"الأردنية" تؤبن فقيدها الفنان عمورة
01-10-2018 03:54 AM
عمون - فادية العتيبي - استذكرت شخصيات أكاديمية وفنية وأفراد من أصدقاء وعائلة الفنان الراحل عزيز عمورة مآثر ومناقب أحد مؤسسي الحركة الفنية التشكيلية؛ في حفل التأبين الذي أقامته كلية الفنون والتصميم في الجامعة الأردنية بحضور رئيس الجامعة الدكتور عبد الكريم القضاة.
وسلط المشاركون في الحفل الذي حضره نائب الرئيس لشؤون الكليات الإنسانية الدكتور أحمد مجدوبة وأسرة الكلية، وأفراد من عائلة الفقيد، الضوء على محطات من مسيرة الفنان الإبداعية وما تحلى به من خصال حميدة وأبرز المواقف الإنسانية التي جمعتهم معه، عبر سرد لكثير من القصص المؤثرة التي ألقت بظلال الحزن على المكان.
وقال رئيس الجامعة الدكتور عبد الكريم القضاة في كلمة له:" قد لا يصحّ في مقام الحزن وبما يفرضه غياب الأحبة سوى الصمت، لكن من يلتئم شملنا اليوم من أهل وأصدقاء وأساتذة وطلبة وفنانين آمنوا برسالة الفن الحقيقية جدير بأن نقف ونستذكر فنه وقوة حضوره".
وأضاف أن الجامعة وهي تودع الفنان عمورة تفقد واحدا من سدنة الفن المخلصين الفاعلين والمؤثرين إيجابا على مستوى العمل الأكاديمي، والعمل الفني الذي يتضمن خطابا ورسالة، يقدمها لونا وصورة يعبر فيها عن موقف قومي ووطني ثابت ، مشيرا إلى بصماته الفنية الحقيقية التي حفلت فيها لوحاته عبر امتداد زمني استمر أكثر من أربعين عاما تدلل على حجم عطائه وإخلاصه في العمل.
عميد الكلية الدكتور رامي حداد قال إن هذا التأبين هو الأول الذي تنظمه الكلية لأحد أعمدتها الفنية ممن رحل في جسده، مخلفا وراءه فنه العظيم، مؤكدا أن أسرة الكلية لن تنساه أبدا وقد ترك ذكراه بأعماله التي تتحدث عنه في أروقتها وطلبته الذين أصبح بعضهم أساتذة في هذه الكلية.
أما رئيس قسم الفنون البصرية الدكتور جهاد العامري فأشار في مداخلته إلى أن عمورة من الفنانين الذين ثابروا وجاهدوا في سبيل توريث الفن لطلابه ونلمس بصماته في أعمالهم، موضحا أن رسومات عمورة اتسمت بنصرته للقضية الفلسطينية، وتمثيل الشعر من خلال الرسم.
وخلال الحفل الذي أداره الدكتور ابراهيم الخطيب، استذكر صديق الفقيد الدكتور كرام النمري قصة تعارفه بعموره، ولقاءه الأول فيه في العام 1971، وما جمعهم من صداقة حميمة أثمرت عن إنتاج أعمال فنية مشتركة سواء كانت رسوما أو منحوتات تعبر في محورها عن معاناة الإنسان.
وقال إن رحلة الحياة التي جمعتهما كانت طريقا مفروشة بالأشواك لبناء الحركة الفنية في الأردن، مؤكدا أن مجموعة الفنانين التي تكونت في بداية السبعينات من القرن الماضي هم رواد الحركة الفنية المعاصرة في الأردن، مهنئا نفسه وروح عزيز على تخطي هذه البداية الصعبة لبناء الحركة التشكيلية التي ستبقي الفنانين المؤسسين شعلة للحركة الفنية المعاصرة ، معتبرا أن الفن وجه الأردن المعاصر.
وألقى الفنان غسان أبو لبن في مداخلة بالإنابة عن تلاميذ الفقيد نصا نثريا تناول الفقيد الذي كان في حضوره معلما وفي غيابه المعلم والملهم، معبرا عن شكره للفقيد الذي ستظل ذكراه وأعماله حاضرة بين تلاميذه.
إلى ذلك، استذكر المهندس عبد الله عمورة شقيق الفقيد بعضا من المحطات التي واكبت مسيرة عمورة الفنية في بداياتها، ولم تذكر في سيرته الذاتية، حيث بدأ مشواره الفني مبكرا في المرحلة الإعدادية، وكان والده يرسله إلى دمشق لقضاء العطلة الصيفية عند خاله الذي علمه أساسيات الرسم، كما كان يقضي أياما تصل إلى أسبوع في غرفته معتكفا ومنهمكا في الرسم، مؤكدا أن ما كان يميز عمورة حبه لعمله، ومواعيده الدقيقة، ومشيرا إلى بعض المواقف الطريفة التي لا زالت تعيش بداخل أفراد أسرته وجمعتهم وإياه.
وأعرب الشقيق عمورة عن شكره وامتنانه للجامعة الأردنية ولكلية الفنون والتصميم وزملائه وتلاميذه ممن شاركوا وأسهموا في إعداد هذا الحفل التأبيني، مقدرا لهم جهودهم، ومشاعرهم التي بادلوا بها أسرته حزنا على رحيل الفقيد.
وعقب مراسم حفل التأبين الذي تخلله عزف موسيقي قدمته الطالبة ريتا أبو كريّم، افتتح القضاة معرضا فنيا نظمته الكلية، ضم عددا من لوحات الفنان الراحل التي لم تعرض من قبل، للتعرف على أجمل ما صاغ الفقيد من تحف فنية ولتكون فرصة لطلبته للتعرف على عمورة وفنه عن قرب.
من الجدير ذكره أن الفنان عمورة من مواليد الطيرة / حيفا عام 1944، وحاصل على درجة البكالوريوس من أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد عام 1970 ، ودرجة الماجستير من معهد برات / نيويورك/ أمريكا عام 1983.
وعمل في البدايات معلما للتربية الفنية، ومن ثم أستاذا مساعدا في كلية التربية والفنون في جامعة اليرموك ومن ثم أستاذا مساعدا في كلية الفنون والتصميم في الجامعة الأردنية، حاز على جوائز ومنح محلية ودولية، وله العديد من المعارض الشخصية والجماعية بمشاركة أصدقائه من الفنانين سواء كانت على مستوى الأردن أو خارجه.