصة لدراسة الموسيقى والأغاني الشعبية والفنون المرتبطة بالجماهير كما أصبح الفلولكلور مادة أكاديمية في مختلف المعاهد والاكاديميات والموسيقى في العالم .