كما يوجد عقوق من طرف اﻷبناء لوالديهم يوجد العكس أيضاً حيث هنالك عقوق من اﻵباء واﻷمهات ﻷبناءهم من حيث عدم إعطاءهم حقوقهم في التربية والمال والوقت والجهد والعاطفة والميراث وغيرها، وبالطبع فإن هذا ينعكس سلباً على تربيتهم وسلوكهم وأخلاقياتهم وحياتهم والمجتمع برمته، وهذه الظاهرة باتت بالإنتشار كنتيجة لتقصير الوالدين باﻹضطلاع بمسؤولياتهم بحجة مشاغل الحياة:
1. كنتيجة ﻹنتشار ثقافة اﻷجنحة في البيوت وتواجد شبكة اﻹنترنت ووسائل التواصل اﻹجتماعي والحياة اﻹفتراضية وضغط اﻷقران، أصبح وجود الشباب في غرفهم بعيدين عن اﻷهل شيء عادي مما يجعل من البعد المكاني والفيزيائي
بعدا إنسانياً وعاطفياً دون تواصل وهذا خطير البتة على تربية اﻷبناء.
2. ينعدم التواصل بأنواعة عند البعض بين أفراد العائلة الواحدة بحجة مشاغل الحياة مما يعني نوعاً من التفكك اﻷسري غير الظاهر.
3. هنالك ظلم عند البعض ﻷبناءهم في الميراث مثلاً بسبب تعدد الزوجات، وأنواع أخرى من الظلم بسبب الضعف غير الظاهر عند الوالدين في إدارة شؤون البيت أو المعاملة أو التمييز أو التواصل أو الحوار أو العاطفة أو غيرها.
4. التواصل مطلوب مع اﻷبناء بصرياً عند اللقاء، وجسدياً عند الجلوس، وكلامياً عند الحوار، وعاطفياً عند التعبير، ونفسياً عند اﻷزمات، ودينياً في الحياة، وأخلاقياً في المواقف المحرجة، ليكون أبناؤنا كما نريد.
5. كلنا قلوبنا على أبناءنا ونحبهم أن يكونوا أفضل الناس لكن أحياناً إساءة التصرف المقصود أو غير المقصود معهم يعمق الحواجز ويبعد المسافات. فلنحسن تصرفاتنا مع أبناءنا ليشعروا عاطفياً بحبنا لهم ليبادلونا حبهم من قلبهم لا تجملاً ﻷجل المال أو ثقافة اﻷخذ فقط.
6. البعض من اﻵباء واﻷمهات يفكر بأن العلاقة مع اﻷبناء هي لتسهيل مهماتهم المادية فقط! وهذا بالطبع يعني ترسيخ دور اﻷبوين في جعلهم آلة كالصراف اﻵلي لمنح الفلوس فقط وهذا أخطر أنواع العقوق لﻷبناء من طرف والديهم. فحاجات اﻷبناء أكثر من ذلك لتشمل التربية والعناية والصحة النفسية وإدارة الوقت والتوجية والرعاية وغيرها.
7. بالطبع المقصود هنا لا يعني أن نقوّي اﻷبناء على الوالدين أكثر من الواقع الحالي ﻷخذ المزيد، فربما يقول البعض اﻷبناء هم العاقين لوالدهم والمطلوب منهم أكثر لا من الوالدين، لكننا نتحدث هنا عن التوازن في العلاقة من قبل الطرفين، وهذا بالطبع لا ينطبق على كل الناس، حيث أشار لي البعض للتحدث بهذه الجزئية تحديداً.
بصراحة: هنالك إنتشار لظاهرة عقوق أو إهمال أو تجاهل أو تقصير أو ضعف تربية الوالدين ﻷبناءهم سواء بقصد أو بغير قصد مما ينعكس على صحتهم النفسية ومستقبلهم والمجتمع برمته، والمطلوب إستغلال الوقت مع اﻷبناء لتعميق التواصل معهم في الجوهر لا الشكل.
صباح اﻷبوة واﻷمومة الصادقة من القلب