بتوب يا معلمتي ..03-05-2007 03:00 AM
بالإشارة إلى التقرير الذي نُشر في جريدة الرأي بتاريخ 2 أيار 2007 حيث أقدمت معلمتان في مدرسة حكومية على ضرب طالبة تم تقييدها بشبك الحماية لأحد الشبابيك مما دفعها للبكاء والتوسل قائلة (بتوب يا معلمتي.. بتوب..) مما أثار صراخها المرتفع الجيران الذين يقطنون في حي المدرسة، فقاموا بتصوير الحادثة بواسطة هاتف نقال لتوثيق هذه الجريمة البشعة والتي تقشعر الأبدان لدى سماعها، ترى ما الخطأ الذي ارتكبته هذه الطفلة واستحقت عليه عقاباً لا يليق بالطفولة التي تحملها سنواتها السبع أو الثمانية.. فحسب ما تبينه التشريعات الدولية بأن الطفل هو ما دون الثامنة عشرة، هذا يعني أن طلاب المدارس جميعاً أطفال، وهنا المشكلة الكبرى فيما يتعلق بالمدارس، إنها تتعامل مع الأطفال وهو أصعب أنواع التعامل فهي تقوم على صياغة وبناء الذهنية الأساسية لديهم.فما زلت أذكر تماماً في الصف الأول قصة (غرفة الفئران) والتي ارتبطت في مخيلتنا بالعقاب، حيث كانت المعلمة في الصف الأول تهدد بإدخال المشاغبين إلى غرفة الفئران.. وما هي غرفة الفئران؟! يبدو وأنها غرفة يتم فيه عقاب الخارجين على قوانين الصف الأول، وبما أنني كنت أحد المشاغبين المميزين في الصف منذ اليوم الأول في المدرسة، فلقد كانت احتمالية دخولي إلى غرفة الفئران متوقعة في أي لحظة..!! فعشت تحت وطأة الخوف من غرفة الفئران طوال عام بأكمله، وكثيراً ما كنا نتساءل عن مكان هذه الغرفة، وكان يشكُ أحدهم بمخزن مهجور يقع على يمين الباحة، فيما خلص البعض إلى أنها على الأغلب تقع إلى جانب غرفة المديرة، في النهاية لم نتفق على مكان محدد لغرفة الفئران وظل المكان مجهولاً بالنسبة إلينا.. وفيما بعد اكتشفنا أن لا وجود لغرفة الفئران بتاتاً.. وأننا كنا نعيش الخوف النفسي من شيء غير موجود أصلاً.. كان هذا ما أنطبع في أذهاننا عن المدرسة منذ اليوم الأول، وكل ما تمركز في ذاكرتنا في ذلك الوقت هو الخوف. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة