إنْ تَسَلْ عَنّي .. شعر سليمان المشّيني
14-06-2009 02:44 PM
قصيدة فخر واعتزاز من وحي أعيادنا الوطنية المجيدة التي يحتفل بها الأردن هذه الأيام.
إنْ تَسَلْ عَنّي فإنّيْ أُرْدُنِيُّ ... لِبَنيْ غسّانَ أُنْمَى عَرَبِيُّ
وَجُدودي طاوَلَتْ راياتُهُمْ ... ذِرْوَةَ الجوزاءِ والدّهْرُ فَتِيُّ
وبلادي أيْنَعَ المجدُ بها ... والحضاراتُ تسامَتْ والرُّقِيُّ
ولقدْ طابَتْ سماءً وثرىً ... ماؤُها كَوْثَرُ والجوُّ شَذِيُّ
فَلْتَعِشْ في عِزَّةٍ شامِخَةً ... يَفْتَديها دَمُ أبْطالٍ زَكِيُّ
هيَ فِرْدَوْسُ الدُّنَى للأصدِقا ... وَجَحيمٌ للأعاديْ أَبَدِيُّ
شَعْبُنا الجبّارُ خَوّاضُ الرَّدى ... في مُثارِ النَّقْعِ مِقْدامٌ أَبِيُّ
وإذا الواجِبُ نادى أُسْدَهُ ... كي يخوضوا الرَّوْعَ لَبَّوْا وَتَهَيُّوا
وَمَضَوْا للسّاحِ لمْ يَخْشَوْا رَدَىً ... فالعَسيرُ الصَّعْبُ هَيْنٌ وَرَخِيُّ
شَعْبُنا كلُّ الوَرى يعرفهُ ... أنّهُ حُرٌّ على الغازيْ عَصِيُّ
غابَةَ الأبْطالِ يا أرْدُنَّنا ... أيّها الرُّمحُ الرُّدَيْني السَّمْهَرِيُّ
دَمُنا مَرْهونُ لاسْتِقلالِهِ ... وهوَ للرِّفْعَةِ صَرْحٌ أَزَلِيُّ
أَيُّ بُلْدانٍ تُحاكيْ بَلَديْ ... إنَّهُ مُتْحَفُ آثارٍ ثَرِيُّ
ليسَ في العالَمِ آثارٌ كما ... هي في الأردنِّ والأمْرُ جَلِيُّ
كُلُّ شِبْرٍ فيهِ يَرْوي قِصَّةً ... عَنْ عَلاءٍ شادَهُ عَزْمٌ فَتِيُّ
هذهِ البتراْ بناها شعْبنا ... قاهِرُ الصَّعْبِ العظيمُ النَّبَطِيُّ
مِنْ رُبوعِيْ مِنْ سَنَى آفاقِها ... مِنْ سَماها شَعَّ نورٌ سَرْمَدِيُّ
أنْبِياءُ اللهِ جاءوا قِدَماً ... يَنْشُرونَ الْهَدْيَ والكَوْنُ دَجِيُّ
أنْبِياءُ اللهِ عاشوا ها هُنا ... ظِلَّ زَيْتونِ بِلاديْ قَدْ تَفَيُّوا
والمسيحُ الهاديْ قَدْ عُمِّدَ في ... نَهْرِنا الخالِدِ والفَجْرُ نَدِيُّ
ها هُنا اليَرْموكُ هَذيْ مُؤْتَةٌ ... ها هُنا الفَتْحُ العَظيمُ العَرَبِيُّ
مَوْطِنُ الأمْجادِ مُنْذُ المُبْتَدَاْ ... بِالتُّقَى والعِلْمِ والخُلْقِ غَنِيُّ
مَنْبِتُ العِرْفانِ والفَنِّ مَعاً ... والدُّنَى في جَهْلِها بَحْرٌ طَمِيُّ
وَسُفوكْليسُ على مَسْرَحِهِ ... جاءَ بالإعْجازِ وَهْوَ الألْمَعِيُّ
مَوْطِني الأردنُّ عُنوانُ الوفا ... نُصْرَةُ الضّادِ وَمِعْوانٌ قَوِيُّ
وَحْدَةُ العُرْبِ ذُرَى أهْدافِهِ ... فَبِها الرِّفْعَةُ والعِزُّ البَهِيُّ
وهوَ للأضْيافِ صيْوانُ نَدىً ... مُشْرِعُ الأبوابِ مِعْطاءٌ سَخِيُّ
فإذا الضَّيْفُ أتى مَنْزِلَنا ... رَحَّبَ الشَّيْخُ وَحَيّاهُ الصَّبِيُّ
وإذا مَسَّ دَخيلٌ حَوْضَنا ... يَتَلَقّاهُ حُسامٌ مَشْرَفِيُّ
وطني المَحْبوبَ يا دُنْيا الرُّوا ... أيُّها الرَّوْضُ الرَّبيعِيُّ العَذِيُّ
كُلُّ شِبْرٍ فيكَ يَثْوي فارسٌ ... وَشَهيدٌ عَزَّ أصْلاً وَسَرِيُّ
أنتَ دَوْماً مِلْءُ سَمْعيْ نَغَمٌ ... وعلى ثَغْريْ نَشيدٌ وَطَنِيُّ
لكَ كَرَّسْتُ كِفاحيْ وَدَميْ ... وَحياتيْ يَشْهَدُ اللهُ العَلِيُّ
أنا لَوْ لَمْ أَكُ مِنْ هذا الحِمَى ... لَتَمَنَّيْتُ بأَنّيْ أُرْدُنِيُّ
فَمَليكيْ بَطَلٌ بَلْ قَسْوَرٌ ... جَدُّهُ طَهَ النّبيُّ القُرَشِيُّ
هوَ عبدُ اللهِ عنوانُ المَضا ... صاحِبُ الإقْدامِ فَذٌّ عَبْقَرِيُّ
وارِثُ الثّورةِ يُعْليْ رايَهَا ... لِمَباديْها مَدى الدَّهْرِ وَفِيُّ
عاشَ للمجدِ المليكُ المُفْتَدى ... صانِعُ الجُلَّى الحُسامُ الهاشِمِيُّ
شعر سليمان المشّيني