مالذي يحدث في الداخل الأمريكي، هل هي ديمقراطية حقيقية أم تمثيليات زائفة.
بالأمس يُقدّم ترامب القاضي بريت كافانو مرشحاً للمحكمة العليا (العضوية فيها مدى الحياة، ولها دور مهم في السياسة الأمريكية، وهي صاحبة القول الفصل في القانون الأمريكي)، فيجد الديمقراطيون هدفاً سهل الاقتناص.
تظهر فجأة أستاذةٌ لعلم النفس في جامعة بالو ألتو تدعى كريستين بلازي فورد لتتهم كافانو بالإعتداء عليها جنسيا منذ 36 عاما مما أثر على حياتها "بصورة جذرية".
أي نظام يقع على حد السيف يحاكم تاريخ الأشخاص قبل 36 عام. هل للأمر علاقة بالصراع التقليدي بين الحزبين؟ هل للأمر علاقة بمحاكمة كلينتون على تحرّشه بليونسكي، هل نحن أمام ثارات على الطراز العربي، مالذي يحدث فعلا....
كان كافانو الساعد الأيمن لكين ستار في تحقيقاته بشأن فضيحة الرئيس بيل كلينتون، وقد لعب كافانو دوراً قيادياً في صياغة تقرير ستار، الذي حث على عزل الرئيس كلينتون. وقد كان أحد أعضاء الفريق في حملة جورج دبليو بوش للانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2000 وشارك في إعادة فرز الأصوات في فلوريدا.
هو جمهوري حد النخاع، وهو وفق هذا الإنتماء حجر بيدق في أيديهم، ومخلب قط.
هذا أوان تبادل الأدوار، كان جلّادا واليوم ضحية، وستتوزع الأدوار في المستقبل كذلك، لكنها أمة حيّة، وأجزم أن فيها عرق عربي يجري فيه دم الجسّاس، وناقة البسوس التي تلهو الان في نيفادا، وكليباً شيخ القبيلة الذي قتل في ناقة، وأشعل قتله ثلاثين عاما من حرب مستعرة، لا يعرف سببا للحرب غير الناقة، وابن العم لا يعرف سببا لقتل ابن عمه.
مالذي يحدث في أمريكا، ما هذا العرف العريق في محاكمة السياسيين على أخطاءٍ قبل عقود، ماذا عن فترات المراهقة هل يمكن لهفوة صغيرة أن تنهي مستقبل سياسي تعب على نفسه واستقامت حياته ليتذكر الناس هفوة ليست بالجليلة ويعدّونها عيبا مهنيا ذات تأثير في قراراته؟
نحن أمام تراجيديا سياسية وملهاة حزبية؛ وفي الوقت الذي يلقي الأمريكيون على العالم مواعظ في السياسة وفي الاقتصاد وفي كل المجالات، يحاكم السياسيون والقضاة والأكاديميون هناك بهفوات لا ترتقي لمستوى التحرّش الجنسي قبل عشرات السنين.
هذا ليس من شأن العفاف في شيء، هذا من شأن الثارات والتصفيات وتبادل الأدوار.