مؤشرات دولية: الاردن متأخر على مؤشر السياحة الذكية
26-09-2018 03:31 PM
عمون- لم يشغل الاردن سوى المرتبة 90 من بين 136 دولة على مؤشر السياحة الذكية للعام الماضي، على الرغم من الجاهزية التقنية العالية للمملكة، وهو ما ينبئ به غياب هذه السياحة عن محاور الخطة الاستراتيجية لوزارة السياحة والآثار ( 2018-2020) المنشورة على موقعها الالكتروني.
هذه الحصيلة التي تضمنتها بيانات تقرير مشترك اعلنه مؤخرا المنتدى الاقتصادي العالمي ومنظمة السياحة العالمية، تتصادم مع مؤشرات القطاع السياحي للعام 2017 وارتفاع عدد السياح القادمين إلى المملكة بنسبة 9% مقارنة بالعام 2016، ببلوغ عددهم 2.5 مليون زائر.
خطة وزارة السياحة عرضت عددا من نقاط الضعف لدى الوزارة، في مقدمها افتقار خدمات الوزارة الإلكترونية لخدمة الدفع الإلكتروني، مما يدفع متلقي الخدمة الى الاقلاع عنها، فضلا عن غياب الانظمة والاجراءات اللازمة لعمل وحدة المتابعة، والتقييم وافتقارها الخبرة والمعرفة في متابعة سير المشاريع وإعداد مؤشرات الأداء الرئيسية، ومتابعته ضعف آليات جمع وتنظيم وتحليل واستخدام المعلومات، وتبادلها داخلياً وخارجيا.
ويحث خبراء لمناسبة اليوم العالمي للسياحة الذي يصادف غدا الخميس، تحت شعار (السياحة والتحول الرقمي)، الى ابراز الهوية الاردنية وايصالها بشكل لائق عبر الوسائل التكنولوجية، وتبني استراتيجية تنظم السياحة الاردنية وفقا للتكنولوجيا الرقمية ومعالجة اسباب القصور والضعف في السياحة الذكية.
ويجد الخبير السياحي واستاذ كلية السياحة والفندقة في الجامعة الاردنية الدكتور ابراهيم بظاظو، انه لا بد من استثمار قطاع السياحة في الفضاء الافتراضي.
ولاحظ بظاظو انه على الرغم من ان الاردن يتمتع بالجاهزية التكنولوجية والمنصات الرقمية، وبصفته محط أنظار العديد من الشركات الدولية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والبرمجة، إلا أن خطوات ادماج القطاع السياحي فيه بات خجولا، ولم يصل الى مرحلة النضج، بما يؤثر على الحصة السوقية في مجال صناعة السياحة.
واضاف ان الاردن بقي دون المستوى المطلوب نحو تسويق المنتج السياحي الاردني بعيدا عن دول الاقليم، واعتماده على الشركات الاردنية في تقديم هذا المنتج.
وعزا بظاظو أسباب تراجع السياحة الذكية الى سيادة التقليدية في تسويق المواقع السياحية الاردنية، اذ يفتقد الترويج الاردني الرسمي للسياحة للابداع والابتكار اعتمادا لمفهوم "رقمنة السياحة"، فضلا عن تقليدية الاعلام السياحي، وهو ما انعكس على موقع المنتج السياحي الاردني على الخريطة الدولية، بفعل قصور ايصال الرسالة السياحة عن الاردن، بما يحتويه من رموز ودلالات حضارية.
"ضعف مخرجات التعليم السياحي في مجال إخراج مواد بشرية قادرة على التعامل مع السياحة الذكية"، يرى فيها بظاظ سببا رئيسا في مراوحة القطاع السياحي في مكانه، مضافة الى "عدم وجود برامج تدريبية تتبناها الجهات المعنية كهيئة تنشيط السياحة ووزارة السياحة والاثار في مجال تمكين السياحة الرقمية في الاردن".
"فالمناطق السياحية الاردنية ليست مجهزة بالخدمة والاجهزة الرقمية، كما لم نصل الى مرحلة النضج في تطوير السياحة الافتراضة التي تجعل السائح في أي دولة في العالم يتجه الى الاردن كوجهة سياحية اولى"، حسب بظاظو، الذي يعتقد ان القطاع السياحي لن يتطور ما دامت السيطرة للتخطيط والتطوير التقليديين". وبحسب بظاظو، فان السياحة الذكية لا تحتاج لرأس مال، بينما تعد من أفضل وسائل تشجيع الاستثمار وتنشيط المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، التي ارتقت باقتصادات بلدان كثيرة.
وطالب بظاظو بتوجيه طلبة الجامعات والمدارس الى انجاز مشاريع بحثية وتسويقية للمواقع السياحية والاثرية ونشرها عبر الانترنت ويوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي.
ووفقا لتوصيات دراسة الدكتور بظاظو تحت عنوان (تطبيقات النماذج الرقمية في الادارة المتكاملة في المدن السياحية الذكية-دراسة حالة مدينة العقبة) والمنشورة في المجلة الدولية في التخطيط والتنمية المستدامة الصادرة عن المنظمة الاوروعربية للتنمية لعام 2017، الى ضرورة تشجيع كافة الفرص التنموية بادراج البنى التحتية الذكية بما تتضمنه من التشريعات والقوانين الناظمة للاستثمارات العقارية والسياحية والتجارية والصناعية، والالتزام بدعم البرامج الريادية الخاصة بالتكنولوجيا الرقمية في كافة جوانب صناعة السياحة ، وتمكين المؤسسات السياحية والاجتماعية والاقتصادية ودعمها للتحول الرقمي .
نائب عميد كلية الاعلام في جامعة اليرموك الدكتور خلف الطاهات، قال ان الترويج السياحي يتم بخجل شديد، بعيدا عن الاحتراف في توظيف الترويج الذكي للسياحة في الاردن.
وبين انه على الرغم من الامكانات الفائقة في المجال التكنولوجي والخبرات والعقول البشرية المتاحة، إلا ان التجربة الاردنية في هذا المجال ما تزال دون الطموح.
وأشار الى ان من أسباب التراخي في توظيف الترويج الذكي، هو فشل الحكومة في تطبيق مفهوم الحكومة الالكترونية بالشكل الفعال، الامر الذي جعل الجهات المسؤولة عن الترويج السياحي تكتفي تسويق الاردن سياحيا عبر آليات الاعلام التقليدي البسيط، دون الاستفادة مما توفره منصات التواصل الاجتماعي من امكانات هائلة تستطيع ان تقلل كلف الترويج ماديا وتضمن الوصول الاسرع للمنتجات والمواقع السياحية والاثرية المختلفة، وتضع الاردن على خريطة السياحة العالمية بالسرعة الهائلة والانتشار الاوسع.
ويرى طاهات، ان المنافسة على استقطاب السياحة والترويج السياحي بات في اطار الكتروني بامتياز سواء بالحجوزات وتذاكر السفر والعروض، وما نشهده من معركة ضارية في العروض بين الشركات والمؤسسات الدولية التي حرصت على الحضور في اروقة العالم الافتراضي، والتفاعل مع استفسارات زوار المنصات بسهولة.
وقال ان اي تأخير في توظيف استراتيجية المنصات الذكية في الترويج للأردن في كل المجالات السياحة العلاجية والتعليمية والطبية والدينية، يعطي المنافسين من دول الجوار الى استمرار تفوقهم في انتزاع زوار وسياح كان يمكن أن يكون الاردن وجهتهم السياحية.
استاذ الاقتصاد في جامعة اليرموك الدكتور نوح الشياب يرى ان وضع القطاع السياحي مترد بسبب ارتفاع الأسعار وعدم مقدرة الاردن على المنافسة في ما يتعلق بالمبيت والطعام والنقل، اضافة الى ان احدى المشكلات التي يواجهها السائح هي ضعف الخدمات الذكية للقطاع السياحي. وبين انه من الاهمية إعداد خطة استراتيجية للسياحة الذكية ، وإيجاد خطط تجذب السائح للأردن ، مع ضمان مصداقية العروض المقدمة عبر الانترنت، لتعزيز الثقة بين السائح وبين ما يتم تقديمه وفقا للعروض المطروحة عبر التقنية الحديثة.
ودعا الى انشاء مركز للخدمات الذكية في القطاع السياحي مسؤول عنها وزارة السياحة تراقب تلك العروض المطروحة ومدى مصداقيتها، سواء تلك المقدمة من وكلاء السياحة والفنادق اوالشركات المنظمة العمل السياحي، وان اي خلل في تلك العروض، تقوم المزارة بتعويض السائح عن ذلك الامر.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بمناسبة هذا اليوم أن السياحة تحتاج إلى الابتكار في مجال التكنولوجيا لبلورة إسهاماتها المحتملة. ولا بد أن تتدفق فوائدها إلى المجتمعات المحلية المضيفة. ودعا الحكومات إلى دعم التكنولوجيات الرقمية التي يمكنها أن تغير أساليب في السفر وأن تخفف الآثار الإيكولوجية التي تخلفها السياحة مع إتاحة منافعها للجميع. وتشير احصائيات مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم الى ان عدد مستخدمي صفحة "الفيس بوك " وصل للعالم الحالي حوالي 2.2 مليار مستخدم شهريًا و 1.4 مليار مستخدم نشط يوميا، ويقدر عدد المستخدمين المسجلين على "تويتر" بـ 1.3 مليار، فيما يصل عدد الزيارات الشهرية على موقع " يوتيوب " حوالي 1.5 مليار زيارة كل شهر. (بترا- بشرى نيروزخ)