بالرغم من ان مسقط رأسي مدينة مادبا كما تدل شهادة الميلاد, الا انني كنت واهما بانني كركي الاصل والفصل, حسب ما ورد في كتاب تاريخ مادبا , فأهل مادبا كما يطلق عليهم , هم اصلا من عشائر مدينة الكرك في الاردن, والتي استوطنت مادبا في عام 1880, وهم عشائر المعايعة والعزيزات والكرادشة, وتنتمي هذه العشائر الى الغساسنة الذي ينحدرون من قبيلة ازد في اليمن ,حيث هاجروا في أوائل القرن الثالث الميلادي إلى بلاد الشام، وقد تحولوا إلى الديانة المسيحية في العقود الأولى من القرون الميلادية, واسسوا لهم مملكة ضمن حدود الإمبراطورية البيزنطية في فترة ما قبل الإسلام ,حسب ما تشير كتب التاريخ.
ولكن الفحص الجيني الذي يشير الى جذورك قبل 500 عام او اكثر , كان له قول اخر, ويتضارب مع محتوى كتب التاريخ ,حيث تبين ان جذوري ربما قبل اكثر من الف او الفي عام على سبيل المثال ,مكونة من ,71% من شرق اسيا ,و29% من اوروبا على ذمة الفحص الجيني ,ويعطيك الفحص ايضا فكرة عن الامراض التي ممكن ان تتعرض لها في المستقبل بحيث يمكنك مراجعة المختصين للعمل على الوقاية من اثارها , وبالرغم من انها مبنية على اساس علمي ,الا انني ما زلت غير مصدق للنتائج .فاذا قام أي شخص بفحص DNA)) الخاص به كما فعلت , ويسمع السيد نتنياهو يتحدث او غيره عن الحقوق او الأصول او التاريخ ومن له الاحقية في قطعة الارض هذه او تلك , يتيقن انهم جميعهم واهمين ,لان فحص الجينات قد يبرهن انه ليس من بين هؤلاء من يمتلك حقوق الملكية التاريخية لأي قطعة ارض يتنازعون عليها على اساس تاريخي , بل قد يتضح ان اهلها الاصلين, قد رحلوا عنها منذ الالاف السنين ,وما تبقى من احفادهم يقطنون في مكان اخر في العالم . ولذلك من المفترض ان يخفف فحص الجينات حدة التعصب الاعمى لدى الانسان, لقبيلته , او عرقه, فقد تجد الكثيرين من نفس القبيلة ,او العشيرة ,او القرية , او حتى اولئك الاشخاص من نفس البلد لهم جذور مختلفة , واذا ما حصل ان وافق كل من السيد عباس والسيد نتنياهو بالقيام بهذا الفحص ,فقد نجد انهما الاقرب لبعضهما البعض ,او ان السيد عباس جذوره يهودية, اذا ما اعتبرنا ان اليهود عرق, او ان السيد نتنياهوا ينحدر من اصول عربية من اليمن ,او انهما اصلا لا ينتميان لهذه البقعة من الارض , وان جذورهم قد تعود الى قبائل الهنود الحمر, او التتار , او المكسيك, او حتى لبعض الشعوب المنقرضة , ولهذا انصحهما بالقيام بفحص ل DNA وفريقهم المفاوض ,حتى يتمكنا من الوصول الى حل سريع للقضية الفلسطينية ,بدلا من اضاعة الوقت في الـتأكيد على الاصل, والفصل, والحقوق التاريخية ,فهذه الادعاءات قد يبطلها او يؤكدها فحص بسيط ل DNA , فالتفاوض يجب ان ينطلق من التاريخ المعاصر وقرارات الامم المتحدة التي قبل بها العرب ,وللأسف , ما زال بعض قادة اسرائيل وخصوصا السيد نتنياهو لا يأبه بتلك القرارات , كطريق وحيد وعادل للوصول للسلام ما بين العرب واسرائيل ,وهي اقامة دولتين واحدة فلسطينية ,واخرى إسرائيلية على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 . فهل يفعلانها ؟
waelsamain@gmail.com