أصبح الشارعُ الأردنيّ يتوجّه إلى مواقعِ الْتواصل الاجتماعيّ لفهمِ الْواقع الْحياتيّ والْسياسيّ والاقتصاديّ الْذي يعيشه ويتأثر بهِ ، فظاهرة الْبث الْمُباشر الْتي من خلالِها يتحدّث أشخاص وبحوزتِهم معلومات تتعلّق بالغرفِ الْمُغلقة لا يعرفها الْشارع الأردنيّ من الْظواهرِ الْتي لاقت اهتمام الْشارع بصرفِ الْنظر إنْ كانت هذه الْمعلومات صحيحة أم من الْخيالِ الْخصب للمُتحدّثِ ، الْمهم أنّها معلومات والْشارع الأردنيّ يريد الْمعلومات وبالأحرى يريد تفسير لما يحدث وبسببِ رتابة الاعلام الرسميّ وبعدهِ عن الْعقليّةِ العامّة لجأ الأردنيين إلى هذه الْوسيلة لاقتفاءِ أثر الْحقيقة .
أدّت هذه الْظاهرة إلى تشتُتِ الْعقل الاجتماعيّ ، فاعلام الْدولة الرسميّ لم يستطعْ إلى الآن بناء علاقة بينه وبين الْمواطن تقوم على الْثقةِ والْمصداقيّة وذلك لأنَّ الْشارعَ ينتظرُ " معلومات " لا " وعود " و " تفسيرات " لا " تبريرات " وهذا ما جعل الْشارع رهينة لدّى أشخاص خارج الْمملكة يُسيطرون على الْعقليّةِ الاجتماعيّة بل ويطرحون الْمعلومات الْتي تجعل الْمواطن الأردنيّ يقارنها بالواقعِ الْوطني ، فمثلًا حالة هِستيريا الإشاعات الْتي انفجرت داخل الْمملكة أثناء زيارة الْملك للولاياتِ الْمتحدة ونجاح بعض الْشخوص في الْترويجِ لمعلوماتٍ فتحت شهيّة التساؤلات لدّى الْشارع وأصبح من الْصعبِ أنْ تجد الْحقيقة مكانها .
يجبُ على الْدولةِ وتحديدًا " الإعلام الْرسمي " تقديم الْمعلومات ، وإبراز الْحقائق ، والْتعاون مع وسائل الإعلام الأخرى ، والْتنسيق مع كافة الْمؤسسات بهدفِ حماية الْمجتمع الأردنيّ من هذه الْظاهرة الْتي أدّت إلى إدخال الْشارع الأردنيّ في " قمقمِ الْمجهول " والْشك الْدائم ، ورفض الْمعلومة الْرسميّة ، وتجاهل الْبيانات الْحكوميّة واعتبارها تضليل وتزييف ، وكلُّ ذلك لأنّ الْبديل استطاع الْسيطرة بالمعلوماتِ ، لذلك فإنّ الْملك قد حذّر من هذه الْظاهرة وكرّر حديثه لأجهزة الْدولة بضرورةِ الْتنسيق والْتعاون ، واجتمع أكثر من مرةٍ مع وسائل الإعلام ، وتحدّث بإسهابٍ عن اغتيالِ الْشخصيّة ، ولكن لتحقيقِ حالة الْتماسك الاجتماعيّ يتطلب ذلك رؤية إعلاميّة وتقديم الْمعلومات كما أشرت أعلاه لا تبريرات .