تختزن الذاكرة الشعبية اياما حلوة رغم قساوة ظروفها وشح امكاناتها ، الا ان البساطة تعلو هاماتها حتى الدهاء فيها بسيط واضح ، والتعامل معه ابسط وارحم واحزم ، فلا حقد ولا مراوغة ولا فساد ولا خبراء في النهب والضحك على الذقون..
ومن هذه الذاكرة ؛ مضت ايام كان ينقل الزرع الى البيدر على الدواب ، وكان البعض من الحصادين لا يملك نية جادة او صادقة او لا يملك خبرة في تحميل الزرع على ظهر الحمار ، فما ان ينطلق الحمار حتى يميل الزرع هنا وهتاك " بتمرجح " ، فيلجأ الرجل الى تعديل الحمل "الحمولة" في كل مرة يميل فيها ..
حتى تاتي مرحلة يدرك فيها المزارع بفطنته ان تعديل الحمل على الحمار اصبح مهزلة لا تفي بالغرض المطلوب..
وبخبرته ياخذ الحمار الى ارض مستوية وتحت فياء شجرة، ويقوم بانزال الزرع ثم يعيد تحميله على ظهر الحمار من جديد وهو يدعو على من حمله واجهده واتعبه...
وما ان يعود الى الحصادين حتى يطلب ممن حمل الحمار ان يستقيل من مهمة التحميل ، وعندما يتردد في القبول يرتفع صوته غاضبا ؛ هو انا حمار اخليك تتعبني في كل نقلة " رجدة زرع " الله معك الله يعطيك العافية يا قرابه ، مكثور الخير مو ناقصنا تعب بال مع الزرع والحمير..
drmjumian7@gmail.com