خطاب نتنياهو .. رد اردني لا يرقى لمستوى التهديد
فهد الخيطان
16-06-2009 05:13 AM
*** عرض التطبيع مقابل لا شيء وهدد مستقبل المنطقة برمته
كما كان متوقعا جاء خطاب نتنياهو زاخرا بالمواقف الصهيونية المتشددة ومعاديا لكل دعوات السلام, ومنحازا لاكثر التيارات الاسرائيلية يمينية وتشددا.
استبق نتنياهو في خطابه الاعلان المتوقع من طرف الرئيس الامريكي لخطة سلام في الشرق الاوسط وحدد سلفا الثوابت الاسرائيلية التي لا تستطيع الادارة الامريكية تجاهلها عند وضع الخطة. وبمعنى اخر فإن الخطاب حدد سقف التحرك الامريكي المقبل وشروط الحل المقبولة من الجانب الاسرائيلي. وتلقى نتنياهو اشارات امريكية ايجابية بعد الخطاب مباشرة تمثلت بترحيب اوباما الذي اعتبره »خطوة مهمة للامام« كما حظي الخطاب باشارة من وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير.
التباين في الموقفين الامريكي والاسرائيلي سيظل قائما حول القدس والمستوطنات. وتراهن الادارة الامريكية على انتزاع المزيد من التنازلات الاسرائيلية من خلال المفاوضات والاتصالات الدبلوماسية وهذا ما يريده نتنياهو لشراء المزيد من الوقت واضاعته, وفي الاثناء يبقى يلح على ادارة اوباما لاقناع العرب بالتطبيع مع اسرائيل ومهد نتنياهو لهذا الهدف بعرض مفصل لاشكال التطبيع المجزية مع الجانب العربي في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية.
نتنياهو كان واضحا في خطابه وحدد بدقة ما يريده من العرب. التطبيع مقابل لا شيء, مجرد دولة كانتونية للفلسطينيين تعيش في المحمية الاسرائيلية وهو لم يقدم تنازلا واحدا حتى للدول العربية التي تقيم علاقات رسمية او سرية مع اسرائيل, لا بل انه حاول توظيف زياراته الاخيرة لكل من عمان والقاهرة للترويج لبرنامجه التطبيعي مع العالم العربي, ولم يأت على ذكر مبادرة السلام العربية او قرارات الشرعية الدولية.
والخطاب الذي سيتحول الى برنامج معتمد لحكومة اسرائيل يشكل في مضمونه تهديدا مباشرا للاردن خاصة في الموقف من مسألة اللاجئين التي اعلن نتنياهو تجاهها موقفا صارما غير قابل للتفاوض. وتشير التحليلات الامريكية الى ان ادارة اوباما تتفق مع نتنياهو بشأن موضوع اللاجئين وان خطته للسلام في المنطقة لن تتضمن اي اشارة لحق العودة وستتبنى اقتراحا بانشاء صندوق للتعويض.
التسليم بهذا الحل من جانب الاردن يعني التضحية بالمصالح الوطنية العليا للدولة.
التعليق الرسمي على خطاب نتنياهو والذي جاء على لسان وزير الدولة لشؤون الاعلام لا يرقى الى مستوى التهديد الاسرائيلي واتسم بلغة دبلوماسية مجاملة تجنبت الرد المباشر على ما ورد في الخطاب من مواقف خطيرة.
الرأي العام الاردني ينتظر سماع موقف اردني واضح وصارم وغير مجامل يؤكد على الثوابت الاردنية ويعلن الرفض الصريح لسياسة نتنياهو ومشاريعه للسلام الاقتصادي والدعوة لتحرك عربي جدي وفاعل لفضح اكاذيب نتنياهو وادعاءاته المضللة عن السلام.
ان الكرة اليوم ليست في الملعب الامريكي كما يتصور البعض وانما في الملعب العربي فالعروض التي قدمها نتنياهو موجهة للعرب وليس لامريكا وعليهم ان يقرروا موقفهم من دون انتظار اشارات من واشنطن.0
fahed.khitan@alarabalyawm.net