الاشاعة ظاهرة قديمة متجددة
د. اخليف الطراونة
01-10-2018 05:04 PM
الإشاعة ظاهرة اجتماعية قديمة، تعود بجذورها الى أقدم وسائل التواصل الاجتماعي بين الناس، وفِي أيامنا هذه ازدادت وانتشرت مع ما يشهده العالم من تطور متسارع في عصر التكنولوجيا والاتصالات وثورة المعلومات، ما جعلها تنمو وتكبر ويتناقلها الناس ظنا منهم بصحتها حتى أصبحت وكأنها حقيقة واقعية؛ لأنها تملأ الفراغ في ظل غياب المعلومة الدقيقة والصحيحة في الزمان والوقت المناسبين.
لقد حذرنا كثيرا من خطر الإشاعة على الفرد والمجتمع على حد سواء، وبخاصة في ضوء التخبط الإعلامي الذي يشهده الوطن جراء عدم وجود مصدر موحد للمعلومة ومتاح للجميع؛ الأمر الذي يحتم على الناطق الإعلامي باسم الحكومة والناطق الإعلامي في كل دائرة او مؤسسة حكومية أو خاصة ملء هذا الفراغ الإعلامي والإسراع في إجلاء الصورة وإعطاء الحقائق بالصورة والأرقام حتى نقضي على مرض وارهاب الإشاعة التي باتت تهدد الأمن والسلم المجتمعي.
وان تتصدر الشفافية والصراحة المشهد ليتم دفن كل اشاعة مغرضة يراد منها شق الصفوف وإثارة الفتن .... والاصطياد في الماء العكر .... فإخفاء الحقائق استراتيجيات فاشلة وغير مقبولة إطلاقا بما تمثله من خطر حقيقي على نسيج المجتمع وحياة الأفراد .
وَمِمَّا يبعث على الاستغراب والاستنكار والحيرة أن تطال الإشاعات رموزا وقامات ومؤسسات وطنية كالعائلة المالكة والقوات المسلحة والدوائر الأمنية وكافة سلطات الدولة الأردنية: التنفيذية والتشريعية والقضائية...و معظم الشخصيات العامة والوطنية وأبناء العشائر وأصحاب رؤوس الأموال. التي هي جميعا موضع فخارنا واعتزازنا.
حفظ الله الوطن واهله وقائده من كل سوء وقاتل الله مروجي الإشاعة والفتن ما ظهر منها وما بطن.