حوار مع وجدان الساكت التلهوني عضو مجلس الاعيان ..
04-05-2007 03:00 AM
حـــوار- سمـــير الحـيـــــاري و غــــادة عنــــــاب- ترى وجدان الساكت التلهوني وهي عضو مجلس الاعيان المتحمسة بشدة للكوتا النسائية ولدور اكبر للمرأة الاردنية والمتعلقة جدا بما تسميه «حق النسوة» في المشاركة التنموية الحياتية سياسيا واقتصاديا واداريا وخلافه.
وتتحدث السيدة وجدان عن تجربتها المهمة ابان ترشيحها لنفسها للانتخابات النيابية الاخيرة وقصة دخولها لمجلس الأعيان وقبل ذلك تجربتها الحزبية خاصة في حزب الوعد الذي اندمج فيما بعد بالوطني الدستوري.. كذلك عن حكايات اجتماعية تتعلق بها وبزوجها الاقتصادي المعروف الدكتور بسام الساكت.
«الساكت» سيدة اردنية تضيف شيئا جديدا لأي لقاء.. وحوار «الرأي» معها يعطي فرصة طيبة لمعرفة الوجه الآخر لها.. وهاكموه:
؟ ان لم يكن لديك مانع.. لتبدأ بمرحلة وجدان الطفلة؟
؟ دائما اقول انا تركيبة عمان، معانية وأمي عقباوية الا اني عمانية، والدتي من بيت ماضي وولدت في 22 (كانون الاول) 1940، اي من مواليد برج الجدي.
؟ الا يضرك ابدا التصريح بتاريخ ميلادك؟
؟ ابدا.
؟ هل لأنك استطعت المحافظة على شبابك؟
؟ اشعر ان «الكبر» يكون داخل النفس وليس بعدد السنين، اضافة الى اني لا استطيع الكذب لان الجميع يعرفني، وقد ولدت في بيتنا في جبل عمان الذي لا تزال والدتي تسكن فيه، وهو البيت الذي بناه الوالد عام 1937 وتزوج 1939، حيث سكن والدي قبل الزواج مع عمي بهجت التلهوني، وولدتني الحاجة انيسة التي ولدت نصف ابناء عمان في ذاك الوقت، والدي تاجر وان وضع عائلتي ميسور، اذ درست في مدرسة راهبات فرنسية داخلية في القدس، وكانت الدراسة باللغة الفرنسية اضافة الى الانجليزية والعربية، ثم أكملت بمدرسة «سانت مارتن» بانجلترا بناء على مقترح والدي بضرورة تقوية لغتي الانجليزية وحصلت على (G.C.E)، ثم درست بالجامعة الاميركية في بيروت، وكانت للبنات، وبعد تخرجي وعودتي الى عمان، عملت بالبنك المركزي.
؟ ما هو تخصصك الجامعي؟
؟ تخصصي الرئيسي سياسة والفرعي اقتصاد، واذكر قبل تعييني بالبنك المركزي طلبوني للعمل كمترجمة في الأمم المتحدة كوني اجيد ثلاث لغات (الانجليزية، الفرنسية، العربية) في مكتب اليونسكو بباريس، فلم يوافق والدي وقال لي: لقد سافرت كثيراً والآن يجب ان تستقري وتعملي بالاردن، وخيرني وقتها بين العمل كمدرسة او العمل في البنك العربي، فلم اوافق على العمل في البنك العربي اذ كانوا يفصلون العاملات عن العاملين بذاك الوقت، واجبته انني لم أسافر حول العالم لينتهي بي المطاف بقسم النساء في البنك العربي، ثم تدخل العم بهجت رحمه الله واقترح العمل بالبنك المركزي لدى المرحوم خليل السالم، وبالفعل عملت في عام 1968 الى 1973 وذلك عندما ذهب زوجي بسام الى انجلترا لاكمال دراسة الدكتوراة، لانني كنت قد تزوجت عام 1972 خلال عملي بالبنك المركزي، وبقينا في انجلترا حتى تخرج زوجي واكمل دراسة الدكتوراة عام 1976 في جامعة كيلي.
؟ هل كان الاولاد برفقتكم؟
؟ عندما ذهبنا كانت لدينا بكرنا «جوانا» وعمرها (40) يوما، ورزقنا في عام 1975 بالتوأمين زين وخليل.
؟ هل درست خلال وجودك في انجلترا؟
؟ نعم، بدأت بدراسة الماجستير وانجزت مسودات الرسالة، لكن ولادة التوأمين منعتني من اكمالها، فاصبحنا فجأة عائلة كبيرة.
؟ ألم تفكري بالعودة للعمل في البنك المركزي او في مكان آخر بعد عودتكم الى عمان؟
؟ بعد عودتي لم يكن لدي الرغبة في العمل لأن اولادي كانوا لا يزالون صغاراً، وكنت راغبة بالبقاء معهم حتى يكبروا ويصبحوا في سن المدرسة، بعدها قلت سأفكر بالعودة للعمل مجددا، لكن زوجي كان دوما يدفعني للعمل ويقول هل درسك والدك في احسن مدارس وجامعات العالم لتبقي بالمنزل، فبدأت بالعمل التطوعي في ملتقى سيدات الأعمال والمهن الأردني، ثم اصبحت بعد فترة في الهيئة الادارية.
؟ هل دخلت مجال التجارة والأعمال؟
؟ بعد وفاة والدي في عام 1978 تولدت لدي الرغبة بمشاركة اخوتي في العمل التجاري، خاصة وان والدي لا يميز بالمعاملة بين البنت والولد، واذكر ان والدي كلفني بتخليص بضاعة في الميناء اثناء دراستي الجامعية في بيروت، ووقتها وجهني بخطوات العمل، وفعلا انجزت المهمة على اكمل وجه، وبعد وفاة والدي داومت مع اخوتي بسوق السكر، وفي البداية كنت اخجل من التجار الذين يردون على محلاتنا، وكنت ابقى صامتة واستمع لما يقولون، وبعد فترة تقبلوني، وبالرغم من ان مجتمعنا محافظ لكن الناس تتقبل المؤهل عادة وهكذا عملت في التجارة وانا حاليا بهيئة المديرين.
؟ الى اي مدى افادك العمل التطوعي في ملتقى سيدات الاعمال والمهن الاردني؟
؟ كان هناك تدريب في الملتقى للسيدات «كيف تبدأين مشروعك الصغير» وانخرطت بهذا التدريب علما ان عملنا موجود، واذكر في احد المرات كنت وحدي في المحلات ولا يوجد احد من اخوتي، وكان لزاما ان اعطي سعرا للسكر، علما ان اسعار السكر تتغير دائما وفق البورصة الدولية، ولا ابالغ ان قلت ان هذا القرار كان اصعب امتحان مررت به طيلة حياتي، كونه يمثل مسؤولية كبيرة تجاه عائلة، والحمد لله كان قراري صائبا وجاء في وقته. وان كان جريئا، ومؤكد انني ورثت الجرأة من الوالد، وبعد ان فهمت طبيعة عملنا في السوق خففت من نزولي اليومي تدريجيا والتدخل في صنع القرار ووضع السياسات، ولا بد ان اذكر ان ست عشرة سيدة من مجموع سبع وعشرين تلقين التدريب، قد افتتحن مشاريعهن الخاصة في غضون فترة قصيرة من انتهاء التدريب، وقد افتتحت انا واختي سوزان شركة في جبل عمان، نبيع من خلالها الاثاث والديكور القديم ذي القيمة التاريخية من القرن الثامن عشر والتاسع عشر «الانتيك» نشتريها من سوق «اوكشنز» في انجلترا، والحقيقة هذا العمل كان في السابق هوايتي، وتأثرت بهذه الهواية من والدتي، وعندما كنت طالبة في الجامعة ببيروت كنت اواظب على شراء الاشياء التراثية والحلبيات القديمة عندما يتوفر لدي المال، وهكذا اصبحت الهواية مجال العمل، ثم اشتريت بيتا قديما بجبل عمان بالقرب من بيت اهلي ورممته مع الحفاظ على نسقه القديم ليكون معرضا للقطع الاثرية التي احضرها، وبالمناسبة انا انتميت لجمعية عمان القديمة مع زيد القسوس بهدف ترميم البيوت القديمة.
؟ كيف كانت طريقة زواجك من الدكتور بسام؟ هل كانت تقليدية؟
؟ عندما كنت اعمل في البنك المركزي وكان بسام يكمل دراسة «الماستر» في جامعة اكسفورد وعاد الى عمله في البنك المركزي عرفوني عليه الاصدقاء زياد فريز واديب حداد، وعندما تعرفت عليه للمرة الاولى لم يكن الانطباع جيدا عنه خاصة وان سلامه عليّ كان باردا..!
؟ يبدو انه لم يكن يدري انك ابنة التلهوني؟
؟ لا.. كان يعرف، ولانه يعرف سلم عليّ بهذه الطريقة، وعندما عاد من دراسته اصبحنا «اصحاب» وصار النصيب.
؟ هل عشتوا قصة حب؟
؟ يعني الى حد ما، ثم خطبني.
؟ بأي قسم كنت تعملين في البنك المركزي وكيف كانت تجربتك؟
؟ كنت أعمل بدائرة الدراسات وكذلك بسام عمل معي بنفس الدائرة عندما عاد من انكلترا.
لقد كانت تجربة عظيمة، ولأني كنت بدائرة الدراسات فهذا يعني ان هناك دوما شيئا جديدا، والحقيقة قبل عملي بالبنك لم أكن ادرك المعنى الحقيقي للحياة، حيث تعرفت على شرائح مختلفة من الناس من خلال العاملين في مجال العمل في البنك، وأحسست في جو العمل أن هذه هي الحياة الحقيقية، حيث تعرفت على شباب عصاميين يفخر بهم الاردن.
؟ في الملتقى على ماذا تركزون في عملكم؟
؟ نركز على النساء الأقل حظا في وضع برامج ومشاريع التدريب والتأهيل، ولشعورنا بالضغط الكبير على الوظيفة، اضافة الى أهمية الاستقلال الاقتصادي للمرأة من خلال مشاريع اقتصادية صغيرة، واستقلالها الاقتصادي يفرض احترامها على الجميع، ولا تعود تشعر بأنها عالة على أحد الأمر الذي يعطيها الثقة بنفسها، وعليه بدأنا بتدريب «كيف تبدأين مشروعك الصغير» وأسسنا حاضنة أعمال في داخل الملتقى وتخرجت اربع عشرة سيدة منهن من حققن قصص نجاح ممتازة في السوق، وافتتحنا مركزا آخر في جبل التاج لمساعدة النساء هناك، وأحب ان أنوه الى أننا تبنينا مشروع ترشيد المياه من خلال شراء النساء للموزع الصغير للحنفية الذي يمنع تسرب المياه منها، ودربناهن جيدا مع كيفية الحديث مع الجمهور عن فوائد ترشيد المياه، والحقيقة ان بعض سيدات البيوت حققن مكسبا ماليا جيدا من خلال بيع موزع الحنفية، والنجاح يكمن بالعدد الكبير الذي استطاعت سيداتنا اقناعه بضرورة وضع الموزع لترشيد استهلاك المياه والذي تجاوز «17» ألف منزل، وهكذا اقترحت علينا سيدات لتدريبهن على اشغال مواسير المياه وبالفعل تمكنا من تدريب سبع عشرة سيدة وبالتعاون مع مؤسسة التدريب المهني، ومنهن من فتحن مشغلا للمواسير، وأخريات انخرطن بسوق العمل الفعلي وكن مطلوبات خاصة من قبل نساء عمان، وقد ظهر بعضهن على شاشة التلفزيون الاردني. ولأن المشروع كان ناجحا جدا قمنا بتقديم عرض لذلك على السفارة الكندية وقد زارنا السفير الكندي قبل اسبوعين، ونحن بصدد تدريب للمرة الثانية لمجموعة أخرى من السيدات، وعادة تجرب في الملتقى ان نقوم بأمور غير تقليدية كدورات محاسبة أو تسويق أو زراعة او هندسة، وقمنا في مركز جبل التاج على تنظيم دورات وفقا لمقترحات السيدات هناك، فطلبوا دورات تجميل وتصفيف الشعر وخياطة، فوافقنا على التدريب بشرط ان يتعلموا مهارة الكمبيوتر فوافق الجميع على ذلك، فنظمنا لهن دورة تتضمن ساعة لتعلم اللغة الانجليزية وساعة لتعلم الكمبيوتر للمبتدئات، فلاقت هذه الدورة قبولا ايجابيا من السيدات الأمر الذي دفع بنا في الملتقى لجعلها بثلاثة مواعيد يوميا لتستوعب المزيد من السيدات الراغبات بتعلم هذه المهارات، ثم طلبن الحصول على تدريب لنيل شهادة (ICDL) وهذا ما نعكف عليه حاليا، وهذا يبين ان المرأة الاردنية لديها استعداد لتقبل كل المهارات وهي تحتاج فقط الى الفرصة.
؟ لو تحكي لنا قليلا عن والدك ووالدتك وعائلتك؟
؟ والدي تاجر، ووالدتي من بيت ماضي بالعقبة، وكان والدي يسافر دائما بحكم تجارته الى فلسطين والقاهرة، وتزوج والدتي وهي صغيرة فتركت المدرسة مبكرا، وكانت تسافر معه دائما الى فلسطين وكان أصحابنا هناك يتقنون الفرنسية، فشعرت أنه ينقصها أمور كثيرة بهذا الصدد، فصممت ان تدفع بناتها للعلم واللغات، ولذلك اصرت ان نذهب الى مدارس داخلية لتعلم الفرنسية واللغات، وكان والدي رحمه الله يقول حرام «بعدهم صغار» ليذهبوا الى مدارس داخلية، في القدس لكنها أصرت على تعليمنا على هذا المستوى، ووالدي كان يشجعني من خلال اصطحابي معه في سفره الى فرنسا بغرض التجارة وشراء ماكنات للمطحنة، لأني كنت الكبرى، فقد كنت اترجم له وأتابعه كيف يعقد صفقاته وهذا ما اعطاني ثقة واعتدادا بنفسي، ووالدي كان متفتحا ويتماشى مع تطور الحياة ولم يكن متعصبا ابدا.
؟ هل تشبهين والدك أم والدتك في الطبع والطباع؟
؟ أنا خلطة من الاثنين، لكني اشبه والدي بالشكل مع الفارق ان والدي «رايق جدا» وكان عندما يتحدث خاصة مع عمتي يتكلم كل عشر دقائق جملة، ومع هذا يفهمون على بعض، بعكسي تماما فأنا عصبية، وفي احدى المرات عندما اجريت جراحة في انكلترا قلت لطبيبي كيف يمكن ان تصبح اعصابي باردة مثلكم، فأجابني هل يمكنك ان تنزعي الترقيط عن الفهد؟!
فقلت لا، فقال: ان الله هو الذي خلقك ولكن احسبي للعشرة قبل ان تجيبي او ان تتخذي أي قرار، ووالدتي ليست عصبية لكنها لا تملك برودة أعصاب والدي، وكانت معتدة بنفسها جدا لأن جدي عبدالرحمن ماضي وبرغم قسوته الا أنه معها تحديدا مختلف ويأخذ برأيها، لذلك عندما تزوجت من والدي كانت تعرف ماذا تريد رغم صغر سنها، وليست سهلة أبدا.
؟ هل يمكننا القول انك ست بيت من الطراز الاول؟
؟ عندما كنا في انكلترا ابان دراسة بسام كنت أقوم بالطبخ. رغم اني لا أحب القيام به، والحمدلله لأنه بعث لي برجل «هني» وهو الذي علمني كيف أصنع الرز والفاصوليا مثلا، ثم اشتريت بعض كتب الطبخ، لكن عندما عدنا الى عمان لم أعد أطبخ، والحقيقة أنا أتقن المنسف على أصوله وعلمتني أياه حماتي، ولكن بشكل عام هناك من يساعدني في أمور المنزل والطبخ.
؟ هل تحبين المنسف بالجميد الكركي؟
؟ الجميد سلطي ومن «الجزازية»، وأحبه بالسمن البلدي، واولادي لا يأكلون المنسف دون السمنة البلدية، وكذلك أحب الكبة واللحوم المشوية خاصة من تحت يد الوالدة.
؟ وماذا عن عائلتك الصغيرة؟
؟ ابنتي الكبرى جوانا تخرجت من الجامعة الاميركية بتخصص علم الآثار وعملت في التنشيط السياحي بوزارة السياحة لفترة ثم افتتحت مشروعها الخاص في مجال التجميل واللياقة للسيدات وهي متزوجة من مجدي الياسين والتوأم زين افتتحت محل هدايا بمشاركة صديقتها بمنطقة عبدون وخليل متزوج من مي عبدالخالق وهي سيدة أعمال وحاليا أنا جدة لحفيدة اسمها زين، لأن ابني سمى ابنته على اسم توأمه فعلاقتهم حميمة جدا، وكنا نسأله قبل ولادة زين: ماذا ستسمي المولود يجيب بدون تردد: ان كان صبيا فبسام وان كانت بنتا فسأسميها زين، وفضل ولدي التدرب على التجارة على يد خاله خليل التلهوني رحمه الله في شركة «زارة» وفعلا دربه على التجارة وخصوصا في مجال المشتريات للفنادق، وخليل وزين تخرجا في الجامعة الاميركية بتخصص ادارة عامة.
؟ حبذا لو تسلطين الضوء على تجربتك في الترشيح لعضوية مجلس النواب عن الدائرة الثالثة وفشلك؟!
؟ صحيح ان عدد النساء الاردنيات في سوق العمل قليل بالمقارنة مع الرجال، لكنهن نوعية جيدة ونشيطات، وكنت قد سألت السيد طاهر المصري في احدى المرات عن مؤتمر صحفي كان قد عقده فاجاب ان الصحفيات اكثر جرأة في طرح الاسئلة، وقبل فترة كنا بمؤتمر المنتدى العربي للنساء العربيات للعلوم والتكنولوجيا في القاهرة وقدمت ورقة فيه عن تجربتنا في حاضنات الاعمال ودعتنا الجامعة العربية، وكنا وفدا مكونا من اربع سيدات اردنيات وكانت منى نجم ضمن وفدنا التي ابدعت في المؤتمر خاصة وان تخصصها في مجال التكنولوجيا، والجميع أجمع على انها على درجة عالية من الكفاءة والمهنية، فطلبوا منها الصعود على المنصة لاتخاذ القرارات رغم انها غير مدرجة على البرنامج، وكان ايضا ضمن الوفد طالبة جامعية لا تزال على مقاعد الدراسة وتحضر الماجستير في التكنولوجيا وكانت من انشط ما يكون، وكانت رئيسة الوفد سلمى المصري، وبالفعل كان وفد «يبيّض الوجه» وكذلك دعتنا «اليونيفيم» من الجامعة العربية والتي ترأسها هيفاء ابو غزالة، فكان عمرو موسى يجلس على المنصة وتجلس عل يمينه نانسي باكير وهيفاء ابو غزالة اضافة الى سيدتين من مصر، فاحسست بالفرح الغامر لتمكن المرأة الاردنية الوصول الى هذه المستويات والمراكز، بالرغم ان الاردن بلد صغير، ولا بد ان اذكر السيدة الاردنية الناجحة د. ريما خلف في الامم المتحدة، لذلك طالبنا بالكوتا النسائية التي تضمن وصول النساء للبرلمان ومراكز صنع القرار، وكنا قد اجتمعنا بالبرلمانيين قبل اقرار الكوتا ولم نجد اية استجابة منهم، وحتى عبدالرؤوف الروابدة قال عندما كان رئيسا للوزارة. «لا أجد تعريفا معينا للكوتا وانها ليست قانونية، وكنا نضرب مثالا المغرب وتجربة مصر في اقرار الكوتا «لتعويد» المواطن على وجود سيدات في البرلمان، واقترحنا ان تكون نسبة السيدات في البرلمان (20%) مبدئيا، لكن جلالة الملك عبدالله فاجأنا بقرار الكوتا، وهي هدية عظيمة من جلالته للمرأة الاردنية كونه شعر باحساسها اضافة الى وجود جلالة الملكة رانيا معنا وتعلم جلالتها جيدا مجهود السيدات، لكن العملية الانتخابية واجراءات انتخاب الكوتا لم تفرز عدالة في انحاء الاردن، واذكر ان اميلي نفاع اتصلت بي وقالت لي بعد اقرار الكوتا لن تكون عادلة لسيدات عمان ولا يمكن لاي سيدة النجاح في العاصمة وفق الكوتا النسائية وقررت أميلي عدم النزول وترشيح نفسها، وكنا قبل اقرار الكوتا ست نساء رغبن بترشيح انفسهن للبرلمان وبعد اقرارها اصبح العدد (54) سيدة، وفيما يتعلق بي فكنت قد احسست بالالتزام وكانت رغبتي بالتجربة شديدة خاصة وانها الطريقة الوحيدة لنقول «نحن هنا» خاصة وان الملك عبدالله وضع الكرة في ملعبنا، واعتبرت ان ذلك واجب قبل ان يكون حقا فبقيت على موقفي بضرورة خوض الترشح لمجلس النواب، وكنت اعرف مقدما انه من الصعب الفوز بمقعد تحت قبة البرلمان، وكنا احدى عشرة سيدة مرشحة في عمان ولم تنجح اي واحدة منهن، علماً اني قد حصلت على اعلى عدد من الاصوات ومع هذا لم اتمكن من النجاح، في الوقت الذي نجحت مرشحتان في محافظة واحدة، فكان من الاجدى لو نجحت سيدة من كل محافظة،
وبالعموم نحن نريد الكوتا لمرحلة معينة ليتمكن الجمهور الاردني من تقييم اداء بناته في المجلس التشريعي وكذلك يعتاد الناس على وجود نساء مؤهلات تحت قبة البرلمان، وكما حصل في البلديات عندما بدىء بتعيين مرشحات ثم نجحن في المرة التي تليها دون تعيين.
؟ هل تأثرت كثيرا من عدم تمكنك الفوز بمقعد نيابي؟
؟ نعم، لكن كنت قد هيأت نفسي لذلك لمعرفتي المسبقة بأن الكوتا لن تنصفني وفي لحظة - ولكثرة ما عملت في حملتي احسست ان الوصول الى البرلمان اصبح قريباً، والصحيح ان الذي «خرّب عليّ» هو نزول عبدالرحيم ملحس خصوصاً وان اغلبية الجمهور كان يعتقد انني ناجحة اتوماتيكياً على الكوتا النسائية فلذلك اندفعوا للتصويت لملحس، وهو احد الاسباب الرئيسية لخسارتي وهو بالمناسبة زوج خالتي.
؟ ما هي قصة تعيينك في الاعيان؟
؟ هي احدى مبادرات سيدنا العظيمة ومنذ استلامه الحكم وهو يواصل المبادرات المرتبطة مع بعضها التي تؤدي للتنمية الشاملة، وكانت الكوتا هي احدى تلك المبادرات كدفعة للمرأة الاردنية نحو المستويات المتقدمة لصنع القرار، وهذا ما ينطبق على الاقاليم الادارية التي اعتبرها هدية بمناسبة قدوم سمو الامير هاشم والغرض منها وصول جميع شرائح الشعب ومنها المرأة الى مواقع صنع القرار لأن عدم وجود المرأة في هذه المستويات لن تتحقق التنمية المنشودة، ومبادرة تقسيم المملكة الى ثلاثة اقاليم هي رغبة الملك عبدالله باعطاء الشعب الاردني فرصة العمل والتخطيط لما ينفع الاقليم، وهذا هو فهمي لهذه المبادرة، ومن صفحات «الرأي» اطالب اللجنة الملكية بانصاف حصة المرأة اثناء اعدادهم للاسس التي ستقام عليها تقسيمات الاقاليم لضمان مشاركتها الفعالة، وتكون نسبة مشاركتها لا تقل عن 20% لانه لن تنجح التنمية دون مشاركة المرأة الاردنية.
؟ هل يعني انك مع زيادة عدد البرلمانيات بالكوتا؟
؟ انا اطالب بأن تكون نسبة محددة من اعضاء البرلمان الاردني للمرأة، فمثلا في المانيا والسويد وهي دولة متحضرة يشترط وجود 20% من النساء في قيادات الاحزاب وهي النسبة التي تخوض الانتخابات، فلماذا لا يكون لدينا نسبة وليست كوتا.
* هل تعتقدين ان الحكومة واللجنة الملكية قادرتان على فهم رؤية جلالة الملك في مسألة الاقاليم الادارية؟
؟ انا متفائلة لان التطبيق سيكون عبر لجنة ملكية، ولأن جلالة الملك شخص عسكري فكلمته واحدة ومباشر، ولا اعتقد انه سيكون هناك تأخير في التطبيق، ونحن السيدات مهتمات ونطالب جلالته ان يهدينا مجددا هدية مشاركة فعالة للمرأة في الاقاليم بما لا يقل عن 20%.
؟ كيف اصبحت عضوا في مجلس الاعيان؟
؟ كان القرار مفاجئا لي.. خاصة واني سألت ان كانت النية متجهة لتعيين سيدات في عمان، لانني فهمت انه سيتم التعيين من السيدات في العاصمة لانه لم يتسن لاحداهن النجاح، ولكن جاء الرد انه لن يتم تعيين مرشحات لم يفزن بالانتخابات النيابية، فقلت بنفسي «راحت عليّ» ولكن تبين ان جلالة سيدنا اكرمني لشعوره بأن آلية الترشيح عبر الكوتا النسائية لم تكن منصفة في عمان، خاصة واني عملت كل جهدي وحصلت على اعلى الاصوات، واذكر انهم عندما اذاعوا الاسماء في التلفزيون كنت في اجتماع الهيئة الادارية للملتقى ، فاتصلت بي صديقتي عفاف الدجاني لتخبرني ان اسمي في مجلس الاعيان، وفي البداية لم اصدق وخلتها تمازحني.
؟ في اي لجنة انت؟
؟ المالية والاقتصادية، واللجنة الادارية، واحضر اجتماعات لجان انا لست فيها لاسمع وتتوسع معلوماتي عن كافة القطاعات وكثيرا ما احضر جلسات مجلس النواب، وحضرت جلسة الموازنة مع اللجنة المالية والقانونية، ودائما احضر قبل الجلسات و«اعمل درسي مزبوط» لاثبت ان المرأة الاردنية مؤهلة للتشريع لنعيد الطريق امام الجيل الذي سيأتي بعدنا اضافة الى تحفيز صاحب القرار لاتاحة المزيد من الفرص امام السيدات.
؟ هل تعمدين الى استشارة قانونيين ومختصين في قانون معين مطروح؟
؟ مؤكد، وكذلك يتوفر لدي مستشارات في الهيئة الادارية (عدد من المحاميات) مثل المحامية نور الامام، اضافة الى عدد لا بأس به من المحاميات في الهيئة، لذلك كونا لجنة قانونية في الملتقى ومن خلالها احصل على الاستشارة والمشورة.
؟ هل تستشيرين الدكتور بسام في المجال الاقتصادي؟
؟ الدكتور بسام واخرين، واستشيره كموظف حكومي، لكن يجب الا اغفل رأي القطاع الخاص، وقد نختلف على قضية معينة.
؟ ما هو الخبر السيء الذي هزك؟
؟ حرب 1967، وخبر وفاة والدي كسر ظهري، ووفاة اخي خليل احزنني كثيرا، ووفاة جلالة الملك الحسين ايضا.
؟ والخبر المفرح الذي جعلك سعيدة لفترة طويلة؟
؟ زواجي من بسام، وولادة اولادي، وتعييني بالاعيان.
؟ ما هي هواياتك خارج العمل والسياسية.
؟ هوايتي الرئيسية هي جمع القطع الاثرية والتراثية القديمة والقراءة خصوصا التاريخ.
؟ يقال انك اسميت ابنتك على اسم المغفور لها الملكة زين؟
؟ كانت الملكة زين ذات شخصية مميزة، وكم هي قديرة ومتمكنة، وكانت قد تخرجت رحمها الله في نفس المدرسة التي تخرجت منها في الاسكندرية وهي مدرسة الراهبات الفرنسيات، وانا تخرجت في القدس، وكانت عندما تراني تقول لي نحن زميلات مدرسة واحدة، والحقيقة اني كنت معجبة بها، واختارتني ضمن بنات الشرف في زواج الملك الحسين والاميرة منى، وبالمناسبة قد طلبنا من الامانة ان تشتري بيتها في جبل عمان ليتسنى جعله متحفا.
؟ هل تسمعين اغاني او موسيقى؟
؟ لست من محبي الطرب، ولا اسمع موسيقى لاكثر من خمس دقائق، ولا اضع في مسجل السيارة اي كاسيت لشعوري ان ذلك يؤثر على تركيزي، وعندما اخرج من البيت اسمي باسم الله وانطق بالشهادة لان السير في الاردن من اخطر الامور، ويؤلمني جدا عدم تطبيق قانون السير ، واخرج الى عملي وانا خائفة، لان الغالبية لا يحترمون الطريق، حيث يقف الباص كيفما اتفق وبشكل مفاجئ، والحقيقة وضع السير في عمان تحديدا «غلط بغلط».
؟ عدم احترام الطريق، هل الخلل من قانون السير ام بالجمهور المستخدم من وجهة نظرك؟
؟ الخللل في الطرفين..!
؟ طالما انك في مجلس الاعيان فيمكنك عمل شيء لقانون السير!
؟ سبق وان تكلمت في هذا الموضوع في المجلس.
؟ كيف تقضين اوقات المساء عادة؟
؟ غالبا اتفرغ بالمساء للتحضير لليوم الذي يليه خاصة اذا كانت هناك جلسة اعيان، اضافة الى عملي التجاري وما يحتاجه من متابعة، واحيانا نخرج برفقة الاصحاب، وفي نهار الجمعة نلعب «بريدج».
؟ فقط بنهار الجمعة؟
؟ نعم فقط ... ولا يمكنننا ان نلعب بالمساء لانه في اليوم الثاني عمل وعادة بسام الساكت ينام باكرا ويصحو باكرا على صلاة الفجر، فيصلي ويقرأ القرآن ويسمع الاخبار وعادة عندما نخرج مساء مبكرين نعود مبكرين لان الدكتور ينام مبكرا، واحيانا اسهر انا على التلفزيون.
؟ منذ متى والدكتور بسام يصلي؟
؟ هو يصلي منذ ان تزوجنا، وكان يصلي وهو يدرس الدكتوراة ولم يقطع صلاته، وبعد ان حج بيت الله الحرام منذ عامين زادت صلاته وقراءة القران لديه وواظب عليها واذكر عندما كان بالجامعة و يعود متضايقا، يذهب ويصلي ويفتح المصحف ويبدأ بالقراءة، فيعود الى طبيعته بعد اقل من نصف ساعة، وفي السيارة يسمع القران.
؟ الا تحبين ام كلثوم؟
؟ احببتها لاجله، ولم اكن كذلك بالسابق حيث يسمعها احيانا.
؟ ما هو القرار الحكومي - من وجهة نظرك - الذي يجب ان تتخذه لخدمة المجتمع الاردني؟
؟ ان تعطي المجال للتدريب الحقيقي والتأهيل للرجل والمرأة، ومساعدة المؤسسات النسائية التي تعمل في هذا الاتجاه، فعلى سبيل المثال ان كل الدعم لبرامجنا يأتي في هذا الاتجاه، فعلى سبيل المثال ان كل الدعم لبرامجنا يأتي من خارج الاردن في الوقت الذي لم ترد عليّ وزارة التخطيط لحد الان على العرض الذي قدمته لها لدعم برنامج ترشيد المياه وبرنامج تدريب «المواسرجية» ومنذ ستة اشهر.! وبعثت ثلاث رسائل للوزير بهذا الصدد ولم يرد اي جواب..
؟ هل تقرأين برجك بشكل مستمر؟
؟ لا .. لا اؤمن بهذه الامور.
؟ هل تقرأين الصحف يوميا؟
؟ طبعا .. يوميا نقرأ الصحف سويا انا وبسام، ابدأ بالعرب اليوم، وهو يبدأ بالرأي، واقرأ عادة العناوين الرئيسية، واتابع بشكل تفصيلي اي مادة صحفية او مقال يخص مجلس الامة واقرأ مقالات فهد الفانك وطاهر العدوان وسميح المعايطة.
؟ هل تعتقدين انه اذا ازدادت مشاركة المرأة في المستويات السياسية والادارية، هل سيحسن ذلك الاوضاع في المجتمع الاردني؟
؟ اكيد.
؟ كيف؟
؟ اذا استقلت المرأة اقتصادياً فهي دعم لاسرتها اولا وللبلد ثانيا، اضافة الى انها لن تكون عالة، بل انها ستكون عاملة مؤثرة وفعالة وهذا جل ما يحتاجه الاردن في الوقت الحاضر، وهذا ما لمسته في تجربتي العملية في ملتقى سيدات الاعمال، ووجودهن في النواب والاعيان وان كان عددهن قليلا - الا انهن استطعن التأثير الايجابي في مجال التشريع.
؟ هل تشاهدين التلفزيون الاردني؟
؟ فقط نشرة الاخبار.
؟ هل يمكن اخذ رأيك عن التلفزيون الاردني وادائه؟
؟ كنت اتابع البرامج السياسية، وتعجبني هذه البرامج فقط ولكن من وجهة نظري انه يمكن لتلفزيوننا ان يتطور ويتماشى مع التطور الاعلامي في العالم اكثر.
؟ لو قدر لك ان تستلمي حقيبة وزارية، اي وزارة تختارين؟
؟ «تضحك» وزارة الداخلية!
؟ لماذا الداخلية؟
؟ حتى اتمكن من تطبيق القوانين وقانون السير تحديداً واذكر عندما كنا بانجلترا وكان زوجي يقود السيارة وخالفنا فعندما جاء الشرطي ليقطع لنا وصل المخالفة اعتذرنا منه وقلنا له لا ندري بأن هذا هو القانون، فأجابنا: لو قلتم انكم تعرفون القانون وخالفتموه لسامحتكم لانكم اجانب لكن عدم المعرفة شيء خطير، ولم يسامحنا وخالفنا الاثنين والانجليز المشهورون بالتزامهم بالقانون والتقاليد لو لم يكن هناك الزام بالقانون لما كانوا التزموا ابداً.
؟ هذا يعني اذا اصبحت وزيرة للداخلية فسوف تستخدمين العصا ولن تستخدمي الجزرة؟
؟ الاثنين معا.. ولكن سأنفذ قانون السير بحذافيره.
؟ ولن ترحمي من يخالفه؟
؟ لا.. حرام!
؟ هل لك موقف من النقابات المهنية؟
؟ شخصيا ارى ان تكون النقابات مهنية ويهتموا بالمهنة فقط، وان ارادوا التدخل بالسياسية فعليهم التدخل عبر الاحزاب السياسية.
؟ لماذا لا تدخلين حزبا سياسياً؟
؟ سبق وان دخلت في حزب الوعد، ولكن بعد اندماجه مع الدستوري وكان رأيه في مسألة معان بأن يستعملوا معهم الشدة، وكان يجب ان يقولوا ما هي الاسباب التي تجعل اهالي معان بأن يتصرفوا على هذا النحو، وكان يجب ان يقولوا انهم ثاروا من الفقر، فلذلك قدمت استقالتي احتجاجا على ذلك وكان سبب خروجي من الحزب هو موقفه المتشدد ازاء اهالي معان دون البحث بالاسباب.
؟ هل يعني انك «معانية» حتى في قرارك الحزبي؟
؟ لو حدث ذلك في اي محافظة اخرى في الاردن لكنت تصرفت نفس التصرف.
؟ الا تفكرين بانشاء حزب، خاصة وانك مركز استقطاب اقتصادي ونسائي؟
؟ لا افكر في انشاء حزب نسائي ابدا.. انا اطالب بحقنا دوما وبمشاركة الرجل.
؟ ما هو احب بلد زارته وجدان؟
؟ احب عمّان وهواء عمان ثم تعجبني لندن لانها تحتوي على المسارح والمتاحف والثقافة، واشعر ان كل شيء موجود هناك.
؟ هل تواظبين على حضور المسرح عندما تسافرين لانجلترا؟
؟ نعم.. اعتبر نفسي عاشقة للمسرح واولادي يشبهونني في هذا، وهناك مسرحيات سياسية كانت تعجبني اضافة الى المسرحيات التاريخية، واعجبت بمسرحيات فكتور هيجو وليمي زرابلك، وكنت في السابق احضر مسرحيات نبيل مصالحة، ولكن مع مرور الوقت لم تعد لدي الرغبة بذلك.
؟ هل تعجبك المسلسلات التلفزيونية؟
؟ تعجبني المسلسلات السورية بشكل كبير، واشعر وانا اشاهد مسلسلاتهم وكأني اعيش الموضوع الاجتماعي المطروح خاصة تلك التي تحكي عن فترة دمشق القديمة حيث تعود بي الذاكرة الى جدتي الشامية - من بيت العقاد - واستحضر تلك الاجواء، ويعجبني اداء الممثلين التلقائى الخالي من التصنع * عدا عمان ولندن؟
ـ أحببت بلدان شرق اسيا مثل ماليزيا وسنغافورة، ففي ماليزيا احسست بالسحر خاصة وانه بلد اسلامي عريق، اضافة الى انهم اقوياء اقتصاديا وبالمناسبة اقتصاد ماليزيا القوي بني على المشاريع الصغيرة، وكذلك تايوان التي بنت اقتصادها على المشاريع الصغيرة الريفية، وبهذا الخصوص اسوق مثلا على أهمية تلك المشاريع حيث يشجع وزير المالية للملكة المتحدة جولدن براون هذا النمط من الاعمال.
؟ هل أحسست بتفاوت في الافكار بين اعضاء مجلس الاعيان؟
؟ انا لا أعتبره تفاوتا بل هو تنوع بين اعضائه وتخصصاتهم وهذا يثري الوظيفة التشريعية، واعتقد ان الاعيان بيئة منوعة ورافدة، واذكر اننا عندما كنا في القاهرة طالبت رئيسة وفد تونس بدعم النساء العاملات في مجال التكنولوجيا لكن الاصح هو دعم كل القطاعات بشكل متناسق حتى تحدث التنمية وهذا ما قلته في معرض الرد عليها بالورقة التي اعددتها للمؤتمر، فثنى على الورقة احد اساتذة الجامعات وطلب منا تشجيع المرأة الاردنية بالاستثمار في مشاريع التكنولوجيا، فكتبت لي منى نجم مباشرة انها على استعداد لتنظيم برنامج تدريبي وتأهيلي للسيدات الاردنيات الراغبات للاستثمار في مجال التكنولوجيات حتى يكون الملتقى قصة نجاح في المؤتمر القادم، وهنا مناسبة لمطالبة السيدات اللاتي وصلن الى مراكز متقدمة ان يمددن ايديهن لمساعدة وشد الاخريات الى الامام، ولا يتعارض كون المرأة نائب وطن او عين وطن ان تتخلى عن خصوصيات المرأة واحتياجاتها، ولا بد من ذكر ما قاله فاروق الباز بخصوص التنمية الشاملة في الوطن العربي، حيث اكد على ضرورة شمولها لكافة القطاعات مشيرا الى ان (41%) من مواطني الوطن العربي «أميون» متسائلا عن كيفية نهوض مجتمع وفيه هذه النسبة من الامية، وهذا ما اكد توجه الاردن في ضرورة تنمية كل القطاعات لاحداث التنمية الحقيقية.
المقابلة نشرت في الراي في 13/12/2005