رحب البيت الأبيض بخطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاخير ولحقت به اوروبا معتبرين انه "خطوة مهمة الى الامام" ولولا التحفظ الروسي لكان العالم باسره – باستثناء العالم الاسلامي – قد تبنى وجهة النظر الاسرائيلية ، تلك النظرة التي ترفض عودة اللاجئين واستعادة القدس الشرقية وتفكيك المستوطنات وفي النهاية تعطي الفلسطينيين دويلة مقطعة الاوصال ليس فيها من رموز السيادة غير شرطة غيتو.
ربما يخرج من بين ظهرانينا "عاقل" ليقول لنا ان خطاب نتنياهو يمثل سقفا تفاوضيا لليمين الاسرائيلي وبالتالي يمكن الوصول معه – عبر المفاوضات - الى منتصف الطريق ، حسناً، ولكن ماذا عن الموقف العربي التفاوضي هل سمعنا من يطالب بعودة اللاجئين وتفكيك الاستيطان ويرفع سقفا تفاوضيا؟
قال بعض الساسة: الان وبعد خطاب نتنياهو الكرة في المرمى الاميركي ، وهذا حسن ايضا ، ولكن هل شباك المرمى العربي نظيفة من الكرات؟ ، وماذا عن البدائل العربية في حال تبين ان مواقف السيد المبجل نتنياهو نهائية وليست تفاوضية ، هل ثمة بدائل غير تقديم الاغراء تلو الاغراء والتنازل تلو التنازل "لاقناع" السيد ليبرمان بضرورة الجلوس الى طاولة مفاوضات؟
يمكن تلخيص الخطاب المشار اليه الى ثلاثة لاءات : لا لتفكيك المستوطنات لا لاعادة القدس الشرقية ولا كبيرة لعودة اللاجئين، والخشية كل الخشية ان يكون المفاوضون قد قالوا في الغرف المغلقة غير ما يصرحون به علنا خصوصا بعد ان طالب الرئيس الاميركي بان يقول الفرقاء علنا ما يتحدثون به سرا.. والمقلق اكثر ان تصريحات خرجت على استحياء من بعض الضالعين في المفاوضات السرية لتؤكد ان ثمة ما قيل في الغرق المغلقة بان الكتل الاستيطانية يمكن التعامل معها في سياق الدولة الفلسطينية العتيدة ،كما خرجت تسريبات اخرى تتصل "بعدم جدوى " المطالبة بحق العودة باعتباره "غير واقعي" هذا على صعيد المستوطنات واللاجئين اما على صعيد القدس فكلنا يذكر تلك التصريحات التي كان ادلى بها قيادي فلسطيني لصحيفة الشرق الأوسط في 15 أب عام 2005 من أنه "لا مانع لدى السلطة من تدويل القدس في الحل النهائي شريطة ان يشمل التدويل شطريها الشرقي والغربي" ، اذن فاللاءات اليمينية الاسرائيلية يجد من يتعامل معهل ليس كسقف تفاوضي بل كقضاء وقدر، والانكى هو ربط كل اوراق اللعبة بيد الولايات المتحدة التي يطالب موفدوها الى المنطقة بابداء "مرونة اكبر" في موضوع اللاجئين.
يمكن القول ان ما يجري التداول به الان ليس في مصلحة الفلسطينيين بل ويصادر على حق الاجيال المقبلة من ابناء القضية سواء في الارض المحتلة او في الشتات وبالتالي اول المكتوون بنار هكذا سلام هم اولئك الذين هجروا قسرا من ارضهم بالرغم من ان كل الشرائع تقف الى جانبهم بالعودة الى ديارهم.
كما يمكن الجزم ايضا ان المعروض الان من بضاعة سلمية ليس في مصلحة ايا من العرب خصوصا الدول المستضيفة للاجئين وفي القلب منها الاردن وبالتالي فان المصلحة "الشعبية" للاردنيين والفلسطينيين على السواء تتقاطع عند نقطة واحدة هي رفض التوطين، لان التوطين يعني غلق الباب ابديا في وجه عودة اصحاب الارض الى ارضهم المحتلة وتعني ايضا ان الاردن معرض للخطر، اذن فالمصلحة الاردنية الفلسطينية واحدة وبالتالي فان الوقائع تقتضي توحيد الموقف الرافض للبضاعة الفاسدة التي عرضها نتنياهو من قبل كل الاردنيين والفلسطينيين على السواء.
وبعد، لنفكر بصوت مرتفع، هل نحن بحاجة الى سلام بأي ثمن ؟ والمهم هل للاردن مصلحة في اسناد عملية تفاوضية ناقصة، اما الاهم ماذا عن الموقف الاردني من موضوع "شطب" حق العودة؟
Sami.z@alrai.com