ردا على ابوهلاله والاخوان والوطن البديل !!
ادم درويش
04-05-2007 03:00 AM
أتمنى من الأستاذ ياسر ابوهلاله الذي أعتقد جازما أنه يتمتع بوعي ونبل وصدق فيما يؤمن به أن يناقش معنا فكرة الوطن البديل عند الإخوان المسلمين..
سأنسخ بعض المقولات للكاتب عاطف الفراية التي حيرتني وأكاد أؤمن بها والتي كتبها في الرد عليّ في موقع آخر من عمون لأتلقى ردا من الأستاذ ياسر بعيدا عن كوني كركي أو معاني أو غير ذلك..- إلى ابن قريتي وعارف الأسرار الأكارم
(ما أنا فيه) أعرفه جيدا.. وهو أن إيماني تعرض لابتلاءات كثيرة وصبر .. وأنا الذي رفض أن يبلغ ما بلغ الكثيرون من أقرانه من بعثات ومناصب وحياة رغيدة مقابل عشرة أبيات من الشعر فقط في مرحلة معينة.. وبالتالي (ما أنا فيه) أنا الذي اخترته.. وسعيد به وأدافع عنه..
(ما أنا فيه من بلاء إذا وجد) لا يرفعه الله عني حين أسكت على جرائم تزييف الوعي لدى شعب بأكمله.. أو أخاف من التهم الجاهزة.. وأذعن للضحك على ذقون الأردنيين والتسلق على أكتافهم من قبل أشخاص يقضون العمر في الخطابة حول القدس وتحريرها .. ويقضون نفس العمر وأثناء نفس الخطب بالتأسيس لوجودهم وبقائهم في الوطن البديل.. ويرفعون الشعارات ثم ينقضونها عند أول أزمة .. فمنذ مدة بسيطة كانت فلسطين عندهم من البحر إلى النهر في البيانات الانتخابية الموجهة للبسطاء.. ومن المستحيلات أن يشاركوا في حكومة سلام ,..و..الخ .. والآن مستعدون لكل شيء بعد أن انقلبت حماس على كل شعاراتها ومبادئها بل أصبحت تطالب بدولة في أراضي 67 فقط؟؟ وشاركت في حكومة مفاوضات وبالتالي اعترفت بإسرائيل وبكل معاهدات السلام التي أشبعتنا خطبا حول رفضها.. في الأردن ظهر في التلفزيون الأردني أحد القادة الإخوانيين الذي أحبه وأحترمه جدا كشخص ودكتور وأكاديمي وداعية.. وحين سئل عن مسألة المشاركة في حكومة سلام وتطبيع وأنها كانت مرفوضة لديهم .. أجاب بالحرف: هذا أمر تاريخي تجاوزناه من زمان.. )
يشير إلى د عبداللطيف عربيات طبعا لأني حضرت اللقاء
ثانيا:4 - يجب أن يقرر المرؤ أولا أن مجرد طرح السؤال ينطوي على جرأة كبيرة قد لا يتمتع بها الكثير من الناس وهو سؤال مشروع على أية حال.. خصوصا أن السيد العزام لم يقدم إجابة نستطيع منها أن نقول إنه يقرر توصيفا محددا لتفكير التيار.
السؤال المطروح هنا مطروح داخل الحركة الإسلامية نفسها .. الحركة الإسلامية في الأردن أعني تحديدا جماعة الإخوان المسلمين وأكذوبة حزب جبهة العمل الإسلامي الذي هو في الحقيقة الإخوان المسلمون.. ولا أذكر أحدا من مؤسسي الحزب من خارج الإخوان استطاع الاستمرار أو وجد لنفسه وجودا فعليا غير ديكوري في الحزب أو استطاع أن يقترح أو يناقش أي أمر خارج منظومة (فكر الإخوان في الأردن) الذي هو شيء آخر تماما غير فكر الإخوان الذي أسسه حسن البنا..
ولم يعد خافيا أن هذه الحركة في داخلها أكثر من تيار .. وأنها انتهجت خطا تصفويا عرقيا بحتا ينطلق من دكتاتورية كبارها الذين منحو أنفسهم حق العصمة بالمفهوم الإمامي.. فهناك خطوط حمر يعتبر مجرد طرح التساؤل من عضو الحركة كافيا لتصفية صاحبه بأكثر من وسيلة منها الفصل مباشرة ومنها أسلوب (أحرجه حتى تخرجه) ومنها اغتيال الشخصية بأبشع التهم.
مما يثير الكثير من التساؤل مع كاتب المقال هو التصفية العرقية التي طالت بالأساليب التي ذكرتها عددا هائلا من الأعضاء المثقفين والقياديين في الحركة كلهم (لا أظن بالصدفة) ينتمون إلى جغرافيا محددة وهي شرق الأردن .. ومنهم على سبيل المثال .. عبدالله العكايلة.. بسام العموش.. صالح الذنيبات.. سميح المعايطة.. ابراهيم غرايبة.. عبدالرحيم عكور.. عماد أبو دية...الخ ولدي الكثير..
النظر في التصفية بسبب الرأي !! يجعل من أسئلة صاحب المقال مشروعة ومنطقية حول مسألة الأجندة لدي الجماعة.. وهل الجماعة تمارس تقية وباطنية عند التحدث عن انتقال الفكر الإخواني من مرحلة البحث عن موقع (البديل للحكم) إلى موقع (الشريك في الحكم) وهي موجة من الكتابات والحوارات الفكرية الإخوانية سادت الكثير من المحافل في العالم أوحت بها الجماعة بمسألة تحول في توجهاتها بحثا عن قبول عالمي أو عربي لتواجدها السياسي في المنطقة تحديدا وفي مناطق أخرى كشريك في العملية السياسية...
لكن ما يحدث في أروقة الجماعة ككل شيء وما يحدث في الأردن شيء آخر برأيي.. لأن الأسئلة الكبرى ما زالت عالقة وخصوصا في العلاقة مع حماس ومع السلطة وفكرة حق العودة التي يركز عليها الخطاب الإخواني الصوتي.. ولا يتوافق هذا الخطاب مسلكيا مع القيادات التي تثبت أرجلها ومؤسساتها في الأردن بشكل كبير ومثير لدرجة أن البعض (ومن داخل الحركة) يعتقد أن السواد الأعظم من القادة يؤسس لمشروع الوطن البديل .. بالتوافق مع خطاب أجوف عن التحرير وحق العودة..
نعم.. هناك أسئلة موضوعية خطيرة لم يعد السكوت عنها بدعوى حسن الظن أمرا قليل الخطر.. ولا ينبغي السكوت عنها بدافع الخوف من إلصاق التهم.. فالتهم لديهم جاهزة ومفصلة دائما على المقاس ..
ـ أعتقد أن الوجود (الشرق أردني) في الجماعة يشكل (في فكر الجماعة) غطاء دستوريا فقط.. والقلة المتبقية من القياديين ينقسمون إلى نوعين ـ نوع (فاهم اللعبة) ويحافظ على مصالحه ـ ونوع آخر مأخوذ بحسن النية والعمل (لله) بطيبة قلب .. فمن الأسئلة المشروعة مثلا:: لماذا حافظت الجماعة على مراقب عام شرق أردني طوال تاريخها؟؟؟ هذا أمر كنا نسمع عنه حين كنا أطفال تربينا الجماعة في (دور القرآن) في المساجد.. أنه بدافع منح الجماعة قوة عشائرية في حالة الصدام مع النظام !!! طبعا هذا كلام سبعينيات/ لم يعد ينطلي حتى على أطفال هذا الزمان..
وبمناسبة الأطفال.. ألا ترون معي أنهم ـ أي الأطفال ـ هم البيئة الخصبة لعملية التنظيم؟ هل رأيتم أو سمعتم عن شاب متعلم ناضج يمتلك رؤيته للأمور جرت استمالته وإقناعه وإدخاله في التنظيم؟ أنا شهدت عكس ذلك.. هناك مناصرين للجماعة عرضوا أنفسهم للتنظيم ورفضوا.. (بضم الراء)
وذلك لأن التربية الإخوانيةفي الأردن تقوم على مبدأ الغرس في الصغر.. غرس نظرية الصح المطلق والوحيد.. وهي التربية التي نلمس آثارها حين نتعامل مع القواعد الإخوانية التي تعتقد أن كل من هو مخالف لها هو بالضرورة قادم من جهاز أمني! حتى لو كان في صفوف الجماعة سرعان ما يتم إخراجه بإحدى الطرق السالفة الذكر.. والقواعد المسكينة التي تشربت منذ الصغر عصمة قادتها جاهزة للقبول بقانون ( أن الله هو الذي يغربل الجماعة) ليخرج منها المنافقين والمدسوسين.. هكذا ببساطة والغريب أن العبارة تلك ( الله يغربل الجماعة ليخرج منها كل من لم ترتفع تقواه إلى حد يؤهله للمشاركة في النصر) كانت من المبادئ التي يركزون عليها كلما وجه أحد سؤالا عن خروج أو اختلاف..
أخيرا.. إن وجود الجماعة في العمل السياسي والوطني والاجتماعي في الأردن يجعل منها موضوعا حيا للحوار الموضوعي حول كل تلك الأمور وخاصة مسألة الأجندة.. فهي شأن عام وكبير .. ولا ينبغي أن يظل أمرها خاصا بقادتها و (بعض) قواعدها.. بل يجب أن يخضع كل ما فيها لقانون الشفافية .