كنت قد كتبت مقالا بعنوان 100 عام على احتلال الانجليز للسلط في الحرب العالمية الاولى وذلك قبل عدة اسابيع , ونشر المقال على صفحات جريدة السبيل الغراء وعلى موقع عمون الالكتروني , وذكرت في المقال بأن الجيش الانجليزي وبعد انسحابه من السلط بعد ان احتلها للمرة الاولى ,أخذ معه بعض الاسرى من أهالي المدينة الى اريحا وسجنهم هناك .

ولقد اتصل بي بعض الاخوة والاصدقاء من أبناء مدينتي السلط , وطلبوا مني معلومات عن هولاء الاسرى وأسمائهم والى أي العائلات ينتمون , وقمت بالبحث وألاتصال بعدد من المهتمين بهذا ألشان, وبعدد من كبار السن من بعض أهالي السلط لان المعلومات المدونة قليلة جدا بل تكاد تكون معدومة , وحصلت أخيرا على بعض المعلومات والاسماء التي لها علاقة بالموضوع وهي غير كاملة .

أخذ الانجليز بعد انسحابهم الاول من السلط وذلك في شهر أذار عام 1918 بعض الاسرى من اهالى السلط , وكان عددهم اثنا عشر اسيرا ممن قاموا بمقاومة الانجليز عند محاولتهم دخول السلط واحتلالها , وقاموا بمساعدة الجيش التركي بالقتال الى جانبهم .

سجن الانجليز هولاء الاسرى في اريحا بعد ان احضروهم اليها من طريق وادي حادي وعيرا ثم وادي الحصينيات ثم الغور واريحا .أما الاسرى فكان تسعة منهم من عشيرة العربيات الكريمة والباقي من عشائر اخرى , وعرفت منهم :-

1- سليمان السالم السليمان العربيات ( والد الدكتور عبد اللطيف عربيات)
2- عبد الرحيم محمد السليمان العربيات .
3- عبد الرزاق محمد السليمان العربيات.
4- عبدالهادي السليمان العربيات .
5- حسين الباير العربيات
6- محمد بديوي الموسى العربيات ( ابو بديوي ) .
وبعد مكوثهم فترة في أريحا تم نقلهم الى رفح ثم العريش في سيناء حيث مكثوا عدة شهور وأخيرا نقلوا الى الزقازيق في مصر وبقوا فيها الى أن اطلق سراحهم.
وخلال تواجد الاسرى في العريش ( او في رفح ), تشاجر عبد الهادى السليمان وهو أكبر الاسرى سنا وعم لثلاثة منهم , وكان رجل حر وأبي ذو انفة وحمية ولا يرضى الضيم , تشاجر مع ضابط انجليزي وضربه , فقام الحراس والجنود بالهجوم عليه وقتلوه رحمه الله , ودفن هناك .
بعد أن اطلق الانجليز سراح الاسرى أحضروهم الى العقبة وتركوهم فيها , وعادوا الاسرى الى السلط مشيا على الاقدام , وعند مرورهم بمادبا استقبلهم اهلها استقبلا حسنا وأقاموا لهم الولائم لوجود نسب لهم معهم ,( النسب للعربيات مع الحشايشة من اهالي مادبا ).
وعندما وصلوا للسلط فرح أهاليهم بهم كثيرا , واستقبلهم اهالي السلط استقبال كبيرا .
وأخيرا من لا يشكر الناس لايشكر الله ,فشكري الجزيل لكافة الاخوة الذين قدموا لي معلومات او ساعدوني بالحصول عليها .
وشكري الخاص لمعالي الخال العزيز الدكتور عبد اللطيف عربيات ابو سليمان الذي رحب بي واستقبلني في بيته وأعطاني من وقته الكثير , ولولاه لما حصلت على هذه المعلومات . أسال الله أن يحفظه ويبارك به ,وأن يطيل في عمره .

وأرجو من الاخوة الكرام الذين لديهم معلومات عن هذا الموضوع ولم تذكر بالمقال أن يزودوني بها لتوثيق هذه الاحداث والحقائق التاريخية المغيبة عن الاجيال .