مصير القاضي كافانو بين أيدي خمسة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي
29-09-2018 03:31 PM
عمون- يرتبط تأكيد تعيين القاضي بريت كافانو في المحكمة العليا إلى حد كبير بتصويت ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين يمكن أن يتخلوا عن غالبيتهم ويصوتوا ضد مرشح الرئيس دونالد ترامب، وكذلك اثنين من الديموقراطيين ما زالا مترددين.
وفي الولايات المتحدة، يعود إلى مجلس الشيوخ قرار الموافقة على تعيين قضاة مدى الحياة في المحكمة العليا أعلى هيئة قضائية في البلاد تفصل في أصعب القضايا مثل الحق في الإجهاض وتنظيم حيازة الأسلحة النارية وزواج المثليين.
ويملك الجمهوريون حاليا أغلبية ضئيلة في مجلس الشيوخ (51 مقعدا من أصل مئة). ومعظمهم يدعمون بلا تردد القاضي كافانو الذي اختاره ترامب بسبب تمسكه بقيم المحافظين.
لكن ثلاثة منهم يمكن أن يتخذوا موقفا مغايرا.
- متمردتان -
منذ بدء إجراءات تثبيت تعيين كافانو، لم تعلن سوزان كولينز (65 عاما) التي تمثل ولاية مين وليزا موركوسكي (61 عاما) التي تشغل مقعدا عن ألاسكا، موقفيهما في قضية القاضي كافانو.
وهاتان البرلمانيتان الجمهوريتان المعتدلتان ساهمتا في الأساس في تقويض محاولة دونالد ترامب إلغاء قانون الرعاية الصحية الذي أقره الرئيس السابق باراك أوباما (أوباماكير) صيف 2017.
وتنبع تحفظاتهما على القاضي كافانو من دفاعهما عن الحق في الإجهاض.
ولم يعارض القاضي الكاثوليكي الذي يمارس الشعائر الدينية، هذا الحق علنا. لكن اسمه كان على لائحة مرشحين للمحكمة العليا اختارتهم مسبقا منظمات محافظة معارضة لحق الإجهاض.
وبعد أن خرجت سيدة قبل اسبوعين إلى العلن لتتهم القاضي كافانو بالاعتداء عليها جنسيا في 1982، طلبت سوزان كولينز أن تؤخذ على محمل الجد.
وقد دعت إلى الاستماع إليها في مجلس الشيوخ وذهبت إلى حد اقتراح استجواب مضاد يقوم به محامو الطرفين.
ولم يتم تبني هذه الصيغة لكن الباحثة الجامعية كريستين بلازي فورد تمكنت من الإدلاء بإفادتها الخميس تحت القسم. وكذلك فعل القاضي كافانو الذي نفى كل الوقائع.
- مؤيد لسياسة اليد الممدودة -
لم يكن جيف فليك (55 عاما) السناتور عن أريزونا يجد أي مانع لترشيح كافانو، لكن اتهامات بلازي فورد زعزعت موقفه.
وحتى الآن، صوت فليك دائما مع الأغلبية على الرغم من انتقاداته الحادة للرئيس ترامب. لكنه لا ينوي الترشح لمقعد في مجلس الشيوخ مجددا، ما يمنحه حرية أكبر.
ويقدم فليك نفسه لمؤيديه على أنه من أنصار الخطوات خارج الإطار الحزبي. وفي 2014 شارك مع خصم ديموقراطي في برنامج تلفزيوني على جزيرة مقفرة يحمل عنوان "رايفال سرفافيفال".
وقد فرض الجمعة على زملائه الجمهوريين أن يطلبوا تحقيقا لمكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) حول الاتهامات التي اطلقتها بلازي لفورد، ملمحا إلى أنه يمكن أن يصوت ضد القاضي كافانو إذا لم يجر التحقيق.
وقال إن "البلاد تتمزق وعلينا تأمين إجراءات حسب الأصول". وانضمت ليزا موركوسكي وسوزان كولينز إلى مبادرته.
- والديموقراطيون؟ -
بسبب ترددهم، يواجه فليك وموركوسكي وكولينز حملات عدائية من أنصار القاضي كافانو وخصومه، عبر رسائل الكترونية واتصالات هاتفية وتظاهرات أمام مقراتهم البرلمانية.
وتمارس ضغوط مماثلة على ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين الأمر الذي يمكن أن يؤثر على امكانية إعادة انتخابهم في مناطق أقرب إلى الجمهوريين إذا لم يدعموا خيار ترامب.
وكانت هيدي هيتكامب (داكوتا الشمالية) وجو مانشين (فيرجينيا الغربية) وجو دونيلي (انديانا) لم يعلنوا عن مواقفهم. وقد صوت جميعهم للمرشح السابق لترامب الى المحكمة العليا نيل غورسوتش.
وقد أعلن جو دونيلي في نهاية المطاف مساء الجمعة أنه سيصوت ضد القاضي كافانو. (ا ف ب)