صنعة كل العصور04-05-2007 03:00 AM
التملق صنعة قديمة وجديدة ، وتتعدد أساليبها ، ومفرداتها . والتملق هو مداهنة ومصانعة شخص ، أو جهة ما بقصد الحصول على منفعة ، أو إلحاق الأذى به من تزيين لسوء عمله ، والثناء على تصرفات خاطئة . وتختلف مسمياته في حياتنا اليومية ، إذ نسميه نفاقا ، وهز ذنب ، ومسح جوخ وغير ذلك . وقد وجدت في كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه قصة تملق ومداهنة ومصانعة ، رأيت أن أعرضها على القارئ الكريم ، كما وردت حرفيا في الكتاب المذكور ، والذي كتبه مؤلفه قبل نحو 1100 عام ، وقد أضفت تفسيرا لبعض الألفاظ بالقدر الذي يفي بإيضاح المعنى .خطب رجل من بني كلاب امرأة فقالت أمها : دعني حتى أسأل عنك . فانصرف الرجل فسأل عن أكرم الحي عليها ، فدل على شيخ منهم كان يحسن المحضر في الأمر، فسأله عنه ، فأتاه فسأل أن يحسن عليه الثناء ، وانتسب له ، فعرفه . ثم إن العجوز غدت عليه فسألته عن الرجل ، فقال : أنا أعرف الناس به . قالت له : فكيف لسانه ؟ قال : مدره (1) قومه وخطيبهم . قالت: فكيف شجاعته ؟ قال : منيع الجار، حامي الذمار. قالت : فكيف سماحته ؟ قال : ثمال ( 2) قوم وربيعهم (3) . وأقبل الفتى فقال الشيخ : ما أحسن والله ما أقبل ، ما انثنى ولا انحنى . ودنا الفتى فسلم ، فقال الشيخ ما أحسن والله ما سلم ، ما فار ولا ثار . ثم جلس فقال الشيخ : ما أحسن والله ما جلس ، ما دنا ولا نأى . ثم ذهب الفتى ليتحرك فضـ ... ، فقال الشيخ : ما أحسن والله ما ضـ .. ، ما أطنها ولا أغنها ، ولا بربرها ولا قرقرها. ونهض الفتى خجلا ، فقال : ما أحسن والله ما نهض ، ما ارقد ولا اقطوطى . فقالت العجوز : حسبك يا هذا ، وجه إليه من يرده ، فوالله لو سَلـَحَ ( 4 ) في ثيابه لزوجناه !!.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة