في هذه الايام ...وفي ظل ماتشهده البلاد من حالة الانفلات الاعلامي غير المسبوق....والمراهقة السياسية غير الواعية ....وحالة التشظي العميق التي ضربت بنيتنا الاجتماعية والاخلاقية .....وفي ظل الانقلاب المرعب ...الذي عصف بمنظومة عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا النبيلة ....فقد اصبت يادولة الرئيس....حين دعوت ...صادقا وواثقا ...الاردنيين جميعا ...في قراهم ..ومدنهم ..واريافهم ..
ومخيماتهم ....بان يرصوا صفوفهم ....ويحزموا امرهم ....ويتوقفوا مليا .....فيتفحصوا ..اسباب هذه الفوضى .....ويبحثوا عن دوافع هذا الانفلات ..غير المنضبط ..وغير المألوف ....فالوطن لم يكن بحاجة اليهم ...اكثر ...من حاجته اليوم ...فصحيح ان وطننا الاردن ّ..غلب عليه سمة القبيلة والعشيرة ...الا ان ما عصف بالاقليم .....من حروب ..واحداث ..وهجرات..
اثرت بشكل مباشر على الاردن ...سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وامنيا .....وعلينا ان نعي بان الاردن قد تغير .كثيرا ....فالقبيلة لم تعد هي القبيلة ....والعشيرة لم تعد هي العشيرة .....وفي ظل هذا التحول الذي يشهده المجتمع الاردني ...ديمغرافيا ...واجتماعيا ..واقتصاديا ..وسياسيا...لم تعد الاسرة الاردنية هي الاسرة ..المتعاضدة ..المتحالفة ..المتكافلة ...فاين نحن من امسنا القريب....حين كان يحترم رأي الكبير.....وحين كان القوي فينا ياخذ بيد الضعيف...
وحين تقف اليوم ايها الشاب البدوي الاسمر ....لتذكر الاردنيين ...باهمية محافظتهم على هيبة دولتهم ...وتحثهم...بان يقفوا بكل شجاعة امام محاولات العبث بنسيجهم الاجتماعي....وتشكيك البعض منهم بمنجزات هذا الوطن ....ورموزه الوطنية .....لا نشك للحظة في صدق دعوتك ..وشفافيتك ....وغيرتك على هذا الوطن الاردني العزيز ....وثق دولة ابا غيث باننا ..مع دعوتك ...نشد على يدك....لنعمل معا على نبذ خطاب الكراهية ..ودعوات الفتنة ....ونحن معك ...في التصدي وبكل قوة ...لمحاولات النيل من هيبة الدولة ....والجرأة على دولة القانون والمؤسسات ...وحين تقف دولة اباغيث اليوم ..لتخاطب الاردنيين ..بلهجتك البدوية الصادقة التي لا تحتمل التأويل ....لتشحذ همممهم ....فمن حقنا ان نتسائل ....اين هم اصحاب الدولة ..لابل اين هم اصحاب المعالي والذوات ...مما يجري ..وماذا ينتظرون ...فالوطن يمر ...في محنة ....وفي مرحلة دقيقة وحرجة وحساسة.....ونحن معك دولة ابا غيث ...في ترسيخ مفهوم دولة القانون والمؤسسات ....ولا نسمح ...بأي شكل بان يتم الاستقواء على الوطن ...او ان يشكك بمواقفه العروبية الشجاعة ....او ينتقص من منجزاته الوطنية ....ونؤمن يادولة الرئيس كما تؤمن انت ....بان كينونة العشيرة ...لم تكن ابدا الا في صف الوطن ...ولم تكن ابدا عائقا اوعقبة ..امام الدولة وحداثتها ...ولمن يهمزون بسوء نحو كينونة القبيلة والعشيرة ...والى الذين لا يعلمون ....فان حزب القبيلة ...كان هو البديل حينما لم تشهد البلاد الحزبية السياسية الحديثة .... ولم تتلوث ابدا وطنية هذا الحزب ....مثلما نرى ونشاهد ....وقد شكلت القبائل الاردنية بمجموعها ....وعيا وطنيا في بنيوية الدولة الاردنية منذ نشأتها ....ولنا الفخر اليوم اننا في وطن ..استطاع رغم ضيق ذات اليد ...وشظف العيش ....ان يحتضن مئات الالاف من اللاجئين والنازحين من العرب والمسلمين على مدى عقود مضت من عمر دولتنا الاردنية ....ولنا الفخر ..دولة ابا غيث اننا ننعم بهذا الوطن ..بقيادة هاشمية ...لم تتلطخ يدها بدماء شعبها ...لكنها حملت رسالة ...رحمة للعالمين ....فلها منا صدق الولاء والانتماء