فشل حوار قادة فتح في عمان وأصبح شعار المرحلة الفتحاوية أضحى التنائي بديلا من تدانينا وناب عن طيب لقيانا تجافينا لكن اللقاء الذي يفترض به ان يكون مناسبة لكي يجري التحضير الجيد لمؤتمر الحركة وسع لقاء امس من شقة الخلاف وبات المشهد الفلسطيني لا يسر حتى إنصاف الأصدقاء.
في إزاء ذلك هناك حواران جديان بين قياديين من فتح وحماس في الضفة وغزة برعاية مصرية ينتظر ان يتمخضا عن صيغة ما تنهي الانقسام الفلسطيني جغرافيا وسياسيا والآمال معلقة على هذين اللقاءين.
فيما يتعلق بلقاء عمان فان التصور الذي يطرحه الرئيس الفلسطيني محمود عباس منطقي حيث لا يرى مبررا لعقد المؤتمر الفتحاوي الذي طال انتظاره لما يزيد عن العقدين خارج الوطن الفلسطيني لأسباب سياسية تتصل بضرورة توكيد ان النضال الفلسطيني ينبغي ان يكون على ارض فلسطين وليس بالمراسلة وكذلك لارسال رسالة لاصدقاء فلسطين وخصومها على السواء مضمونها ان الشعب الفلسطيني متواجد على ارضه وانه حقيقة تاريخية عصية على الالغاء.
اما السبب الفني الذي يحول دون عقد المؤتمر خارج فلسطين فيتصل بضرورة الكلفة المالية الباهضة وضعف القدرة واللوجستية لنقل معظم قيادات السلطة الفلسطينية الى خارج فلسطين لايام وترك الارض الفلسطينية بلا قيادة، فالقيادات الفلسطينية لا يمكن تشبيهها برحيل مؤقت لعائلة من اجل دهان البيت فالبيت لا ينبغي ان يبقى خاليا ولا يوجد مبرر منطقي لاخلاء الضفة من قيادتها لعقد مؤتمر خارج ارض الوطن.
المؤتمر الفتحاوي السادس الذي تاخر عشرين عاما ينتظر منه ان يجدد شباب الحركة التى تعد بالفعل ام النضال الفلسطيني والحافظة التاريخية للهوية الفلسطينية فهي التي كانت تجمع فلسطينيي الشتات فضلا عن ابناء الارض المحتلة كل هؤلاء صهرتهم فتح في بوتقة واحدة فهذه الحركة هي الحاضنة التاريخية للحلم الفلسطيني بتحقيق الدولة والعودة وهي صاحبة نظرية لا دولة بلا عودة .
وبالرغم من مرور مياه كثيرة تحت جسر الحركة وبالرغم من غياب رموزها التاريخيين وبالرغم من انزياح بعض قياداتها عن الخط السياسي للحركة سواء في التسهيل على المحتل والتفكير نيابة عنه في ايجاد حلول تغبن الاجيال الفلسطينية المقبلة حقها في وطنها الا ان فتح لا تزال عصب الشعب الفلسطيني وهي التي يمكن ان تجدد شبابها بمن قارعوا الاحتلال وجها لوجه على مدى الخمسة عشر سنة الماضية.
الملفت ان الخصومة الفتحاوية الحمساوية تتركز لدى قيادات استقالت مبكرا من مقارعة الاحتلال وغدا بالنسبة لها التفاهم مع دايتون واصدقائه اسهل من التفاهم مع رفاق السلاح من الحركات الشقيقة وهذه القيادات مرشحة لان تنتهي بمجرد عقد المؤتمر الفتحاوي فالشعب الفلسطيني ولود وقادر على انتاج القادة سواء في فتح او غيرها.
الشعب الفلسطيني لن ينتظر طويلا لكي يحل الابوات مشكلاتهم ولنتذكر كيف تفجرت عبقرية هذا الشعب في السابع من كانون اول عام 1987 حين فقد الامل في قيادات الخارج.