الكنيسة الكاثوليكية الألمانية في مواجهة الالاف من ضحايا التجاوزات الجنسية
25-09-2018 02:36 PM
عمون- تعلن الكنيسة الكاثوليكية الألمانية الثلاثاء موقفها من التجاوزات الجنسية في دوائرها، التي كان ضحاياها الاف الأطفال، وذلك على خلفية دعوات إلى كسر ثقافة الصمت والفضائح المماثلة في العالم أجمع.
وسيقدم المؤتمر الاسقفي الألماني الملتئم حتى الجمعة في فولدا، تقريرا شاملا طلبته الكنيسة قبل أربعة اعوام ويحدد هويات اكثر من 3600 ضحية في الفترة الممتدة من 1946 الى 2014.
وقال رئيسه الكاردينال رينهارد ماركس خلال قداس، بعدما كشفت الصحافة في أيلول/سبتمبر عن الفقرات الاساسية في التقرير، "ليس سهلا" الحديث عن تجاوزات جنسية في الكنيسة، لكن "يجب ألا نتراجع أمام التحدي".
وأضاف "الله يتألم مما لم نره، مما تجاهلناه، مما لم نشأ ان نصدقه". وتحدث عن "عار" على الكنيسة التي تحتاج الى "انطلاقة جديدة".
وأوضح متحدث باسم المؤتمر أن خط هاتف لدعم الضحايا وموقعا متخصصا، سيوضعان في الخدمة خلال فترة المؤتمر.
وطالبت وزيرة العدل الألمانية كاتارينا بارلي من جهتها بإحداث "تغيير عميق في ثقافة" الكنيسة.
ويتعين على الكنيسة التأكد من معاقبة المذنبين، وخصوصا "من خلال رفع شكوى حتى تتمكن النيابات العامة من التعامل مع كل حالة على حدة"، كما قالت وزيرة العدل في مقابلة مع مجلة دير شبيغل.
-"قمة جبل الجليد"-
أوجزت دير شبيغل التي اطلعت على التقرير المؤلف من 356 صفحة مضمونه بالقول إنه "وثيقة مزدحمة بجنح ارتكبها رجال دين". ويتحدث عن 3677 ضحية على الاقل، معظمهم صبيان تقل أعمارهم عن 13 عاما، وقعوا ضحايا لحوالى 1670 رجل دين.
وقالت بارلي إن الأرقام "تصدم وهي فقط على الارجح قمة جبل الجليد".
فاتحاد الباحثين في جامعات مانهايم وهايدلبرغ وغيسن الذي أجرى التحقيق، لم يطلع مباشرة على محفوظات 27 أبرشية المانية. ولم يدقق في الواقع إلا في 38 ألف ملف ومخطوطة اختارتها الكنيسة ووضعتها في التصرف.
ويقول معدو الدراسة إن الكنيسة "أتلفت ايضا أو تلاعبت" طوال عقود بعدد كبير من الوثائق المتعلقة بمشبوهين و"قللت" عمدا من خطورة الوقائع.
وقال يورغ شوه المتحدث باسم مركز توويتر لاستقبال ضحايا التجاوزات الجنسية، لفرانس برس غاضبا "نطلب من الكنيسة الاهتمام أخيرا بالمشكلة"، واصفا مؤسسة تغطي الجرائم التي يرتكبها مسؤولوها بأنها "منظمة اجرامية".
وأضاف "لم تفاجئني هذه الدراسة. من المفيد أن نتوصل أخيرا إلى نشر أرقام، وفهم حجم المشكلة. وهي تتيح أيضا معرفة عدد الكهنة المذنبين. وتتحدث الدراسة مع ذلك عن 4 الى 5% من رجال الدين الألمان".
- فضائح في كل مكان -
واجه ثلث المشبوهين فقط اجراءات بموجب القانون الكنسي، لكن العقوبات كانت هزيلة، وبالتالي غير موجودة. وغالبا ما نقلوا من دون إبلاغ المؤمنين بالخطر المحتمل على أطفالهم.
والأسوأ، في نظر كاتبي التقرير، هو أن لا شيء يتيح الاعتقاد بأن هذا الموضوع "بات من الماضي".
وفي كل أنحاء العالم، في استراليا وتشيلي والولايات المتحدة وألمانيا... تستهدف اتهامات مفصلة عن عمليات اغتصاب وتجاوزات جنسية وتعديات على الاطفال واعتداءات جسدية، الكنيسة الكاثوليكية ومسؤوليها.
وقد دعا البابا فرنسيس الذي لم ينج من الانتقادات بسبب تعامله مع ملف الفضائح، جميع رؤساء المؤتمرات الاسقفية في العالم، الى اجتماع في الفاتيكان في شباط/فبراير 2019، لمناقشة موضوع "حماية القاصرين".
وواجهت المانيا حتى الان عددا كبيرا من القضايا. ويتعلق أخطرها رريغينسبرغ الكاثوليكية، حيث يقول تقرير صادر في تموز/يوليو 2017 ان 547 طفلا على الاقل تعرضوا لاعتداءات جسدية وتجاوزات جنسية وصلت الى حد الاغتصاب، بين 1945 و1992.
وقد وجهت الى شقيق البابا السابق بنديكتوس السادس عشر تهمة غض النظر عن هذه الوقائع. لكن المونسنيور يورغ راتسينغر الذي تولى من 1964 الى 1994 ادارة هذه الجوقة المؤلفة من الاطفال، اكد انه لم يكن على علم بتعديات جنسية. (ا ف ب)