استقالة النعيمي .. عندما يتعلق الأمر بصحتهم
فهد الخيطان
13-06-2009 03:50 AM
*** الوزير قدم استقالته قبل اسبوعين ومهمة المعاني تصريف الأعمال
من الطبيعي ان يشكك الرأي العام بما قيل انها اسباب صحية وراء استقالة وزير التربية والتعليم د. تيسير النعيمي المفاجئة, اذ لم يسبق لوزير - في السنوات الاخيرة على الأقل ان طلب الاستقالة بنفسه لدواع شخصية او ان يبادر الى هكذا خطوة تحت شعور بتحمل الخطأ في نطاق مسؤولياته. فكم من وزير قاوم ضغوط الرأي العام واصر على البقاء في موقعه رغم المطالبات باستقالته.
ستكون خطوة مقدرة للدكتور النعيمي وسابقة تسجل له اذا كان السبب المعلن للاستقالة هو السبب الحقيقي, والسؤال الذي يدور اليوم هل ثمة قضية مخفية في قرار الاستقالة?
يؤكد زملاء النعيمي في مجلس الوزراء الذين فوجئوا باستقالته ان الوزير كان في حالة صحية جيدة وفي آخر جلسة لمجلس الوزراء قدم عرضا مطولا لمشروع قانون يتعلق بوزارته. ولم يلمح احد في تلك الجلسة ان الوزير يستعد للاستقالة بعد يومين.
كما ان الوزير لم يتغيب يوماً واحداً عن العمل في وزارته, حسب موظفين كبار في »التربية«, وكان يشرف بنفسه على الاستعدادات للعام الدراسي الجديد وامتحانات »التوجيهي« التي ستبدأ بعد غد.
في المقابل, تشير معلومات مؤكدة ان الدكتور النعيمي قدم استقالته لرئيس الوزراء بداية شهر حزيران الحالي, وظل الأمر طي الكتمان بين الرئيس والوزير الى ان سنحت الفرصة للبت فيها من دون ان يعلم أي وزير آخر في الحكومة عن الأمر. النعيمي وحسب مقربين يواجه متاعب صحية عادية تحتاج لمداخلات طبية وعلاجية ويفضل هو شخصيا ان تتم في الخارج. وكان بامكانه ان يفعل ذلك من دون ان يستقيل من موقعه كما حدث مع احد الوزراء في الحكومة من قبل, امضى اكثر من اسبوعين في امريكا وعاد لعمله ثم خرج في التعديل الوزاري الاول. وقبل ذلك التعديل باسابيع ترددت معلومات مفادها ان النعيمي تقدم باستقالته الى رئيس الوزراء الذي رفضها بدوره وطلب من الوزير الاستمرار في عمله ووعده بان يشمله في اول تعديل وزاري غير ان التعديل حصل في شهر شباط الماضي واستثنى وزير التربية. ثم جاءت خطوة الاخير على نحو مفاجئ ومن دون توضيح او تمهيد رسمي يأخذ في الاعتبار حق الرأي العام في معرفة التفاصيل.
واذا ما تجاوزنا اسباب الاستقالة ودواعيها فان ما يتوقف عنده المراقبون هو الحاق وزارة التربية بوزير التعليم العالي وليد المعاني الذي بات يحمل حقيبتين ثقيلتين وفي موسم يعد الأهم في عمل الوزارتين. الخطوة هذه في نظر المراقبين تحمل رسالة عن ان التغيير الحكومي سيحصل بعد الدورة الاستثنائية لمجلس الأمة او ان مهمة المعاني في »التربية« مؤقتة وهي لغاية تصريف الأعمال. ولو كان الأمر غير ذلك لتم تعيين وزير جديد للتربية. هذا هو الانطباع السائد بعد الاستقالة اليوم.
بيد ان المفارقة في استقالة النعيمي هي ان الوزراء يمكن ان يستقيلوا عندما يتعلق الأمر بصحتهم, لكنهم يأبون مغادرة الكرسي عندما يهددون بقراراتهم حياة المواطنين.0
fahed.khitan@alarabalyawm.net