حكومة الذهبي بعد استقالة النعيمي
ماهر ابو طير
12-06-2009 05:19 AM
استقال وزير التربية والتعليم بشكل مفاجئ من حكومة الذهبي ، واستقالته قبلت فورا ، ولم يتم تكليف شخصية جديدة لتولي الموقع ، بل تم تعيين ذات وزير التعليم العالي وزيرا للتربية والتعليم ، ليبقى السؤال ما دلالات ذلك على عمر حكومة الذهبي؟.
قبل الحسم حول دلالات الخطوة ، اطرح التصورات التي قيلت البارحة ، حول عمر الحكومة ، بين الناس ، فالتصور الاول يقول ان هذا دليل على دمج الوزارتين والعودة الى الدمج ، ليس له علاقة بعمر الحكومة ، والدمج حصل ليس لانه كان مقررا ، بل لان الوزير استقال احتجاجا على قضايا مختلفة ، فأصبحت العودة الى وصفة الدمج هي الحل ، لان هناك من كان يفكر بها ، وهو تصور ضعيف وهزيل ، فالقصة بالنسبة لي ، ليست قصة دمج ولا ما يدمجون ، بل اعمق من ذلك بكثير.
التصور الثاني يقول ان قرار تكليف وزير التعليم العالي بحقيبة التربية والتعليم ، دليل على ان عمر الحكومة بات قصيرا ، ولو كان عمرها طويلا لتم تكليف شخص جديد بهذا الموقع ، وبما ان عمرها المتبقي بات قصيرا اي الى ما بعد الدورة الاستثنائية ، والى حد اقصى هو شهر تشرين الاول ، اي ما قبل الدورة العادية لمجلس الامة ، ويقول اصحاب هذا الرأي ان ترك موقع وزير التربية والتعليم ليدار بالوكالة ، فعليا ، دليل واضح على عدم الرغبة بتوزير احد ، لان المرحلة مرحلة تغيير ، وليس توزير اي احد كان ، في ذات حافلة الذهبي الحكومة ، واعتقد ان هذا الرأي صحيح ، فالقرار غير المعلن الشهر الماضي على مستويات معينة من القرار ، كان بمنح الحكومة فرصة سقفها الاعلى ستة شهور ، لتقييم الاداء ، وهذا الشوط الاضافي ، لا يعرف احد متى سينتهي ، لكنه لن يتجاوز موعد الدورة العادية ، وفي القرار حسابات مختلفة ، واكشف ان وضع الحكومة روجع في شهر شباط الماضي ، وكادت تتغير لولا ان تم منحها فرصة لاعتبارات مختلفة ، واذا كانت استقالة النعيمي اديرت بهذه الطريقة ، فهذا دليل على الاغلب بكونها "ادارة سياسية" تتعلق بعمر الحكومة وليس بعدم وجود شخص بديل للنعيمي في المملكة ، وفي المحصلة فان ما تبقى من عمر الحكومة هو اربعة اشهر في الحد الاقصى ، قد تكملها كلها ، وقد لا تكملها.
التصور الثالث ، الضعيف ، كما التصور الاول ، هو من يقول ان عمر الحكومة غير مرتبط بهذه الاستقالة نهائيا ، وقد يتم التجديد للذهبي بتشكيل حكومة جديدة ، او ان عمر حكومته غير مرتبط بهذه القصة ، وهو تصور ضعيف كما اسلفت ، واتفق معه من زاوية واحدة تتعلق بكون قصة النعيمي لن تقرر عمر الحكومة ، لكنها بالطبع تعطيك مؤشرا واضحا ، عبر طريقة ادارة الاستقالة ، وعدم توزير شخص جديد ، ومن هذه الزاوية فقط يمكن قراءة قصة النعيمي ، ففي النهاية وزير التربية والتعليم ، شخص محترم وجليل ، وعلى ارض الواقع لن تنهار الحكومة بعد خروجه.
عمر الحكومة المقرر سلفا ، هو الى ما قبيل الدورة العادية المقبلة ، وطريقة ادارة استقالة وزير التربية والتعليم السابق ، دليل على ذلك ، وعلينا ان ننتظر حكومة جديدة ، ما بين الفترة الواقعة بعد الدورة الاستثنائية الحالية ، وما قبيل الدورة العادية المقبلة ، وحتى ذاك سننشغل بأسرار استقالة الوزير ، وهي قصة تتعدد فيها الروايات.
m.tair@addustour.com.jo