الدولة والقبيلة في الأردن
محمد يونس العبادي
02-10-2018 09:56 PM
كثيرون من حاولوا تسليط الضوء على مفهوم القبيلة ودورها بالأردن، ودخل من هذا الباب البعض محاولين شرح هذه العلاقة التي أسست لإجتماعٍ أردني يحمل في جانبه السياسي والتاريخي شكلاً ونسقاً مختلفاً عن دول الجوار.
فالأردن المنتسب لبني هاشم صاغ شكلاً آخر لمفهوم القبيلة ودورها في تشكيل الدول، إذ لطالما حمل أبناء القبيلة قيماً عززت من قوة الدولة وقوة بنيتها الاجتماعية.
وهذا الشكل من العلاقة بين الدولة والقبيلة موجود في دول العرب التاريخية وحتى في الدول الحديثة، إذ كان على الدوام هناك مادةٌ للدولة، لا تنتمي لإثنية أو نوعٍ بقدر انتمائها لفكرٍ تأسس على صيانتها والدفاع عنها.
فنتيجة لدور القبائل الأردنية الأساس في إدارات الدولة المدنية والعسكرية، فقد تأسس فكرٌ يحمل قيم تعلي من شأنها وتسعى للحفاظ عليها.
مثالان على ذلك يمكن طرحهما الأول في الدولة الأموية التي جعلت من قبائل أجناد الشام مادةً لها، بما أسهم بتكريس فكر الدولة العربية، ومثال حي لدور "الانجلو – سكسون" (وهم عرق) أي "الواسب" بصياغة فكر الدولة الأمريكية، فهم المادة لها.
والدولة الأردنية وهي تسعى لتعزيز سيادة القانون وبناء مدنيةٍ ذات هوية تنتمي لإرث المنطقة فإنها اليوم بجيلها الرابع تحمل قيم أبنائها ممن لعبوا الدور الأكبر في صياغة قيمها، والتي من أبرزها الوفاء للعرش الهاشمي وتعزيز الإدارة العامة وهيبة القانون، وهذا تأتى على مدار عقودٍ من خدمتها.
والقبيلة في الأردن لم تجد نفسها يوماً متناقضةً مع أي آخر، بل هي ترى في ذاتها جزءاً من محيطها العربي وقضاياه وقيمه، ونتيجة للشرعية الهاشمية فقد تعزز هذا الإيمان الموصول بأدبيات الدولة المنتمية للثورة العربية الكبرى وخطابها العربي الإنساني.