facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لم يعد العراق عراقا يا عراقي


29-09-2018 11:50 PM

عمون - بغداد - يتداول عن وزير الخارجية الأمريكي السابق، هنري كسينجر مقولة عن العراق ورجاله، واصفا إياهم بالأكثر عندا وصلابة. لكن الزمان والظروف يا كيسنجر حولت هذه الصلابة إلى لين، وأصبح العناد من أجل حقوق العراق وسيادته طوعا لإرضاء الأجنبي الذي يتحكم في مصيرنا.

أود في مقالي هذا أن أسرد سيناريو افتراضي أتمنى من كل عراقي أن يتخيله ويعيشه، ويرى كيف تنتفض الشعوب الحية. وبعدها يسأل السياسي والمواطن العادي نفسه هل نحن شعب حي؟ أم نحن مجرد أرقام في بنك الأزمات؟
وأجسادنا تشكل رصيدا من الدم واللحم للحروب والخراب، عبر وكلاء الداخل والخارج.

تخيلوا معي أن طائرة مدير المخابرات العراقية تحط في مطار عسكري قرب طهران، بعد ظهور نتائج الانتخابات الإيرانية، حاملا معه أجندة سوداء. ويستقبل بكل حفاوة، من كبار السياسيين والعسكريين، والمراجع الدينية في إيران. ليبدأ جولته بين الأحزاب الإيرانية، ويحشد الجهود لاختيار اسما لمنصب رئيس الدولة من الحزب الذي تحصل على أعلى الأصوات، ويقدم بكل قوة، اسما مختارا على أنه يخدم المصالح العراقية في المنطقة وفي إيران. يتناقل العسس أخبار الزيارة السرية والمعلنة في آن واحد، كون العراق وقياداته لا يأبهون، بمشاعر الشعب الإيراني تجاه آرائهم وتوجهاتهم السياسية. لكن هذه المرة توقعات العراقيين لم تكن مدروسة. فتاريخ التدخلات العراقية في السياسة الإيرانية حافل بالمحطات، من تزوير انتخابات، وعمليات استخبارية، واستخدام إيران كمسرح عمليات، فضلا عن الاستفادة من الموارد الاقتصادية الإيرانية، في حين أن الشعب الايراني يعاني نقصا حادا من الخدمات الأساسية، ومعدلات البطالة والفقر تحطم أرقاما قياسية.

هذه المعطيات وغيرها أزالت الرماد عن عيون الإيرانيين، لتفيض الميادين والشوارع في كل مدن طهران بالبشر الحي والشعب المنتفض، الذي يرفض التدخل العراقي في الشأن الايراني، مطالبين الساسة في إيران أن ينتفضوا لوطنهم، ولا يقبلون إملاءات العراقي عليهم لفرض رئيس الدولة، الذي يمثل معنويا رمز السيادة. ولأن مدير المخابرات العراقية كان يريد فرض اسم تم تجريبه في السابق، وساهم في ادخال إيران في نفق اقتصادي وسياسي مظلم. وهذا الاسم جاء من حقبة لم ترى فيها إيران سوى الدم والقتل والنهب وخيبة الآمال. استشعرت القيادات الإيرانية الخطر القادم من الشارع ومن المدن الإيرانية، ومن قوة الاحتجاجات وتداعياتها على الدولة، وقررت أن تعتذر من مدير المخابرات العراقية، وتطرده بتهذيب. كون المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة لا تحتمل هذه التدخلات التي لا تقع في مصلحة إيران دولة وشعباً. وتم فيما بعد اختيار شخص كفؤ يمثل أملا في خلاص إيران من وضعها المتأزم.

وأنا أكتب هذا السيناريو الافتراضي، قرأت خبرا عابرا في المواقع الإخبارية العراقية. بأن الحاج قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، وصل العراق، ليحشد الآراء والتوجهات، للقبول بعادل عبد المهدي، لمنصب رئيس الوزراء العراقي، وهو شخصية لا يعرف الشعب العراقي عنها إلا ضعفها. وفي الوقت نفسه ترسل المرجعية الرشيدة في النجف رسائل مبطنة بأنها لا تدعم عبد المهدي رئيسا.

علما بأن منصب رئيس الحكومة في العراق، يمثل أحد أهم أركان رمزية سيادة الدولة العراقية. والعراق يعاني أيضا على غرار إيران نقصا حادا في الخدمات الأساسية، وتحطيم الأرقام القياسية في معدلات الفقر والبطالة والموت، وتدني مستويات التعليم وتقديم الخدمات الصحية. في المقابل نحن نحتل بجدارة المرتبة الثانية في انتاج النفط. هل تقول النفط؟ نعم انه النفط، حيث تنتج العراق ما يقارب خمسة ملايين برميل يوميا. هل تقول يوميا؟؟ نعم يوميا. إنها الكوميديا السوداء يا شعب العراق العظيم.

لكن المفارقة العجيبة، أننا لم نشهد أي حالة من حالات الانتفاض الشعبي لا في الميادين ولا في الشوارع العراقية، ولا حتى في وسائل التواصل الاجتماعي، ضد تدخل الحاج قاسم سليماني في الشأن العراقي وفرضه علينا عادل عبد المهدي، الذي يسمى مرشح مجموعة إيران في العراق.

هل هاجر الشعب العراقي من العراق؟ أم أن إيران استخدمت سحرها وأسكتت العراقيين وسلبت صوتهم؟ فهل يعقل من هذا الشعب الفتي المقاوم أن يمرر زيارات الحاج قاسم وتدخلاته، بدون اشعاره بامتعاضنا على أقل تقدير؟ بل سمعت أن سليماني نفسه مستغرب من الموت العراقي، عفوا من الصمت العراقي.

وفي هذا السياق علينا ألا ننسى مواقف الجارة إيران في حربنا ضد تنظيم داعش الإرهابي، ومواقف الحاج قاسم سليماني شخصيا، فكلها محل تقدير على اعتبار أن معدن الشركاء يظهر وقت الشدة. ولابد من التوضيح بأننا كعراقيين لا نقف ضد ترشيح عادل عبد المهدي موجهين بدوافع شخصية بحتة. والدليل على ذلك أن الأطراف السياسية العراقية، رفضت إملاءات السعودية وأمريكا التي كانت تدفع وما زالت من أجل عودة حيدر العبادي لولاية ثانية. لأننا في هذا المقام تحديدا نريد أن يتم اختيار رئيس الوزراء وفق مزاج عراقي خالص، بعيدا عن أي تدخل سواء من إيران أو السعودية أو أمريكا. وهذا الرئيس الذي نحلم به قادر على بناء علاقات جوار تقوم على الندية والتشاركية، لا التبعية، لأن هذا البلد اسمه العراق.

نحن شعب يُصدر له الموت من كل مكان، ونستهلكه بكل رضى به. ولا يمكن اعتبار تصدير التوجهات السياسية لشعب ما من الخارج، أقل خطورة من استخدام قنبلة ذرية لإبادته. نحن نباد بشكل بطيء ومستقبلنا مظلم وضبابي. فهل ننتفض؟

مع كل ما سبق يبدو أننا لا نريد أن نغير مصيرنا، لأننا أصحاب العمائم وأصحاب ربطات العنق الضعفاء، صوروا لنا أن العراق لن يستعيد مكانته المفترضة، وإذا تعاملنا مع دول الجوار كشركاء حقيقين، سنصبح الأعداء بالنسبة لهم.

وسيقسون علينا. إنه الوهم يا شعب العراق، والحقيقة أنكم قادرون على قلب الطاولة والتحكم بمصيرنا وفقا لما تقتضي مصلحة العراق ومستقبل شعبه. فكيف لشعب تبلغ نسبة السكان فيه ضمن سن العمل 56.6%، أي أن قوته في شبابه، سيرضى بهذه المهانة، ويفرض عليهم رئيس وزراء يقارب الثمانين من عمره. فماذا سيقدم هذا الشخص؟ وكيف سيفهم احتياجات هذه الفئة؟ أليس في العراق شخصية شابة تعيد للعراق ألقه وحيويته؟





  • 1 سمير 01-10-2018 | 01:37 AM

    العراق ليس بيد العراقين يجب ان لانقبل مايحدث وعادل مرفوض

  • 2 سمير العلاق 01-10-2018 | 01:41 AM

    صحيح العراق بيد الايرانين والامريكان

  • 3 01-10-2018 | 01:19 PM

    كلام منطقي ووجيه وصحيح الشعب العراقي الكريم هو الذي يختار قيادته


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :