جامعة مؤتة ثالثة جامعة تنهض بعد الجامعتين الأردنبة واليرموك ، وكان إنشاؤها بإرادة من الملك الحسين تغمده الله برحمة وغفران من لدنه لتكون على أرض مؤتة صرحا علميا عالميا ، يستمد طيب المسيرة من نفحات جعفر بن أبي طالب وزيد بن ثابت وعبد الله بن رواحة ، فجعفر أكثر الناس شبها بالرسول عليه السلام ، وزيد هو خادمه وحِبُّهُ الأمين المذكور اسما في القرآن الكريم ، وأما عبد الله فهو شاعر الرسول والدعوة ، وثلاثتهم سهام حق كانوا في كنانة الرسول فرمى بهم الروم في أرض الشام ومؤتة لتكون دماؤهم رياحين مسك تفوح على مؤتة وما حولها ، فمؤتة التاريخ والجغرافيا برزخ الفتح بين الحجاز والشام، وقد رثاهم حسان بن ثابت بقصيدة خالدة منها قوله :
فلا يبعدنَّ اللهُ قتلى تتابعوا .... بمؤتةَ منهمْ ذو الجناحين جعفر
وزيدٌ وعبدالله حين تتابعوا ..... جميعاً وأسبابُ المنية تخطر
تلك مؤتة المنطلق والراية والفتح والشهادة ، وهذه جامعة مؤتة القلم والسيف على إثر ماضيها انطلقت لتشهد في سنواتها الأخيرة حراكا مشهودا وتوهجا لافتا على الصُعد العلمية كافة ، أذكر أنه قبل سنتين صدرت الإرادة الملكية السامية بتعيين الأستاذ الدكتور ظافر الصرايرة رئيسا للجامعة وفرح العاملون أساتذة وموظفين لما عُرف عنه مِنْ قبلُ من حسن تخطيط دقيق وبصيرة إدارية ناجحة وخلق آسِر دمث، ولأنه ابن الجامعة طالبا وأستاذا - وهي دعوة لمسؤولي التعليم العالي ليكون رئيس الجامعة من أساتذتها وليس من خارج سربها ليكون عالما بأحوالها وشؤونها وشجونها - فجامعة مؤتة أكثر جامعة أردنية عقدًا للمؤتمرات الدولية فقد كان عددها في العام الدراسي 2017/ 2018م ثمانيةً،إضافة إلى المؤتمرات الإقليمية والوطنية ومبادراتٍ طلابية ومعارض وندوات ودورات واتفاقيات محلية ودولية ،ونفقات تلك المؤتمرات هي من تبرعات محبي الجامعة وداعميها ، وليس من ميزانية الجامعة ؛ وهذا مسلك يشكر عليه الداعمون فهو يخفف العبء عن موازنة الدولة وإن أرهقَ المسؤولين في الجامعة بحثا عن المال وسعيا لتحصيله قانونيا وصرفه حسب الأنظمة والتعليمات المرعية، وهو أهم عامل مهم في إقامة المؤتمرات والندوات والدورات، كما يبذل رئيسها جهدا حثيثا لتسويق الجامعة محليا وإقليميا من خلال عرض برامجها في الملحقيات والسفارات العربية والأجنبية وتعزيز الاتفاقيات الدولية الثنائية مع المؤسسات الأكاديمية الوطنية والأجنبية وتحفيز اتفاقيات مشاريع الاتحاد الأوروبي ومنظمات الدعم الدولي، وتعزيز الترابط والتلاقح بين الجامعة ومجتمعها المحلي الحاضن لها. والجامعة تتميز بالريادة في مجالات التعليم الأكاديمي والعسكري والبحث العلمي والتنمية المستدامة للمجتمع لذا فهي من أكثر الجامعات الأردنية استحداثا للبرامج في مرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا،ويكفي الإشارة إلى دور الجامعة منذ تأسيسها في تخريج ضباط مؤهلين عسكريا وعلميا أردنيين وعربا ؛ فيها يتعلمون أن الوطن هيبةُ عزةٍ وكبرياء ُ كرامةٍ وأن الحياةَ وطنٌ يسري في دمائهم ، وأن الشهادة في ترابه المقدسِ حياةٌ وخلودٌ في علِّيينَ .
إن النجاحات التي حققتها جامعة مؤتة بجهد جماعي من إدارة الجامعة وأساتذتها وموظفيها وطلبتها لتجعل العاملين فيها جميعا أكثر حرصا على العطاء وسعيا للمزيد من التميز والريادة على بصيرة بخطى واثقة، فهي جامعة وطن وأمة .