شاهدت كغيري ما رشح من فعالية (قلق)–هل هي فعالية أم طقوس من (عبده الشيطان ) التي تقام في كل عام بصور مختلفة، القرآن الكريم أشار الى هذه الظاهرة بقوله تعالى ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي
الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا...) نحن أمام تيارات تريد ان تتجذر في المجتمع، وتقلع ما تبقى من اصوله، نحن أمام مخططات تجد طريقها الى التنفيذ، قلنا في اكثر من مناسبة لا يكون الهجوم على التطرف والإرهاب الذي نحاربه مدخلا للحرب على الاسلام، مدخلاً الى حراثة وتعشيب ما تبقى من قيم وتوجيهات في المناهج والإعلام بحجة محاربة التطرف، نحن قرأنا وجيلنا الذي سبق والذي لحق بمناهج، وعشنا على إعلام، ونظرنا في كتب ولم نسمع ولم نر متطرفين أو إرهابين.
عندما تسكت الحكومات، ويغض الطرف مسؤولون، بعضهم لا يهمه ما يجري، وعندما تكون منظومة الشباب تتقاذفها امواج تسير بهم الى المجهول، عندما توضع خطط هنا للتوجيه، وتنقذ هناك برامج عكسها تكون المحصلة الفشل في التنفيذ.
ماذا نريد من هذا الجيل ان يكون، نحن نحس بالخطر ليس على أنفسنا ولا على بعض ابنائنا وإنما نحس بالخطر على احفادنا ماذا يراد بهم، وكيف يمكننا حمايتهم، عندما يهتز حصن الثقافة وتثقب جدرانه، ويحفر اساسه ولا تتحرك الجهات المسؤولة للحماية، من حقنا ان نقول نحن الجيل الذي صرفنا عمرنا في التربية والتوجيه والخطابة أين انتم أيها الجيل الجديد، ما هي مسؤولياتكم، انا اعلم ان هناك خيرين كثيرين في مواقع القرار وان هناك حريصين مثلنا وأكثر على قيم الخير والعدالة، ولكن المشكلة ان رايات الشر تجتمع وترتفع، ورايات الخير قليلا ما تجتمع، لتكون حائط صد ويكون لها دور في المواجهة، لعدم تناسق الجهود، نحن مشغولون بالفقر والبطالة، والضريبة والاقتصاد، والإصلاح السياسي، وكل ذلك، مهم، ولكن الأهم هو الانسان الذي نريد، ونعّد لوطن كثرت عليه العاديات، وأحكمت حوله المؤامرات، وتنادت عليه العاديات، وأصبح نهباً لكل من يستطيع، دونما رادع من ضمير أو سطوة من قانون، لابد من تجميع قوى الخير، فالقيم للجميع، والوطن للجميع، وعندما تهدد سفينة الوطن، ويدخلها الماء، عند ذلك كل راكب فيها سيكون مهدداً بالغرق لا سمح االله.
الرأي