ثمة أناس مثلنا يقضون حياتهم بانتظار الأفضل الذي يحسبونه لم يأتِ بعد ، رغم أن كثيراً من التفاصيل التي يعيشونها وتمسهم بشكل مباشر آخذة مسار الأسوأ ، لكن ما نواجهه ليس الا مزيداً من التشتيت والضياع وتعقد الأزمات التي معها ستقتل أحلامنا بالاستقرار والرخاء وتحقيق الطموح الوطني ، وستبقى مشاكلنا البسيطة معقودة بأزمات معقدة وكبيرة على مستوى لقمة العيش والحياة الصعبة والقرارات العبثية..

نمتلك الكثير من الأفكار الوطنية الطيبة التي تجهض بالتنفيذ السيء والتسطيح والمصادرة لمغزاها ومعناها وتنتهك بالحسابات الضيقة ، لتغدو أية إصلاحات مجرد استرضاء لقلوبنا الطيبة الطموحة ومغالطة للرأي السديد لتصبح فاقدة القيمة والأثر على الواقع..

بيد ان ما نراه من بعض من هو في موقع المسؤولية انه يظن نفسه الحامل الوحيد للواء الحق والشرف والوطنية وغيره بلا لواء ، كما ويظن أنه صاحب قضية ومن سواه لا قضية معه ، لذلك لم ولن نسعى ونفعل ما يخالف الوطن كما لم نفعله من قبل في ساحات المتنفذين ومكاتبهم وبساتينهم ، ولن نرنو إلى التلون ولا نبتغي تقديس فاسد لا يزال فاسداً ولا فاسد أعلن طهارته دون أن نتأكد من إتمام عملية الختان الطبيعي .

لن نتوقف عن قول رأينا مهما حاول هذا او ذاك إجهاض الرأي والقناعات ، وكما فشل أشباههم سابقاً ، وسنقابل الماء بالماء و النار بنار العقيدة والايمان والوطنية والدفاع عن الحق ، ولن نزاحم احد على ايه غنائم ولا ايه مكاسب لأننا لا نعرفها كما يعرفها المتلونون وهبارو المناصب التي كانت حقاً لغيرهم فأكلوها سرقة وبهتاناً واليوم يدعون الشفافية والنزاهة.

لم نعرف الدواوين من وراء حجاب ولا الغرف المغلقة للصهيل ولا مقار محدثي النفوذ ممن هم " معاهم معاهم .. عليهم عليهم " ولا من سبقهم ، فنحن ومثلنا كثيرون لم نفعل ذلك ولن نفعله في يوم ، لأن الرب واحد والرازق والحافظ واحد ، وهذا الوطن واحد ، هكذا تعلمنا منذ الصغر فلم ولن نكون إلا ما شاءه الله سبحانه لنا أن نكون بمواقفنا النبيلة في خندق الوطن ومع هذا الشعب الطيب الطاهر .

نحن بسطاء ولسنا في حجم من يتصفون بالأذكياء قناصي الفرص في كل زمان ومع كل وزير ومع كل مسؤول ، لسنا كأولئك الذين يحيكون حبائل الوصولية وسلالم التسلق.. والغربال لا يحجب نور الشمس ، ولا يحجب النقاء أو يمنع البقاء ، لذلك .. فقد تولدت لدينا قناعة تامة إن العقول المبدعة طاقة حرة متجددة لاتستسلم للمعايير الجائره أو الاحباط أو الاستخفاف بها من قبل العقول البليدة التي تهوى تلك الممارسات وربما تمادت في تفاقمها ، وبسبب هذا التلوث تتشكل الإرادة الجامحة لدى الشخصية الوطنية الحرة المبدعة للهرب من البيئة الموبوءة للبحث عن ذاتها في مناخات تحتفي بها وتنميها .
وكفى بالله حسيباً..
مع تحياتي