لقد ترجم هذا الكتاب الى أكثر لغات العالم وأستطاع أن يصمد أمام الزمن فلا تبلى جدته عدة قرون .ظل هذا الآثر الأدبي العجيب يُلهم ويعلم ويظفر بإعجاب نوابغ الآدباء والفنانين في الغرب والشرق وما نزال نلمح تأثيره في بعض في بعض إنتاجهم الى يومنا هذا فقد إستُلهمت منه قطع رائعة للمسرح والثمتيل والسينما ،كما استنبط من حكاياته قصص إتخذت شخصياتها رموزا لآراء فلسفية ،فإذا ما كنا نلمسه في الكتاب من سطحية وهزل ينقلب عمقا وجدا ولعل أروع ما في أدبنا العربي الرمزي الحديث.
وعلى الرغم من ذلك كله فالكتاب لا يخلو من مآخذ كبيرة فهو ككل شيء بالدنيا لا يمكن أن يكون خيرا أو شرا ،ولعل من أكبر سيئاته هو موقفه من المرأة ..لقد حارب المرأة حربا لا هوادة ولا رفقا وظلت المرأة قرونا تنوء تحت عبء ما حملها هذا الكتاب من آثام وجرائم .ليس هاما أن يظلم المرأة فما أكثر ظلامها بين الكتب ،ولكن هذا الكتاب كان له أكبر الأثر على المجتمع الشرقي وخاصة العربي ببساطته وصراحته وبما به من غرائب وعجائب ووصف فاجر وكلام فاحش يتملق في شهواتهم ويدغدغ غرائزهم .
فكانت الحكايات به تواكب الطفل من طفولته الى شيخوخته والكتاب بدأ بخيانة المرأة لزوجها بمقدمة الكتاب حين رأى الملك شهريار إن زوجته تخونه مع أحد عبيده كما فعلت زوجة أخيه شاه زمان فأعتراه القرف والأشمئزاز ويزيد الكتاب في النقمة على المرأة نجده في كثير من الحكايات يصور الزوج المخدوع كما في قصة الصياد والعفريت وقصة أخرى تمتحن فيها امرأة عشيقة بإغرائه بحب أختها ولا يتورع الكتاب على أن يتهم بالجريمة شخصيات نسوية لها قيمتها التاريخية،ولا يصعب على الخاصة أن تدرك الاسباب التي دعت من مؤلفي أن يتخذوا الموقف الجائر حين يصفون المرأة يصفون حقيقة واقعها في عصور الانحطاط آي في أحلك العصور التي مرت على المرأة يوم طفت الجواري على الحرائر هذه الظاهرة برزت واضحة في التاريخ الاجتماعي العربي .والذي نلاحظه هو أن الكتاب يضفي على المرأة ذكاءًخارقا مشوها دائما بالخبث والذكاء أمامه الرجل غبيا بليدا غير ان الذي يبرر لمؤلفي الكتاب ما جنوه على المرأة هو أبتكارهم للشخصية شهرزاد وهي شخصية رئيسية في الكتاب تواكبه من البداية الى النهاية هذه الشخصية الفذة التي تجعلنا نؤمن بأن المرأة حين تكون ضعيفة ذليلة جاهلة يكون واقعها كما تصوره حكايات شهرزاد .لقد زال تأثير كتاب الف ليلة وليلة عن مجتمعنا ،واليوم المرأة تنطلق من القيود التي كبلها الكتاب لكن شخصية شهرزاد المعطاءة والوجه المشرق في الحياة ستظل الرمز الخالد للمرأة أبد الدهر.
*لا زال الى اليوم في مجتمعنا أناس متعلمون لا زالت هذه النظرة موجودة في بيوتهم ولست أبالغ إني متاكدة وهذا هو الذي شجعني للكتابة المقال.