على كل هذا الغضب الحاصل والذي يثبت فطرتنا السليمة وحسن أخلاقنا ونبذنا لكل المظاهر التي تسيء للإنسانية قبل الوصول الى إساءتها للأخلاق والأداب العامة. فأقل ما يقال عن قلق هو تشويه انساني. لكن أيضاً كشفت قلق عن تشويه فكري حاصل، فنحن وقعنا في عدد من آليات الدفاع النفسية الشائعة.
أولها :الإنكار
فمن السهل علينا أن ننكر بأن سبعة آلاف مراهق مع إحتساب عدد أهاليهم و أقاربهم يصل لمجموعة الى اكتر من مئة ألف الذين شاركوا، أي أن عدد كذلك يعطي انطباع عن واقع لا يفيد استخدام رأس النعامة الذي تدسه بالرمال هروباً من المواجهه.أليسم هؤلاء ابناء هذ ا الوطن يدرسون بمدارسه و يمشون بشوارعه ؟
ثانيا : سوء عقل
سوء عقل آخر ينادي من بعيد إنها المؤامرة و هذه مصيبة أخرى ،بالتأكيد هناك مخطئين متآمرين دائما في كل انحاء العالم . لكن للاسف لا تنجح المؤامرات إلا عندما يكون المتآمر عليه ضعيفاً لا يملك الإرادة كما حدث و تفككت الدولة العثمانية و لم تكن مؤامرة صهيونية عليها .إنما هي نتيجة حتمية لخسائر وقعت عليها و على روسيا و ألمانيا و دول المحور ولن يفيد الهروب مهما حاولنا.
لكن الحل لا ولن و بكل ادوات النفي يحدث إلا بتحملنا المسؤولية ،حيث أن عدد كبير ايضاً غُرر به حتى يشارك في هذا المهرجان وعندما رأى ما رآه من كوارث انسحب وغادر المسرح وهنا يكمن السؤال ويصبح التعميم مفيداً فما حدث يمثلنا بالسيء الذي فيه والحسن.
كيف لنا أن نسامح أنفسنا ونحن نرى أولادنا فمن يقرأ إنما هو أب أو أم او عم وخال او حتى أخ لمثل أؤلئك الفتية .فنحن نراهم بالساعات يفعلون كل ما هو ضار بهم ولا حتى نفكر بالاعتراض عليه من مسلسات تركية تنافي افكارنا وثقافتنا فمشهد لفتاة تهرب لمقابلة عشيقها يعرض عالتلفاز تشارك به الجدة والام وحتى الاب امام الابناء وتكون متحمسه مع تلك العاشقة وتدافع عنها وقد تذرف الدموع معها متأثرة بالقصة هي نفسها تمنع ابنتها او ابنها من ارتكاب ربع هذا المشهد في الحياة الواقعية.
التناقض الحاصل الذي أدى الى بروز انفصامية واضحة ما هو إلا جرس إنذار علينا أن لا نهرب منه والحل هو في قوله تعالى " أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165) سورة عمران