العودة لا إسكان ولا استيطان
د. عزت جرادات
26-09-2018 03:27 AM
* تعيش إسرائيل عصرها الذهبي ، حيث يتولى نيابة عنها عدو الفلسطينين الأول ممثلا بترامب وإدارته، وعلى الرغم من عاصفة الانتقادات الدولية لإعلان القدس عاصمة إسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها باحتفال صهيوني تلمودي، ولوقف التمويل الأمريكي للاونروا كخطوة أولى لحذف حق العودة للاجئين الفلسطينيين يبرز خطر جديد لا يقل عن الخطرين السابقين ، بل اشّد ويتمثل بتوطين اللاجئين الفلسطينين.
فتوطين اللاجئين ، بشكل عام عبارة عن عملية نقلهم من بلد إلى آخر يوافق على استقرارهم الدائم . وتعكف الإدارة الأمريكية على صياغة مخطط يهدف إلى توطين اللاجئين الفلسطينيين في أماكن وجودهم في الدول الأربع ذات العلاقة ( الأردن وسوريه و لبنان والعراق) بدءاً من عام (2019) حيث إنهاء وضعية لاجئ لملايين الفلسطينيين من خلال تعطيل عمل ودور الاونروا نقلا عما صرح به وزير المواصلات الإسرائيلي (يسرلئيل كاتس) كما نقل موقع عبري إن صفقة ترامب للسلام تتضمن توطين اللاجئين الفلسطينيين مقابل منحهم مواطنة وحقوقا كاملة في الدول التي يعيشون فيها ، بينما يساهم المجتمع الدولي بتمويل برنامج التعويضات.
* ولا يعتبر مشروع ترامب الأول لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينين منذ عام النكبة (1948) ، فقد طرحت عدة مشاريع ولكنها رفضت رفضاً تاماً ومن أهمها على سبيل المثال لا الحصر:
- مشروع (ماك غي) مستشار الخارجية الأمريكية عام (1949) حيث يعد الأقدم لتوطين اللاجئين الفلسطينين في أماكن وجودهم .
- مشروع (جونستون)، مبعوث الرئيس آيزنهاور إلى الشرق الأوسط (1953-1955) للتفاوض مع الإطراف العربية المعنية وإسرائيل لتوطينهم على جانبي نهر الأردن.
- مشروع (دالاس) ، وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية (1955) لإعادة بعض اللاجئين إلى فلسطين، وقيام إسرائيل بتعويض البعض الآخر(والتمويل صهيوني عالمي بالطبع) وتوطين ما تبقى حيث يقيمون في أراض مستصلحة بتمويل أمريكي.